كتمان صوت هاتفك يرفع صوت نداء الادمان الرقمي

وفق دراسة حديثة، كتم الإشعارات يمكن أن يكون 'مؤلما نفسيا' ويجعل مستخدمي الهواتف الذكية يفحصونها أكثر وليس أقل خاصة لدى يعتقدون أن أصدقاءهم يستمتعون بشكل أكبر في غيابهم.

واشنطن – يعتقد كثيرون ان الحل لادمانهم على هواتفهم الذكية كتمان صوتها ووضعها في وضع الاهتزاز، لكن دراسة جديدة كشفت عن نتائج مفاجئة تثبت الأثار العكسية لهذا الحل لمشكل تفاقم بشكل مطرد أثناء الجائحة وبات أشبه بوباء جديد.

وأكد معدو الدراسة من ولاية بنسلفانيا الأميركية، أن كتم الإشعارات يمكن أن يكون "مؤلما نفسيا"، ويجعل مستخدمي الهواتف الذكية يفحصون هواتفهم أكثر وليس أقل، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من "الخوف من الضياع"، ويعتقدون أن أصدقاءهم يستمتعون بشكل أكبر في غيابهم.

وأجرى الباحثون استبيانًا على أكثر من 100 شخص حول استخدامهم للهواتف الذكية، وما إذا كانت خاصية الإشعارات مفعّلة أم لا.

وجمع الباحثون بيانات سلوكية من 138 مستخدما لهواتف "آيفون" في أميركا من الجنسين، وبمتوسط عمر 36 عاما، ومنحوهم خيارات إلغاء كتم صوت هواتفهم مع الاهتزاز (الوضع العادي)، وإلغاء كتم الصوت دون اهتزاز (وضع الصوت فقط)، وكتم الصوت مع الاهتزاز (وضع الاهتزاز فقط)، وأخيرا كتم الصوت دون اهتزاز (الوضع الصامت).

واختار معظم المشاركون وضع الاهتزاز فقط بنسبة 42 بالمئة، تلاهم 36.2 بالمئة استخدموا الوضع العادي، بينما استخدم 13 بالمئة الوضع الصوتي فقط، و8.7 بالمئة استخدموا الوضع الصامت.

واكتشف الباحثون أن أولئك الذين كتموا الإشعارات تماما (لا توجد اهتزازات أو إشارات صوتية)، لديهم أعلى استخدام لوسائل التواصل الاجتماعي، ويفحصون هواتفهم أو يستخدمونها بشكل متكرر.

وخلص فريق الدراسة إلى أن إسكات الإخطارات للأشخاص الذين يعانون "الخوف من الضياع" و"الحاجة إلى الانتماء" يبدو أكثر "إحزانا" لهم على المستوى النفسي.

وظاهرة "الخوف من الضياع" هي الاعتقاد غير المبرر في كثير من الأحيان بأن الجميع يستمتعون أكثر منا، وأننا بطريقة ما يتم استبعادنا. بينما ظاهرة "الحاجة إلى الانتماء" هي حاجة الإنسان البيولوجية للشعور بأنه جزء من مجموعة وأنه على علاقة مع أشخاص آخرين.

ويقول مؤلفو الدراسة "ظاهرة (الحاجة إلى الانتماء) منتشرة للغاية لدى البشر، ولها تأثير كبير على إدراك الأفراد وعواطفهم وسلوكياتهم".

وقال المؤلف الرئيسي مينجكي لياو، وهو طالب دكتوراه في جامعة ولاية بنسلفانيا “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن إيقاف تشغيل الإشعارات يبدو أنه يسبب إزعاجًا نفسيًّا أكبر وليس أقل لمستخدمي الهواتف المحمولة".

وأضاف "السبب الرئيسي هو أننا نحتاج إلى مواكبة التطورات، وتقليل عدم اليقين لدينا والتواصل مع الآخرين".

السبب الرئيسي هو أننا نحتاج إلى مواكبة التطورات، وتقليل عدم اليقين لدينا والتواصل مع الآخرين

وتأتي نتائج الدراسة الجديدة مناقضة لنتائج دراسة أخرى نُشرت في حزيران/يونيو، وأكدت أن تعطيل الإشعارات هو أفضل تكتيك للتوقف عن استخدام الهاتف.

وازداد بشكل هائل ادمان الهواتف بعد تفشي فيروس كورونا وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي للحد من انتشار الفيروس.

وأطلق اختصاصيو الطب النفسي مصطلحا جديدا يتعلق بحالة إدمان الهواتف الذكية وهو "رهاب نوموفوبيا" وليس رهاب الهاتف المحمول، لأنه ببساطة لا يمثل الخوف من الهاتف المحمول كجهاز بل الخوف من عدم وجود هاتفك معك.

ويفتح صاحب الهاتف الذكي العادي هاتفه 150 مرة في اليوم، وأثبتت الدراسات أن الاستخدام المكثف بهذا الشكل يؤدي إلى تغيير كيمياء حقيقية في الدماغ البشرية، بحسب الموقع.

وأكدت الإحصائيات أن 66 بالمئة من سكان العالم تظهر عليهم علامات "رهاب نوموفوبيا"، و71 بالمئة منهم ينامون عادة مع هواتفهم المحمولة أو بجانبها، و75 بالمئة منهم يستخدمون هواتفهم المحمولة في المرحاض.

وأشارت الإحصائيات إلى أن 2 من كل ثلاثة أشخاص مدمنون على هواتفهم، وذلك بسبب زيادة قدرها 39 بالمئة في عدد الساعات التي يقضيها الأشخاص في استخدام هواتفهم الذكية، وتلك الأرقام تتزايد بتستمرار منذ تفشي الفيروس.

كما أشارت الإحصائيات إلى رقم آخر لا يقل غرابة عما سبق، فلا يستطيع 68 بالمئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عامًا، إبعاد أيديهم عن هواتفهم الذكية لمدة ساعة متواصلة، وإن أرغمو على ذلك سينتابهم شعور أنه يجب التحقق ما إذا كانت كارثة قد حدثت خلال تلك الساعة.

وبعيدا عن استخدام الهاتف الذكي، جاء في الإحصائيات رقم مفاجئ آخر، فالمستخدم العادي يلمس هاتفه 2617 مرة في اليوم، بينما 10 بالمئة من المستخدمين يعتبرون "مستخدمين كثيفين" يلمسون هواتفهم 5427 مرة في اليوم.