كيف نصبح في مرمى كوفيد طويل الأمد؟

دراسة أميركية تميط اللثام عن محفزات ربما تفضي لمعاناة مرضى كورونا من اعراض جسدية وعصبية ومعرفية لمدة يمكن ان تستمر أشهرا.

واشنطن – اماطت دراسة أميركية اللثام عن محفزات ربما تفضي لمعاناة مرضى كورونا مما بات يعرف بكوفيد طويل الامد.

وكوفيد طويل الأمد فهو تصنيف لمجموعة من الأعراض الجسدية والعصبية والمعرفية التي يمكن أن تصيب المريض خلال إصابته بفيروس كورونا، وتستمر معه لأشهر بعد التعافي بحيث قد تضعف من نشاطه الجسدي بشكل يومي ولمدة غير محددة.

ووفق الدراسة التي نشرت في مجلة "سال" على 200 شخصا أصيب بفيروس كورونا، تتضافر 4 عوامل رئيسية للاصابة بهذه الأعراض طويلة الأمد.

وأول هذه العوامل مستوى الحمض النووي الريبي لفيروس كورونا في الدم عند الإصابة أو ما يعرف بـ"الحمل الفيروسي"، بحسب صحيفة نيويورك تايمز. 

أما العامل الثاني، فهو وجود بعض الأجسام المضادة الذاتية التي يفرزها الجسم لمهاجمة الفيروس، ولكنها تهاجم خلايا الجسم بالخطأ كما تفعل في حالات مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.

والعامل الثالث هو إعادة تنشيط فيروس إبستين بار فيروس"، وهو فيروس يصيب معظم الناس في الصغر، لكنه مع الوقت يصبح في حالة سبات.

أول محاولة حقيقية قوية لابتكار بعض الآليات البيولوجية لفهم أعراض كورونا طويلة الأمد

وأفادت الدراسة أن العامل الرابع هو الإصابة بمرض السكري من النوع 2، على الرغم من أن الباحثين وخبراء آخرين قالوا إنه في الدراسات التي شملت أعدادًا أكبر من المرضى، يتضح أن مرض السكري ليس من الأسباب المنتشرة التي تزيد من الأعراض طويلة الأمد.

وقال الدكتور ستيفن ديكس، أستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا، والذي لم يشارك في الدراسة: "إنها أول محاولة حقيقية قوية لابتكار بعض الآليات البيولوجية لفهم أعراض كورونا طويلة الأمد".

لكنه حذر هو وخبراء آخرون من أن النتائج كانت استكشافية وستحتاج إلى التحقق منها من خلال المزيد من البحث.

وأضاف الدكتور ديكس: "العوامل الأربعة جميعها مقبول بيولوجيًا، وتتفق مع نظريات أخرى، والأهم من ذلك، كل منها قابل للتدقيق". وأشار إلى أنه يمكن مساعدتهم كأطباء في علاج مرضى كورونا بشكل أفضل.

قال جيم هيث، الباحث الرئيسي في الدراسة: "أعتقد أن هذا البحث يشدد على أهمية إجراء القياسات في وقت مبكر من دورة المرض لمعرفة كيفية علاج المرضى".

وأضاف: "لقد أجرينا هذا التحليل لأننا نعلم أن المرضى سيذهبون إلى الأطباء وسيقولون إنهم متعبون طوال الوقت، ويخبرهم الطبيب فقط بالحصول على مزيد من النوم. هذا ليس مفيدًا جدًا. لذلك، أردنا في الواقع أن يكون لدينا طريقة للقياس الكمي والقول إن هناك شيئًا خاطئًا في الواقع مع هؤلاء المرضى ".

تضمنت الدراسة المعقدة عدة مكونات واشترك فيها عشرات الباحثين في العديد من الجامعات والمراكز، بما في ذلك معهد بيولوجيا الأنظمة وجامعة واشنطن والمركز الطبي السويدي في سياتل.

ويتساءل كثيرون مع انتشار متحور أوميكرون، هل ان الاخير يسبب كغيره من المتحورات الإصابة بما يعرف بكوفيد طويل الأمد، خاصة مع ظهور العديد من الأدلة المبكرة التي تشير إلى أنه يتسبب في مرض أقل خطورة من المتحورات السابقة من فيروس كورونا.

لكن من السابق لأوانه أن يعطي العلماء أجوبة دقيقة في هذه المرحلة عن العلاقة بين أوميكرون وكوفيد طويل الأمد ولا سيما للمطعمين، إذ إن الأبحاث التي أجريت حتى اليوم لا تسفر عن أدلة قاطعة.