"لا انفصال على الإطلاق"، ورقة ماي الأخيرة في مواجهة خصومها

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تطرح احتمال عدم خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي كسيناريو وارد بسبب محاولات نواب تقويض خطة البريكست.

ماي تتعرض لضغوط شديدة أربكت مفاوضات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي
مستشار سابق لترامب يرى أن بوريس جونسون الأصلح لقيادة بريطانيا
الخناق السياسي يضيق على ماي بسبب الخلافات حول خطة البريكست

لندن - حذرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من احتمال ألا "يكون هناك خروج من الاتحاد الأوروبي على الإطلاق" بسبب محاولات نواب تقويض خطتها في هذا الشأن.

وتواجه ماي ضغوطا شديدة في ظل خلافات حادة حتى داخل حزبها حول خطة بريكست بعد أن استقال اثنان من كبار وزرائها هما وزير الخارجية بوريس جونسون المرشح القوي لمنافستها في المستقبل ووزير البريكست ديفيد ديفيس احتجاجا على خططها للتجارة مع الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب بريطانيا من التكتل في مارس/آذار المقبل.

وتعرضت خطة ماي أيضا لانتقادات حادة من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته لبريطانيا حيث أدلى بتصريحات صحفية أحرجت مضيفته رئيسة الوزراء البريطانية فيما أغدق بالثناء على وزير خارجيتها المستقيل معتبرا أنه يصلح لأن يكون رئيس وزراء قوي.

وشكلت تصريحات ترامب صدمة بالنسبة لماي ولوزراء آخرين، لكنه تراجع عنها لاحقا أو لطفها على اثر لقاء بتيريزا ماي الجمعة الماضي.

وقالت ماي في صحيفة ميل أون صنداي "رسالتي للبلاد في نهاية هذا الأسبوع بسيطة ألا وهي أن علينا التركيز بشكل ثابت على الجائزة. إذا لم نفعل ذلك فإننا نخاطر بأن ينتهي بنا الأمر بألا يكون هناك خروج من الاتحاد الأوروبي على الإطلاق".

وكتبت أيضا في الصحيفة البريطانية، أن بريطانيا ستتخذ موقفا متشددا في جولة المفاوضات التالية مع الاتحاد الأوروبي.

وقالت إن " بعض الناس يسألون عما إذا كان اتفاق خروجنا من الاتحاد الأوروبي مجرد نقطة بداية لتراجعنا. دعوني أكون واضحة: اتفاق خروجنا من الاتحاد الأوروبي ليس قائمة رغبات طويلة يستطيع المفاوضون الانتقاء منها والاختيار، إنها خطة كاملة بمجموعة من النتائج غير القابلة للتفاوض".

بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني المستقيل
بوريس جونسون مرشح واشنطن لمنافسة تيريزا ماي

وفي الوقت الذي تسعى فيه رئيسة الوزراء البريطانية لرص صفوف حزبها ولملمة جراح الحكومة بعد استقالة ديفيس وجونسون، صبت واشنطن النار على الزيت بتصريحات جديدة من شأنها ارباك تيريزا ماي ومفاقمة متاعبها بأن جددت الدعم علنا لبوريس جنوسون كمنافس جدي وقوي لها.

وقالت صحيفة ديلي تليغراف السبت إن ستيف بانون المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتقد أن الوقت قد حان كي ينافس جونسون رئيسة الوزراء البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن بانون قوله إن "تيريزا ماي لديها الكثير من المزايا العظيمة، لكن لست متأكدا من أنها الزعيمة الصحيحة في الوقت الصحيح".

واستقال جونسون من منصب وزير الخارجية يوم الاثنين الماضي احتجاجا على إستراتيجية ماي التي قال إنها تقتل "حلم الانفصال البريطاني" عن الاتحاد الأوروبي بعدم الثقة في النفس.

وقاد جونسون حملة الانفصال البريطاني الأساسية في استفتاء عام 2016.

وردا على سؤال عما إذا كان يرى أن الوقت قد حان لقيادة جونسون للبلاد، قال بانون "أعتقد ذلك".

وتنتقد إدارة الرئيس الأميركي خطة ماي لانتزاع اتفاق تجاري جيد مع الاتحاد الأوروبي فيما تحاول دفع رئيسة الوزراء البريطانية لتعزيز العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة بعد خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي.