كورونا يثير الشكوك حول جاهزية قطر للمونديال

الامارة الخليجية تفشل في اتخاذ تدابير وقائية وصحية لمواجهة الفيروس المستجد، وحصيلة وفيات عمال المونديال في ارتفاع مستمر.

الدوحة - اثار انتشار فيروس كورونا المستجد الشكوك حول جاهزيتها للمونديال واستقبال الجماهير، ونجوم العالم لكرة القدم وكبار المسؤولين الدوليين، بعد ان فشلت الامارة الخليجية في اتخاذ تدابير وقائية وصحية؛ حتى تتمكن من منع انتشار فيروس كورونا.

وقالت صحيفة "ذا ويك" الأميركية أن قطر فشلت في اتخاذ تدابير وقائية وصحية في مواجهة فيروس كورونا، الأمر الذي أدى إلى حظر دخول مواطني 14 دولة، على الرغم من تشكيلهم للنسبة الأكبر للعمالة الوافدة في الدوحة، حيث شمل الحظر الصين والهند والعراق وبنجلاديش ونيبال وباكستان.

وأكدت الصحيفة الأميركية أن قرار منع العمال من شأنه أن يؤثر سلبيًّا على استعدادات نظام تميم لمونديال 2022، ويشكل خطورة على جاهزية الدوحة لاستقبال الجماهير، وضيوف المونديال.

وأكد موقع صحيفة "ذا هيمالايا تايمز" النيبالي أن السلطات القطرية أوقفت تأشيرات عمل 40 ألف عامل نيبالي من أصل 400 ألف نيبالي يعملون بالدوحة لتكثيف العمل والانتهاء من أعمال إنشاء مباني كأس العالم.

وقال الموقع: إن قطر مهددة برحيل جميع العمال الأجانب، بسبب تفشي "كورونا" وعدم وجود إجراءات وقائية مشددة.

وأضافت الصحيفة النيبالية أن شركات الطيران النيبالية قد أوقفت خدمات السفر إلى قطر، ويتم إعادة العمال عند رغبتهم في مغادرة الدوحة، لذا سوف يلجأ نظام تميم لإيقاف أعمال الإنشاءات لحين عودة العمال، وبذلك يصبح مونديال "قطر 2022" مهدداً بالانهيار.

ويتوقع ان تزيد الانتقادات الموجهة لقطر بعد اتخاذها تدابير اكثر صرامة بحق العمال الوافدين، وقيودا على العابرين اراضيها الى استراليا والشرق الاوسط، حيث أكد فريق فيراري الذي يجهز فرق هاس، الفا روميو والفاتاوري، انه لا يعتزم العبور من خلال الدوحة الى جائزة استراليا الكبرى لعدم تأثره بانتشار الفيروس في الامارة الخليجية.

قطر تعترف بحالة وفاة واحدة مرتبطة بالعمل
قطر تعترف بحالة وفاة واحدة مرتبطة بالعمل

ومن جانبها، أعلنت الدوحة وفاة تسعة من عمّال مشاريع مرتبطة بكأس العالم 2022 في العام الماضي، حسبما أعلن المنظمون القطريون الأربعاء، مشيرين إلى أن الوفيات لم تحدث نتيجة لحوادث في أماكن العمل بل خارجها.

وأكّدت اللجنة المنظّمة للبطولة أنّ كافة حالات الوفاة باستثناء واحدة لم تخضع لكشف طبي شامل مخصص للكشف عن أي مخاطر محتملة.

ويأتي الكشف الطبي الشامل بالإضافة إلى الإشراف على الصحة العقلية والسجلات الطبية الإلكترونية للعمال بعد انتقادات وجّهتها منظمات حقوقية لقطر حول حقوق العاملين في السنوات الأخيرة.

وأكد محمود قطب، المدير التنفيذي لإدارة رعاية العمال في اللجنة المنظمة لكأس العالم لوكالة فرانس برس أنّه "مع كل حالة وفاة، بغض النظر عما تظنّه المنظمات غير الحكومية، فإننا لطالما أولينا الأمر الكثير من الانتباه والقلق".

وبحسب قطب فإنّ "الفحص الطبي الشامل كإجراء وقائي قد يكون أحد أكثر البرامج التي أطلقناها فعالية".

وفي 2018، توفي عامل واحد نتيجة لحادث متعلّق بالعمل بعد سقوطه من ارتفاع في استاد الجنوب. بينما تم الإبلاغ عن عشر حالات وفاة غير مرتبطة بالعمل في ذات الفترة.

ويشكل الأجانب 90 بالمئة من عدد سكان قطر البالغ 2.75 مليون نسمة، وغالبيتهم من دول نامية يعملون في مشاريع مرتبطة باستضافة الإمارة لنهائيات كأس العالم 2022.

وكانت قطر وضعت في العام 2015 نظاما لحماية الأجور لضمان تقيّد أرباب العمل بالمواعيد المحددة لدفع أجور موظّفيهم كاملة، وذلك على خلفية انتقادات وجّهتها منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش في هذا الاطار.

وقتل ثلاثة عمال واصيب 11 في حادث حافلة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بحسب النسخة الخامسة من تقرير اللجنة حول العمال.

ووفقا للتقرير، فإن نجارا تركيا توفي اثر أزمة قلبية في شباط/فبراير 2019، بينما توفي عامل نيبالي (27 عاما) في حزيران/يونيو نتيجة قصور في جهازه التنفسي. بينما أقدم نيبالي (20 عاما) على الانتحار في تشرين الأول/اكتوبر 2019- بعد خمسة أيام على وصوله إلى قطر.

وفي الشهر ذاته، توفي كهربائي هندي (54 عاما) اثر ازمة قلبية، وبعدها بشهر توفي عامل نيبالي بسبب مرض السل. وفي كانون الأول/ديسمبر، عثر على عامل هندي (21 عاما) ميتا في مقر إقامته. وما زال التحقيق في سبب وفاته قائما.

وأكّد قطب "بإمكاننا الجلوس والقول 'الناس يموتون'. لكنهم لم يموتوا (خلال) عملهم، وهذه ليست مسؤوليتنا. ولكن أردنا أن نكون شفافين قدر الإمكان".