قمة مجموعة السبع تواجه تحديات صعبة

ماكرون يسعى لإزالة التوترات مع نظيره الأميركي بإقناعه بعدم فرض رسوم على النبيذ الفرنسي ردا على قرار باريس فرض ضرائب على المجموعات الأميركية العملاقة في قطاع التكنولوجيا 'غافا'.
بريطانيا تبحث عن اتفاق تجاري مع أميركا استعداد لبريكست
قلق دولي بشأن الاقتصاد العالمي المتراجع بفعل الأزمة التجارية
رئة الأرض تموت بتفاقم الحرائق بالأمازون
معارضو القمة ينتقدون ماكرون ويطالبون بعالم أكثر عدلا

باريس - سيحاول قادة دول مجموعة السبع التوافق اليوم الأحد على تدابير طارئة لمكافحة حرائق غابة الأمازون وأيضاً على إنعاش الاقتصاد العالمي، الذي يشهد تباطؤاً جراء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين وهو أمر يبدو من الصعب تحقيقه.

وبدأت قمة مجموعة السبع بمشهد منتظر جداً وهو اللقاء الأول بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون منذ تولّي الأخير مهامه في المملكة المتحدة في خضمّ أزمة بريكست.

وأعرب ترامب خلال اللقاء عن دعمه لجونسون واصفاً إياه بأنه الرجل المناسب لتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. كما أعلن عن احتمال التوصل سريعا إلى اتفاق تجارة "كبير جدا" مع بريطانيا.

ومن جهته هنأ جونسون ترامب على قوة الاقتصاد الأميركي وقال إن "بريطانيا تؤيد سلاما تجاريا وحرية التبادل وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين".

وكان جونسون قد أعرب أمس السبت عن أسفه للعوائق الكبيرة التي تعترض الصادرات البريطانية إلى الولايات المتحدة داعياً ترامب إلى رفعها كي يتمكن البلدان من إبرام اتفاق تبادل حرّ بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويسعى كل من ترامب وجونسون إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الإيطالي المستقيل جوسيبي كونتي ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لمناقشة الأمن العالمي ووضع الاقتصاد.

وكانت قد ظهرت في الأسابيع الأخيرة مؤشرات مقلقة في ألمانيا والصين والولايات المتحدة أثارت الخشية من مرحلة ضعف ملحوظ في النمو على المستوى العالمي.

وحمّل الأوروبيون واليابانيون جزءاً من مسؤولية تراجع النمو للحرب التجارية التي تخوضها واشنطن وبكين اللتين أججتاها الجمعة بالإعلان عن فرض رسوم جمركية جديدة.

وحذّر ماكرون من أن التوتر التجاري سيء للجميع، ملخّصاً بذلك القلق العام السائد.

وسعى خصوصاً إلى إقناع ترامب بعدم فرض رسوم على النبيذ الفرنسي رداً على قرار باريس فرض ضرائب على المجموعات الأميركية العملاقة في قطاع التكنولوجيا أو 'غافا' (غوغل، أمازون وفيسبوك وآبل).

وحاول ماكرون إزالة التوترات مع نظيره الأميركي خلال غداء طويل استمرّ ساعتين أمس السبت.

وأكد قصر الإليزيه على أن النقاش خلق الظروف اللازمة لإيجاد مستوى جيّد من التقارب داخل مجموعة (السبع)، عبر الحصول على توضيحات من دونالد ترامب بشأن المواضيع الرئيسية.

وأوضح أن ذلك يشمل النقاط التوافقية والخلافية مع أولوية أن تكون هذه القمة التي يندد بها قسم من الرأي العام مفيدة.

وكتب ترامب في تغريدة "الكثير من الأمور الجيدة تحصل لبلدينا وهذه نهاية أسبوع مهمّة مع قادة آخرين من العالم".

ويُفترض أن يتوافق القادة بشكل أسهل بشأن المشاركة خصوصاً من الناحية المادية، في مكافحة الحرائق التي تلتهم الأمازون. كما يُفترض أن يقدموا مساعدتهم ليس للبرازيل فحسب بل لتشيلي التي دُعي رئيسها سيباستيان بينييرا إلى بياريتس.

واتسعت رقعة الحرائق التي تجتاح غابات الأمازون خلال اليومين الماضيين، وسط مخاوف من تآكل رئة الأرض وتهديدها للنظام البيئي الحيوي لكوكب الأرض. وارتفع إجمالي عدد الحرائق منذ بداية 2019 بأكثر من 75 ألف حريق.

ويطرح أيضا الملف النووي الإيراني خلال أعمال القمة ومكافحة اللامساواة والشراكة مع إفريقيا، مع مشاركة حسب الجلسات قادة آخرين مثل قادة الهند وأستراليا وستّ دول إفريقية.

وسيتحدّث ماكرون وميركل ورئيس بوركينا فاسو روش مارك كريستيان كابوريه أمام الصحافة بشأن أزمة منطقة الساحل.

وسيواصل القادة اليوم الأحد الاستفادة من الإطلالة على المحيط الأطلسي بعيداً عن السياح بعد أن تمّ إخلاء قسم من بياريتس.

على بعد عشرات الكيلومترات، لا ينوي معارضو قمة مجموعة السبع وقف تعبئتهم بعد أن عقدوا قمة مضادة في نهاية الأسبوع. فقد سار الآلاف من بينهم بهدوء من اينداي إلى مدينة إيرون الاسبانية الحدودية، للمطالبة بعالم أكثر عدلاً وببيئة محمية أكثر.

ونزل مئات الأشخاص أيضاً إلى شوارع بايون رغم انتشار كثيف للشرطة التي استخدمت لفترة وجيزة خراطيم المياه والغاز المسيّل للدموع لتفريقهم.

وينظّم معارضو القمة اليوم الأحد في بايون مسيرة صور سيتمّ خلالها جمع كل صور ماكرون التي انتُزعت من البلديات.

وستُنفّذ سبعة تجمعات سلمية خلال النهار في مدن مجاورة لبياريتس لتطويق قمة مجموعة السبع رمزياً.