لافروف ينتقد من القاهرة سياسة المكيالين الغربية في أزمة القمح
القاهرة – أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأحد خلال زيارته القاهرة ضمن جولة أفريقية، أن العقوبات الغربية على بلاده تعرقل التعاون الروسي مع أفريقيا، بينما شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على أهمية التوصّل إلى حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أنّ تلك الأزمة "مسّت مصر".
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري في القاهرة إن العقوبات الغربية "تضر بإمدادات الغذاء حول العالم"، مضيفا "في الواقع هناك عقوبات غربية استهدفت روسيا، وهي تعرقل علاقاتنا مع الدول الأفريقية، بما في ذلك عقوبات تشمل الرسوم الجمركية. وهناك عوائق في الموانئ الدولية".
وقال إن "موسكو لا تطالب برفع العقوبات، ولكن على الغرب فيما يتعلق بموضوع الغذاء القضاء على المشكلات التي خلقها".
وطالب وزير الخارجية الروسي أوكرانيا بإزالة الألغام التي زرعتها في الموانئ، ورأى أنّ "الغرب يسعى لتصدير قمح أوكرانيا ويتجاهل قمح روسيا".
واتهم لافروف الولايات المتحدة بأنها "تريد فرض نظام أحادي يستند إلى الهيمنة على العالم"، مضيفا "روسيا تهتم بالمقام الأول بتوفير الحقوق المشروعة للشعوب في تلك المنطقة، وأن تضمن الأمن فيها".
وقال لافروف "سنعمل الآن لتطوير اقتصادنا، بالاعتماد على شركاء موثوق بهم، لا على أولئك الذين أثبتوا مرة أخرى عدم قدرتهم الكاملة على الكلام".
وكشف الوزير الروسي عن أنه تم زيادة التبادل التجارى بين مصر وموسكو بنسبة 5 بالمئة، مشيرا إلى أن مصر وروسيا عازمتان على زيادة التبادل التجاري فيما بينهما .
ورحّب لافروف بمشاركة مصر في صيغة "بريكس +"، والرغبة في الانضمام إلى "منظمة شنغهاي" للتعاون بصفة مراقب.
وقال إنّ "لدى مصر وروسيا اتفاقيات أساسية حول عدد من القضايا الإقليمية والعالمية"، مضيفاً "بحثنا الوضع في ليبيا وضرورة دعم البعثة الأممية"

ومن جانبه، قال سامح شكري في مؤتمر الصحافي المشترك "تؤكد مصر مرة أخرى أهمية التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا يرتكز إلى الحكمة والحوار، من أجل إنهاء الأعمال العسكرية، والتوصل إلى تسوية سياسية دبلوماسية تزيل التبعات التي ترتبت عن الأزمة في أوكرانيا".
وأضاف أنّ "هذه الأزمة مسّت مصر فيما يتعلق بالأمن الغذائي، وهي من الأمور التي يجب العمل لتجنّبها، لأنّها تأتي بعد سنتين من جائحة كورونا، وضغوط اقتصادية عديدة".
وقبل يومين، وقّع ممثلون عن روسيا وأوكرانيا اتفاقية في تركيا تسمح لكييف باستئناف شحنها الحبوب من البحر الأسود إلى أسواق العالم.
وأشار وزير الخارجية المصري إلى أنّه بحث ولافروف "الأوضاع الإقليمية في فلسطين وليبيا وسوريا والعراق"، وأكد "أهمية العمل لتحقيق الاستقرار والأمن في كل مواضع التوتر في المنطقة".
وفي وقت سابق الأحد، استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وزير الخارجية الروسي في قصر الاتحادية بالعاصمة القاهرة، حيث بحثا تعزيز التعاون بين روسيا ومصر، التي تُعد الشريك التجاري الأول لموسكو في القارة الأفريقية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في بيان نشره عبر صفحته على فيسبوك الأحد، بأن لافروف نقل للرئيس المصري رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تضمنت الإعراب عن التقدير والتحية، كما تناولت بعض موضوعات التعاون الثنائي بين البلدين، والإعراب عن الأهمية التي توليها روسيا تجاه ترسيخ العلاقات الثنائية مع مصر في إطار اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجي بين مصر وروسيا من خلال المشروعات التنموية المشتركة الجاري تنفيذها حالياً.
ووفق المتحدث، تضمنت الرسالة أيضا الإعراب عن التقدير تجاه مبادرة مصر لتشكيل لجنة الاتصال الوزارية في إطار جامعة الدول العربية سعياً لتسوية الأزمة الأوكرانية وما تم خلالها من زيارة للعاصمة الروسية موسكو من قبل السادة وزراء الخارجية المعنيين.
من جانبه، طلب السيسي نقل تحياته إلى الرئيس بوتين، مثمناً سيادته مسيرة التعاون الثنائي المتمثلة في المشروعات الروسية في مصر في إطار العلاقات المصرية الروسية، وفي مقدمتها إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية والمنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس وغيرها من المشروعات الاستثمارية والاقتصادية بين البلدين في كافة القطاعات.
وأضاف المتحدث أن لافروف أطلع الرئيس المصري على آخر تطورات الأوضاع بشأن الأزمة الأوكرانية ومستجدات التحركات الروسية في هذا الإطار على المستوى الدولي.
وفي هذا السياق، شدد الرئيس المصري على أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية للأزمة، مؤكداً دعم مصر لكافة المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين، مع استعداد مصر لدعم هذا المسار من خلال اتصالاتها وتحركاتها الدولية مع جميع القوى الفاعلة سواء في الإطار الثنائي أو المتعدد الأطراف.
وأوضح المتحدث أن اللقاء تناول كذلك بعض الموضوعات الثنائية في إطار علاقات التعاون المتميزة والتاريخية التي تجمع بين مصر وروسيا في مختلف المجالات خاصة التعاون في مجال قطاعات توريد الحبوب والغذاء، وكذلك قطاع البترول والغاز في ضوء الأزمة الراهنة في تلك القطاعات.
وبدأ وزير الخارجية الروسي، السبت، جولة في الدول الأفريقية تستغرق 5 أيام، يجري فيها زيارات عمل لكل من مصر وإثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو. ومن المقرر أن يناقش في زياراته الأجندة الدولية والإقليمية والتعاون الثنائي.
وأشاد الاتحاد الأفريقي، السبت، بالاتفاق الموقّع بين روسيا وأوكرانيا بشأن استئناف تصدير الحبوب، وعدّه "تطوّراً مرحّباً به بالنسبة إلى القارة التي تواجه خطر المجاعة المتزايد.