كورونا بريء من مرض نفسي عصف بالأطقم الطبية
لندن - كشفت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد أن مؤشرات اضطرابات ما بعد الصدمة التي ظهرت بين بعض العاملين في الأطقم الطبية خلال جائحة كوفيد-19 قد تكون مرتبطة بأمر آخر حدث في وقت سابق من حياتهم.
وكشفت الدراسة المنشورة الجمعة أن نحو 75 بالمئة من 103 من أفراد الطواقم الطبية شملتهم الدراسة تحدثوا عن صدمة غير مرتبطة بعملهم خلال الجائحة.
واضطراب الكرب التالي للصدمة هو نوع من أنواع المرض النفسي حسب النظام العالمي للتصنيف الطبي للأمراض والمشاكل المتعلقة بها.
ويسبق اضطراب ما بعد الصدمة استنادا إلى تعريف الاضطراب، حادثا واحدا أو عدة حوادث كارثية أو تهديدات استثنائية.
وليس من الضروري أن يكون التهديد هذا موجها إلى الشخص ذاته، بل يمكن أن يكون موجها إلى أشخاص آخرين (مثلا إذا كان الشخص شاهدا لحادث خطير أو عمل من أعمال العنف).
لم تكن الإصابة مرتبطة بالجائحة وإنما تسببت على الأرجح طبيعة العمل المرهقة
وتظهر الأعراض النفسية والجسدية لاضطراب ما بعد الصدمة عادة في غضون نصف عام بعد الحدث الصادم. يؤدي الحادث الصادم إلى اهتزاز فهم الشخص لذاته والعالم من حوله وإلى تشكل أحاسيس العجز لديه.
وقالت جينيفر ويلد، المتخصصة في علم النفس السريري وقائدة فريق البحث "في 76 بالمئة من العاملين الذين أصيبوا باضطرابات ما بعد الصدمة، لم تكن الإصابة مرتبطة بالجائحة وإنما تسببت على الأرجح طبيعة العمل المرهقة خلال الجائحة في زيادة الأعراض أو صعّبت التعافي منها".
وأضافت "كانت هناك أقلية واضحة بلغت 24 بالمئة أصيبت باضطراب ما بعد الصدمة بسبب جائحة كوفيد-19".
وظهرت مؤشرات على اضطرابات الصدمات والاكتئاب بين نحو 40 بالمئة ممن شملتهم الدراسة التي كشفت أيضا أن الإصابة باضطراب اكتئابي رئيسي كانت أكثر احتمالا خلال الجائحة.
وعلى الرغم من أن اضطراب ما بعد الصدمات مرتبط بالقتال، فقد يظهر أيضا بين المدنيين بعد الكوارث الطبيعية أو التعرض للإيذاء أو غيرها من الصدمات.