كينيا تدعم سيادة المغرب على صحرائه تزامنا مع افتتاحها سفارة بالرباط

الرباط - دشنت كينيا والمغرب صفحة جديدة في العلاقات بافتتاح سفارة كينية بالرباط وعززتا التعاون بتوقيع حزمة اتفاقيات، وذلك خلال زيارة دولة بدأها اليوم الاثنين وزير الخارجية الكيني موساليا مودافادي إلى الرباط أعلن خلالها دعم نيروبي الواضح لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية تحت سيادة الممكلة كحلّ عملي لإنهاء عقود من النزاع المفتعل، فيما يأتي هذا الموقف تماشيا مع اتساع قائمة الدول المؤيدة للمبادرة المغربية.

وأرسلت كينيا خلال الآونة الأخيرة عدة إشارات على أنها تقترب من إعلان اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه بعد أن أدركت أن مصالحها الاقتصادية تستوجب مراجعة موقفها بشأن القضية التي تشكل حجر الزاوية في العلاقات المغربية الخارجية وفق مقاربة أرسى دعائمها العاهل المغربي الملك محمد السادس وأثبتت فاعليتها في تحقيق عدة انتصارات دبلوماسية.

وأكد بيان مشترك في أعقاب لقاء بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الكيني أن "كينيا تعتبر مخطط الحكم الذاتي، بمثابة المقاربة المستدامة الوحيدة لتسوية قضية الصحراء، وتعتزم التعاون مع الدول التي تتقاسم الرؤية نفسها من أجل تفعيل هذا المقترح"، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.

وأشادت نيروبي بالتوافق الدولي المتزايد والدينامية التي يقودها الملك محمد السادس، الداعمة لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة باعتباره الحل الوحيد الواقعي والموثوق والواقعي لتسوية النزاع حول الصحراء.

وأبدت كينيا خلال الآونة الأخيرة رغبتها في تعزيز التعاون مع المغرب، خاصة في مجال الأسمدة، معتمدة على الخبرة الهامة التي راكمتها المملكة في هذا المجال، بالإضافة إلى عدة قطاعات أخرى.

وأكد الرئيس الكيني وليام روتو بعد فترة وجيزة من توليه السلطة في العام 2022 أنه يولي أهمية بالغة لتدشين صفحة جديدة في العلاقات مع المملكة، مشيرا إلى اعتزامه تكثيف التعاون بين البلدين في التجارة والزراعة والصحة والسياحة والطاقة.

ويعتبر المغرب رائدًا عالميًا في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية، فيما تسعى كينيا إلى الرفع في إنتاجها الزراعي وتتفاوض مع السلطات المغربية على إنشاء مصنع للأسمدة مما يضمن إمدادات مستقرة وبأسعار معقولة للمزارعين الكينيين الذين نفذوا في وقت سابق عدة احتجاجات طالبوا خلالها بوضع حد للنقص في هذه المواد.

ويشمل التعاون المحتمل مجالات مثل الإسكان الاجتماعي وإدارة المياه والطاقات المتجددة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وفق مواقع كينية.

ويسعى البلدان إلى تعزيز التعاون والتنسيق في إطار الاتحاد الأفريقي لمعالجة القضايا القارية المشتركة مثل تغير المناخ والهجرة، وتشغيل الشباب.

ويمثل التقارب مع كينيا، خامس أكبر اقتصاد في أفريقيا، مكسبًا استراتيجيًا للدبلوماسية المغربية في منطقة شرق أفريقيا التي كانت تعتبر تقليديًا موالية للجزائر.

وقال بوريطة في مؤتمر صحفي مشترك إن 'افتتاح سفارة كينيا بالرباط سيشكل منعطفا اساسيا في العلاقات الثنائية وسيمكن من متابعة كل المشاريع وعلاقات التعاون بين البلدين''، مشيرا إلى أن التوقيع على خمس اتفاقيات جديدة بين البلدين اليوم الاثنين سيحفز التعاون الاقتصادي والثقافي، كما أعلن الوزيران عن الاتفاق على إقامة منتدى اقتصادي بين البلدين وتبادل الزيارات بين رجال الأعمال.

وسعت الجزائر خلال الآونة الأخيرة إلى التشويش على التقارب بين الرباط ونيروبي، مدفوعة بمخاوفها من تفاقم عزلتها في أفريقيا، وفقدان جبهة بوليساريو التي تدعم طرحها الانفصالي وتوفر الغطاء السياسي لقاداتها، أغلب داعميها.

وتتوجس الدبلوماسية الجزائرية من النجاحات التي حققها المغرب على طريق ترسيخ مكانته كبوابة على أفريقيا من خلال إقامة جسور التواصل والدخول في شراكات على أساس رابح رابح، بالإضافة إلى حرص أغلب دول المنطقة على الاستفادة من الخبرة التي راكمتها المملكة في مجال بسط الأمن ونشر الأمن الروحي.