قطر توسع الشركات الدولية في أكبر حقل للغاز

شركة قطر للطاقة الحكومية توقع عقدا مع شركة 'تكنيب إنرجي' الفرنسية وشركة اتحاد المقاولين بقيمة 10 مليارات دولار، لبناء خطين لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في مشروع حقل الشمال الجنوبي.

الدوحة - وسعت قطر الشراكات في أضخم مشروع للغاز في الإمارة الخليجية التي ترتبط بعقود طويلة الأجل مع الصين وتسعى استجابة لطلب عالمي ملح على الغاز المسال القطري بديلا لجزء من صادرات الطاقة الروسية للاتحاد الأوروبي.

وفي أحدث حلقة توسع، أعلنت شركة قطر للطاقة الحكومية الثلاثاء توقيع عقد مع شركة 'تكنيب إنرجي' الفرنسية وشركة اتحاد المقاولين بقيمة 10 مليارات دولار، لبناء خطين لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في مشروع حقل الشمال الجنوبي.

وقالت الشركة القطرية في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني "يشتمل عقد الهندسة والمشتريات والإنشاءات الرئيسي والبالغة قيمته حوالي عشرة مليارات دولار أميركي، على بناء خطين لإنتاج الغاز الطبيعي المسال بطاقة تبلغ 8 ملايين طن سنويا لكل منهما".

وأشارت الشركة إلى أن هذا المشروع سيرفع إنتاجية قطر من الغاز الطبيعي المسال من 77 إلى 126 مليون طن سنويا وهو الهدف الذي وضعته قطر لإستراتيجيتها لتوسيع إنتاج الغاز الطبيعي المسال بأكثر من 60 بالمئة بحلول العام 2027.

وقال مصدر مقرّب من شركة 'تكنيب إنرجي' إن الشركة "تملك غالبية مريحة من رأس مال" المشروع المشترك مع "اتحاد المقاولين"، وهي شركة هندسة وبناء عالمية.

وحقل الشمال البحري المكون من القسمين الشرقي والجنوبي، هو أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم وتشترك فيه قطر مع إيران.

وأشارت 'قطر للطاقة' إلى أن حصّتها في المشروع تصل إلى 75 في المئة، فيما سبق أن وقعت اتفاقيات شراكة مع كل من 'توتال إنرجي' و'شل' و'كونوكو فيليبس' للحصة المتبقية والبالغة نسبتها 25 في المئة.

ووصف وزير الدولة لشؤون الطاقة والرئيس التنفيذي لـ'قطر للطاقة' سعد بن شريده الكعبي المشروع بأنه "إنجاز مهم آخر في مسيرة تنفيذ مشروع الغاز الطبيعي المسال الأكبر في العالم"، موضحا أن المشروع "صُمم خصيصا بشكل يقلل من أثره البيئي" إذ أنه يحتوي على "واحدة من أكبر مرافق التقاط وعزل ثاني أكسيد الكربون وهو ما يشكل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف إستراتيجية قطر للطاقة بالتقاط وعزل أكثر من 11 مليون طن سنويا من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035."

وأشارت 'تكنيب إنرجي' بدورها في بيان إلى أن منشأة احتجاز الكربون ستؤدي إلى "تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 25 في المئة مقارنة بمنشآت مماثلة للغاز الطبيعي المسال".

وتُعد قطر أحد المنتجين الرئيسيين للغاز الطبيعي المسال في العالم إلى جانب الولايات المتحدة وأستراليا.

وتشكّل الدول الآسيوية (الصين واليابان وكوريا الجنوبية في المقدمة) السوق الرئيسية للغاز القطري والذي استحوذت عليه الدول الأوروبية بشكل متزايد منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، أعلنت قطر أولى صفقاتها الكبرى لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا في خضمّ جهود تبذلها أكبر قوة اقتصادية في أوروبا لتأمين بديل للطاقة الروسية. وقال الكعبي حينها إن بلاده ستمد الألمان بمليوني طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا على مدى 15 عاما على الأقل، بدءا من 2026.

وفي الشهر نفسه، أعلنت قطر توقيع اتفاق مدته 27 عاما مع الصين لتزويدها بالغاز المسال، في أطول صفقات الغاز المسال مدة على الإطلاق. وبموجب الاتفاق، تعتزم شركة قطر للطاقة "توريد أربعة ملايين طن سنويا من مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي للغاز الطبيعي المسال" على مدار 27 عاما.

ويضم حقل الشمال البحري حوالي 10 بالمئة من احتياطات الغاز الطبيعي المعروفة في العالم، بحسب تقديرات 'قطر للطاقة'. وتمتد الاحتياطات تحت مياه الخليج حتى الأراضي الإيرانية لكنّ العقوبات الدولية تعرقل مساعي الجمهورية الإسلامية لاستغلال حصتها في حقل جنوب فارس للغاز.