لافروف في مالي لدعم النفوذ الروسي في الساحل الإفريقي

وزير الخارجية الروسي يقوم بجولة في منطقة الساحل ستشمل موريتانيا في تحد لجهود الغرب لعزل موسكو دوليا.
روسيا تكسب معركة النفوذ في منطقة الساحل في مواجهة التراجع الفرنسي
موسكو تسعى لتفكيك مجموعة الساحل الموالية لفرنسا
مالي تسعى وراء الدعم العسكري والاقتصادي في مواجهة الجهاديين

باماكو - حل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صباح الثلاثاء في مالي في جولة في منطقة الساحل ستشمل موريتانيا فيما العلاقات الأمنية والسياسية بين موسكو والمجلس العسكري الحاكم في باماكو في أفضل حالاتها ووسط صراع نفوذ بين موسكو والغرب خاصة واشنطن وباريس على النفوذ في منطقة الساحل وكامل القارة السمراء.
وكان في استقبال لافروف الذي زار الاثنين العراق، لدى نزوله من الطائرة نظيره المالي عبدلله ديوب. ولم يدل الوزيران بأي تصريح صحافي.
ويلتقي لافروف الثلاثاء رئيس المجلس العسكري الحاكم الكولونيل أسيمي غويتا ويجري محادثات مع ديوب ويعقد مؤتمرا صحافيا.
وتستمر زيارة لافروف لمالي التي تشهد هجمات جهادية وأزمة عميقة متعددة الأبعاد، 24 ساعة وتكرس التقارب الذي أحدثه العسكريون الحاكمون في مالي منذ العام 2021 مع موسكو بعدما قطعوا التحالف العسكري المبرم مع فرنسا وشركائها.
وفيما زار وزراء ماليون موسكو مرات عدة، قدمت السلطات المالية زيارة لافروف على أنها "الأولى من نوعها".
وقالت الخارجية المالية إن الزيارة "تكرس الإرادة الصلبة" لأسيمي غويتا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لبث دينامية جديدة " في التعاون في مجالات الدفاع والأمن والاقتصاد.
وجعل العسكريون الذين استولوا على السلطة بالقوة العام 2020 في مالي وعززوا سيطرتهم بانقلاب ثان في 2021، من روسيا حليفهم الرئيسي في مواجهة الجهاديين بعد الانسحاب الفرنسي والعداء مع الغرب.
واستثمرت روسيا جيدا التوتر بين المجلس العسكري المالي وفرنسا لتعزيز نفوذها وملء الفراغ الذي خلفه انسحاب قوة برخان والقوات الأوروبية بضغط من الحكومة المالية فيما تنظر الولايات المتحدة بكثير من القلق من هذا النفوذ وتسعى لاحتوائه في اطار جهود عزل روسيا سبب الحرب الأوكرانية.

وجود قوات فاغنر في مالي يثير قلق الغرب
وجود قوات فاغنر في مالي يثير قلق الغرب

وعززت روسيا من دعم المجلس العسكري في مالي من خلال عقد اتفاقيات عسكرية لدعم القوات المالية في مواجهة الجهاديين إضافة لتعزيزها بمجموعات فاغنر التي شنت عدة هجمات دموية ضد الجهاديين شمال البلاد تسببت في قتل العديد من المدنيين.
وسلمت روسيا بالفعل للقوات المالية عدة مروحيات قتالية وأسلحة في مارس/اذار الماضي لكن باماكو تسعى كذلك وراء الدعم الاقتصادي خاصة وان الدعم الغربي في جوانبه المالية والاقتصادية قد تضائل منذ تدهورت العلاقات مع فرنسا.
ومنذ 2012 تتخبّط مالي في أزمات أمنية وسياسية أشعل فتيلها تمرّد مسلّح قادته حركات انفصالية وجهادية في شمال هذا البلد وامتد إلى وسط البلاد وإلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.
وتشكل دول مجموعة الساحل الإفريقي الخمس: موريتانيا وبوركينا فاسو ومالي وتشاد والنيجر، منطقة تنافس دولي نظرا لموقعها الاستراتيجي كنقطة تربط بين مختلف دول القارة السمراء وثرائها بالموارد الطبيعية.
وتعتبر روسيا من البلدان التي بدأت تولي اهتماما خاصا بدول مجموعة الساحل الإفريقي حيث من المتوقع ان يزور لافروف نواكشوط للقاء الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وذلك تزامنا مع تسلم موريتانيا رئاسة مجموعة الساحل الموالية لفرنسا والتي انسحبت منها مالي وسط توقعات بانسحاب بوركينافاسو الاقرب لموسكو.
وتسعى روسيا لتفكيك مجموعة الساحل بهدف دعم نفوذها في المنطقة في مواجهة النفوذ الغربي.