قوات الأسد تتقدم في درعا وسط مخاوف من كارثة انسانية

الجيش السوري يتقدم عند الحدود الأردنية ويسيطر على مجموعة من القرى وتوقعات بوصوله قريبا إلى معبر نصيب الحدودي الاستراتيجي.
مئات الآلاف من النازحين يعيشون ظروفًا صعبة للغاية

بيروت  - ذكر قيادي في التحالف الإقليمي الداعم لدمشق أن قوات الحكومة السورية في جنوب البلاد تتقدم عند الحدود الأردنية وسيطرت على مجموعة من القرى وستصل قريبا إلى معبر نصيب الحدودي الاستراتيجي. وقال القيادي إن الجيش السوري وحلفاءه في محافظة درعا سيصلون إلى معبر نصيب "خلال وقت قصير".

ويعيش مئات الآلاف من الناحين من درعا جنوبي سوريا ظروفًا صعبة للغاية على الحدود مع الأردن والشريط الحدودي مع الجولان المحتل، وسط خوف مطبق من قصف محتمل يستهدفها أو تقدم قوات النظام السوري باتجاههم.

ففي درجات حرارة تتجاوز 42 درجة مئوية، يفترش معظم النازحين الأراضي والسهول، وغالبيتهم من الأطفال والشيوخ، في ظل استمرار رفض السلطات الأردنية السماح لهم بالدخول لأراضيها.

وبات الحصول على خيمة تقي من أشعة الشمس الحارقة حلم لكثير من النازحين، وسط شح في المساعدات الإنسانية التي لم يدخل منها سوى القليل عبر الحدود الأردنية، وقد توقفت منذ الخميس.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية بدعم وتغطية جوية من الروس المتحالفين معها قد سيطرت  الخميس على بلدة صيدا جنوب شرق درعا.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إنه بإعادة السيطرة على صيدا، أصبحت القوات السورية الآن على بعد أقل من ستة كيلومترات من معبر نصيب الذي تسيطر عليه المعارضة على الحدود مع الأردن.

وقال رامي عبدالرحمن "إذا استمر النظام في التقدم نحو المعبر، أخشى على سلامة أكثر من 300 ألف شخص نازح ومحاصر بالقرب من المعبر".

واستهدفت الطائرات الحكومية والروسية مناطق المعارضة في درعا بالمئات من الضربات الجوية ، وفقا للمرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له.

وحثت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأردن على فتح حدوده أمام السوريين الفارين من القتال وقالت إن إجمالي عدد النازحين تجاوز 320 ألفا بينهم 60 ألفا تجمعوا عند معبر حدودي مع الأردن.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الخميس إن غوتيريش قلق بشدة ويناشد الأطراف مجددا بوقف القتال على الفور محذرا من أن "أرواح ما يقدر بنحو 750 ألفا في خطر".

وجرى إطلاع مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة على الوضع الإنساني في جنوب غرب سوريا بطلب من السويد والكويت. وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين إن بلاده لديها تحفظات على أعداد النازحين التي نشرتها الأمم المتحدة.

ويسعى الرئيس بشار الأسد لاستعادة السيطرة على جنوب غرب البلاد بما في ذلك الحدود مع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل ومع الأردن. وهذه المنطقة أحد آخر معاقل المعارضة في الحرب المستمرة منذ ما يزيد على سبع سنوات.