قفزة في أرقام السياحة تعزز جاذبية المغرب كوجهة مفضلة

المغرب استقبل 7.2 مليون سائح حتى نهاية مايو الماضي بزيادة 22 في المئة مقارنة بنفس الفترة العام الماضي.

الرباط – استطاع المغرب أن يجمع بين رؤية استراتيجية واضحة، وتنفيذ قوي للبنية التحتية والتسويق الدولي مع تنويع في عروض السياحة الأمر الذي خلق بيئة جاذبة للسياحة التي سجلت ارتفاعا قياسيا، حيث استقبلت المملكة 7.2 مليون سائح حتى نهاية مايو/أيار الماضي بزيادة 22 في المئة مقارنة بنفس الفترة العام الماضي.

ومع الترقب العالمي لكأس العالم 2030 وكأس الأمم الإفريقية 2025، يبدو هذا الزخم متواصلا، نحو استقطاب 26 مليون زائر بحلول 2030. وقالت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني في بيان إن "هذا الإنجاز يترجم إلى 1.3 مليون سائح إضافي، ويمثل نموا استثنائيا بنسبة 68 في المئة مقارنة بعام 2019 "(قبل جائحة كورونا التي أدخلت القطاع السياحي المغربي والعالمي في ركود).

وأضافت الوزارة التي تطمح إلى استقبال 26 مليون سائح بحلول عام 2030، أن الأرقام "تعكس دينامية قوية ومستمرة يشهدها القطاع السياحي منذ 2024، مما يؤكد مكانة المغرب كوجهة سياحية رائدة في الساحة العالمية وكذا نجاعة الاستراتيجية المعتمدة لتطوير القطاع".

واستقبل المغرب عددا قياسيا من السائحين بلغ 17.4 مليون سائح في 2024، بزيادة 20 في المئة مقارنة بالعام السابق.

كما وضع المغرب خطة لتطوير السياحة بعد فترة جائحة كورونا، عن طريق تقديم الدعم المادي للقطاع السياحي، وفتح خطوط جوية جديدة على أسواق جديدة، وتجديد الفنادق، كما فتح المجال للخطوط الجوية منخفضة التكلفة.

ويعول المغرب على تنظيم كأس أفريقيا 2025 لكرة القدم، وكأس العالم لكرة القدم 2030 بالاشتراك مع أسبانيا والبرتغال لاستقطاب مزيد من السياح. فمع تزايد الضغوط الاقتصادية، يبحث السياح عن تجارب سفر أقل تكلفة وأكثر تميزًا، وهو ما يوفره المغرب اليوم بجدارة.

وتؤكد العديد من التقارير الصحافية أن المغرب يُعد من أكثر البلدان جذبًا للسياح في القارة الإفريقية، بل بات خلال السنوات الأخيرة وجهة مفضلة للملايين من الزوار سنويًا من مختلف أنحاء العالم. فقد استطاع أن يجمع بين الحداثة والتقاليد، والبحر والصحراء، والتاريخ والمعاصرة، مما جعله خيارًا مثاليًا لعشاق السفر والاستكشاف.

وأفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن هناك تحولًا واضحًا في اهتمامات السياح القادمين من المملكة المتحدة، حيث يُتوقّع أن يتجاوز عدد الرحلات الجوية المتجهة من بريطانيا إلى دول شمال إفريقيا—المغرب خاصة حاجز 19.800 رحلة خلال عام 2025، مقارنة بـ 8.653 رحلة فقط في عام 2019، ما يشير إلى أكثر من تضاعف في الطلب خلال خمس سنوات.

وتُعد المغرب من أكثر الوجهات استفادة من هذا التغير، إذ سجلت منصات الحجز ارتفاعًا في عمليات البحث عن العطلات في البلاد بنسبة 39 بالمئة خلال الفترة ما بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار 2025، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، مما يؤكد تزايد شعبية المغرب بين السياح البريطانيين.

كما أن التقارب الدبلوماسي المتزايد بين الرباط ولندن لعب دورًا مهمًا في تعزيز ثقة السياح البريطانيين، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية البريطاني إلى المغرب مؤخرًا، والتي جددت خلالها المملكة المتحدة اعترافها بالسيادة المغربية على الصحراء.

وهذه الخطوة السياسية ليست رمزية فقط، بل تعكس مناخًا من الاستقرار والثقة في المغرب، ما يشجع على مزيد من الانفتاح السياحي والاستثماري.

وتأتي هذه الزيادة في ظل تراجع وتيرة النمو في الوجهات السياحية الأوروبية، حيث لم تتجاوز نسبة الزيادة في عدد الرحلات إلى إسبانيا من بريطانيا 10 بالمئة فقط، ما يُظهر تحولًا حقيقيًا في التفضيلات السياحية.

ويثبت المغرب، بتنوعه الطبيعي والثقافي وأسعاره التنافسية واستقراره السياسي، بأنه خيار ذكي ومغري للسائح الأوروبي الباحث عن تجربة غنية بأقل تكلفة، وهو ما يُتوقّع أن يعزز موقعه على خارطة السياحة العالمية خلال السنوات القادمة. إذ أنه لم يعد مجرد محطة سياحية عادية، بل تحول إلى وجهة عالمية متكاملة تلبي تطلعات السياح من مختلف الثقافات والفئات.