قوات الدعم السريع تحقق مكسبا هاما بالسيطرة على مثلث حدودي

السيطرة على منطقة المثلث الاستراتيجية تمكن قوات الدعم السريع من تأمين إمداداتها وقطع طرق تزويد الجيش السوداني بالسلاح والعتاد.

الخرطوم - سيطرت قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا اليوم الأربعاء، بعدما اضطر الجيش إلى الانسحاب من المنطقة، فيما يشير هذا المكسب الميداني الهام إلى تغير كبير في موازين القوى لصالح الدعم السريع.

وتعتبر هذه المنطقة ممرًا رئيسيًا لخطوط الإمداد والتهريب، سواء للأسلحة أو الموارد أو الهجرة غير الشرعية، فيما تمنح السيطرة عليها قوات الدعم السريع ميزة كبيرة في تأمين إمداداتها وقطع طرق تزويد الجيش السوداني بالسلاح والعتاد.

ويأتي هذا التطور الميداني ليؤكد قدرة القوت التي يقودها محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي" على استعادة زمام الأمور، خاصة وأن فرض سيطرتها على هذه المنطقة تمكنها من توسيع نطاق عملياتها، لا سيما في غرب السودان ودارفور، مما يمنحها مرونة أكبر في تحركاتها.

ويعكس الانسحاب التكتيكي للجيش السوداني من المنطقة الضغط الذي يتعرض له، فيما ينذر فقدانه السيطرة على المثلث الحدودي بفتح جبهة جديدة في الصراع.

وأفادت قوات الدعم السريع في بيان بأنها تمكنت من "تحرير منطقة المثلث الاستراتيجية، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر، في خطوة نوعية".

وأتى ذلك بعدما قال المتحدث باسم الجيش في بيان إن قواته "أخلت المنطقة وذلك في إطار ترتيباتها الدفاعية لصد العدوان".

وأكدت قوات الدعم أن سيطرتها على المثلث ستكون لها تأثيرات على "عدة محاور قتالية لا سيما في الصحراء الشمالية، وتساهم في مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر على الحدود السودانية".

وأكدت أنها استولت على "عشرات المركبات القتالية بعد تقهقر العدو وفراره جنوبا بعد تكبده خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".

وكان الجيش السوداني اتهم الثلاثاء القوات التابعة للمشير خليفة حفتر في شرق ليبيا، بتقديم إسناد مباشر للدعم السريع في هجوم على المثلث الحدودي، معتبرا ذلك "تعدّيا سافرا على السودان وأرضه وشعبه وانتهاكا صارخا للقانون الدولي".

وأوضح مصدر عسكري اليوم الأربعاء أن المناوشات في منطقة المثلث بدأت قبل ثلاثة أيام حينما هاجمت قوات الدعم السريع ومعها قوات من كتيبة سبل السلام الليبية، القوات المشتركة المتحالفة مع الجيش.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه "أمس واليوم تم هجوم قامت به قوة من الدعم السريع ومعها قوات تابعة لخليفة حفتر، وقررت قيادة الجيش إخلاء القوات من المنطقة لأسباب تكتيكية".

ويقع المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا شمال الفاشر في دارفور بغرب السودان، وهي المدينة الرئيسية الوحيدة في الاقليم التي ما زالت تحت سيطرة الجيش. وتحاصر قوات الدعم السريع المنطقة منذ أكثر من عام وتهاجمها بكثافة خلال الأسابيع الأخيرة.