كاظم الساهر يجدد لقاءه بجمهور قرطاج الدولي

قيصر الأغنية العربية يعتلي المسرح الروماني بقرطاج ضمن جولته العالمية بعد غياب خمس سنوات عن تونس.

تونس - أحيا "قيصر الأغنية العربية" الفنان العراقي كاظم الساهر أمام شبابيك مغلقة حفلا غنائيا ضمن سهرات الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي، ليجدد بذلك لقاءه بالجمهور التونسي بعد خمس سنوات على حفله الأخير بقرطاج.

اعتلى القيصر مسرح قرطاج العريق ليجد بانتظاره كما عوده التونسيون حشودا فاق عددها طاقة استيعاب المكان الذي جمع الفنان العراقي بمحبيه منذ بدء مسيرته الفنية إلى اليوم.

وعم التصفيق والهتاف أرجاء المسرح من قبل الجمهور فور إطلالة كاظم الساهر على الركح، مما خلق أجواء من الحماس والشغف والعاطفة وهي أحاسيس ومشاعر تتماهى مع أغانيه الرومانسية التي ألّف جلها الشاعر السوري نزار قباني.

حلّ القيصر بالمسرح الروماني بقرطاج ضمن جولته العالمية، محمّلا بمشاعر الحب والجمال والرومانسية، فتغنى بالمرأة والإنسان وبتونس. وكانت الاستجابة من الجمهور تتصاعد كلما قدم الساهر أغنية جديدة، فكانت هناك لحظات من الصمت العاطفي العميق حينا، تتلوها هتافات وتصفيق حار عكس التوهّج الفني لهذا الفنان الذي لم تأفل نجوميته على مدى ما يناهز 40 عاما.

واجتمع في الحفل الذي نفدت تذاكره قبل نحو أسبوعين عشاق الفن والطرب للاستمتاع بعرض فنّي يعكس حرفية هذا الفنان ورقيّ موسيقاه وأغانيه الرومانسية.

واختار الفنان العراقي أن يعطي شارة انطلاق سهرته بأغنية "قولي أحبك" ما ألهب حماس الجمهور، ثم أرفقها بمجموعة من أشهر أغانيه التي نالت إعجاب محبيه على مر السنين، حيث أدى باقة متنوعة من أعماله بينها "حبيبتي والمطر" و"كلك على بعضك حلو".

وراوح العرض بين الأغاني الإيقاعية والأغاني الرومانسية الهادئة وبين الأغاني القديمة والجديدة، فأدى كاظم الساهر بحماس رائعته "هذا اللون" و"إني أحبك". وتصاعد إيقاع الحفل وازداد معه تفاعل الجمهور بشكل لافت، حيث ردّد الحاضرون مع القيصر العديد من الأغاني الناجحة منها "زيديني عشقا". واهتزت أرجاء المسرح مع أغنية "يضرب الحب" و"هل عندك شك" وهي الأغنية التي أداها عند اعتلائه ركح المسرح الروماني بقرطاج للمرّة الأولى سنة 1994.

كاظم الساهر الذي تربع على عرش الأغاني الرومانسية منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي إلى اليوم، لم يفوت فرصة تحية الجمهور التونسي، إذ غنى له ككل مرة يحل فيها بتونس "هلا بالحلوة السمرا"، فرددها وكررها مرارا "يا حلوة أنت يا تونس".

وفي عالم من الإيقاعات الساحرة والصوت الرائع، كانت لكل لحظة في الحفل خصوصياتها من النغمات الرومانسية إلى الألحان المبهجة. كما كان تفاعل الجمهور مع كل أغنية شاهدا على العلاقة الوثيقة بين القيصر وجمهوره الذي شاركه في أداء معظم الأغاني بصوت عال وبشغف كبير، فكان أغلب الحاضرين يرفعون هواتفهم لتوثيق هذه اللحظات الفريدة التي لا تنسى من أجل تخليدها.

وودع كاظم الساهر جمهوره بأغنيته الشهيرة "قولي أحبك كي تزيد وسامتي"، والتي تعد من أبرز وأجمل أغانيه التي تتميز بكلماتها الرومانسية وألحانها الساحرة، وقدمها الساهر وفق ما ورد في وكالة تونس أفريقيا للأنباء بأداء مؤثر يعكس عمق مشاعره الفنية، كما يعكس اختيار هذه الأغنية كختام للحفل اهتمام هذا الفنان بنقل رسالة حب وجمال إلى الجمهور، مما جعل اللحظة أكثر خصوصية وخلّدها في ذاكرة الحاضرين.

وتعود علاقة كاظم الساهر بمهرجان قرطاج الدولي إلى سنة 1994 تاريخ أول صعود له على هذا المسرح العريق. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت مشاركاته في المهرجان تقليدا ينتظره الجمهور بشغف، ويأتيه محبوه من مختلف مناطق الجمهورية، وكان آخر صعود للقيصر على مسرح قرطاج في العام 2018، ليعود اليوم ويؤكد مكانته المرموقة ويصافح عشاقه الذين انتظروا عودته بعد غياب لنحو خمس سنوات.