كارثة انهيار الجسر تدفع ايطاليا لإعلان الطوارئ في جنوى

إعلان الطوارئ يشمل كيفية إدارة الموقع بعد الكارثة ومساعدة أكثر من 630 شخصا تم إجلاؤهم بعدما تضررت منازلهم الواقعة أسفل الجسر ورصد دفعة أولى من المساعدة الطارئة بقيمة 5 ملايين يورو.

جسر جنوى هو الخامس الذي ينهار في ايطاليا في خمسة أعوام
مدعي جنوى يعتبر انهيار الجسر ليس قضاء وقدرا
الحكومة الايطالية تعتزم سحب الامتياز من الشركة المشغلة لجسور جنوى

جنوى (إيطاليا) - أعلنت الحكومة الايطالية الأربعاء حال الطوارئ العام في جنوى (شمال) غداة كارثة انهيار جسر خلفت ما لا يقل عن 39 قتيلا، مؤكدة عزمها على سحب الامتياز من الشركة المشغلة له بتهمة الإهمال.

ورغم الجهود المضنية التي يبذلها المسعفون وسط ركام الاسمنت والحديد أسفل الجسر المنهار، ظلت الحصيلة الأربعاء 39 قتيلا و16 جريحا بينهم تسعة في حالة خطيرة، إضافة إلى عدد كبير من المفقودين.

وبين القتلى ثلاثة أطفال تراوح أعمارهم بين 8 و13 عاما، فضلا عن أربعة فرنسيين وثلاثة تشيليين وفق الدوائر الدبلوماسية للبلدين.

وقال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي اثر جلسة طارئة للحكومة في المدينة المنكوبة "أعلنا حال الطوارئ لاثني عشر شهرا" بناء على طلب المنطقة.

ويشمل هذا الإجراء كيفية إدارة الموقع بعد الكارثة ومساعدة أكثر من 630 شخصا تم إجلاؤهم بعدما تضررت منازلهم الواقعة أسفل الجسر، بحسب ما أورد رئيس المنطقة جوفاني توتي.

وأعلن كونتي أيضا رصد دفعة أولى من المساعدة الطارئة بقيمة خمسة ملايين يورو، إضافة إلى يوم حداد وطني سيتحدد موعده تزامنا مع مراسم دفن الضحايا.

وقال الدفاع المدني إن نحو 35 سيارة والعديد من الشاحنات سقطت من على ارتفاع 45 مترا لدى الانهيار المفاجئ لجزء من الجسر يتجاوز طوله مئتي متر.

وشيّد الجسر في ستينات القرن الماضي. واخضع خلال العقود التي أعقبت بناءه للعديد من عمليات الصيانة.

وقال مدعي جنوى فرانشيسكو كوزي الذي عاين مكان الكارثة "ليس الأمر قضاء وقدرا"، علما بأن التحقيق لا يزال في بدايته.

وأكد كونتي ان الحكومة عازمة على سحب الامتياز من الشركة التي تشغل جزءا من الطريق السريع.

وبعد تعرضها لانتقادات شديدة من مختلف أعضاء الحكومة، أكدت الشركة المذكورة الأربعاء أنها واظبت على الإشراف بجدية على شروط السلامة في الجسر، علما بأنها تدير نحو نصف الطرق السريعة في ايطاليا البالغ طولها حوالي ستة آلاف كلم.

وقالت إن الجزء المتعلق بجنوى كان يخضع لمعاينة "كل ثلاثة أشهر مع التزام المعايير القانونية إضافة إلى عمليات تحقق عبر الاستعانة بأدوات متخصصة".

لكن نائب رئيس الوزراء وزعيم حركة خمس نجوم الشعبوية لويجي دي مايو أكد أن الجسر انهار "لأنه لم يتم إجراء صيانة".

وأضاف دي مايو الذي كان تفقد مكان الكارثة "قلنا طوال أعوام إن إدارة القطاع الخاص للطرق السريعة أفضل من إدارة الدولة. وإذ بنا اليوم أمام إحدى أكبر الشركات الأوروبية التي تؤكد لنا أن الجسر آمن".

وجسر جنوى هو الخامس الذي ينهار في ايطاليا في خمسة أعوام. فقد سبقه جسران في صقلية في 2014 انهار احدهما غداة تدشينه وجسران اخران في لومبارديا في 2017.

ولاحظ انطونيو اوشيوزي الخبير في معهد تكنولوجيا أعمال البناء في المركز الوطني للأبحاث أن تسلسل هذه الحوادث "يتخذ طابعا مقلقا"، موضحا أن "عشرات آلاف الجسور في ايطاليا تجاوزت اليوم مدة صلاحيتها" ولا بد من تجديدها.

ومساء الأربعاء، كان مئات من عناصر الإطفاء يواصلون عمليات البحث بين الأنقاض بمساعدة كلاب وجرافات.

وقال مسؤول عناصر الإطفاء في محافظة جنوى ريكاردو سوتو "إنها مرحلة صعبة بالنسبة إلى الجميع لأننا بلغنا عددا كبيرا جدا من الضحايا رغم ذلك، لا يزال المسعفون يأملون بالعثور على بعض الناجين لكن العملية تزداد صعوبة مع مرور الوقت".

وشُيّد جسر موراندي الإسمنتي الذي يمتدّ على 1.18 كيلومتر أواخر الستينات وشهد بحسب الخبراء مشاكل بنيوية منذ بنائه وكانت كلفة صيانته عالية جدا خصوصا في ما يتعلق بالشقوق وتصدع الإسمنت.

ويربط طريق "آيه 10" السريع الذي سمي "طريق الأزهار"، مدينتي جنوى وفينتيميليا الواقعة على الحدود الفرنسية.

 وتقع جنوى البالغ عدد سكانها نصف مليون، بين البحر وجبال شمال غرب إيطاليا وتكثر فيها الجسور العلوية والأنفاق نظرا لوعورة تضاريسها.