لبنان يرفع الخروقات الإسرائيلية إلى الأمم المتحدة

بيروت تتقدم بشكوى ضد إسرائيل لدى الأمم المتحدة حول بلدة "الغجر"، مطالبة بالانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة.
إسرائيل نفذت 18 خرقا للخط الأزرق على حدودها مع لبنان خلال الفترة الأخيرة

بيروت - أعلن لبنان اليوم الثلاثاء تقديمه شكوى لدى الأمم المتحدة ضد إسرائيل على خلفية "تكريس" احتلالها الجزء اللبناني من بلدة "الغجر" الحدودية، وفق بيان الخارجية اللبنانية.

ويأتي هذا التحرك بعد أيام من إنشاء الجيش الإسرائيلي سياجًا شائكًا حول المنطقة، ما وصفه لبنان بأنه "خرق خطير ومحاولة ضم القرية" لإسرائيل.
وبحسب البيان، فإن "وزارة الخارجية أوعزت بتقديم شكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن الدولي، حول تكريس الجانب الإسرائيلي احتلاله الكامل واستكمال ضمّ الجزء الشمالي اللبناني لبلدة الغجر، ما يشكل خرقًا فاضحًا وخطيرًا".
وطالبت الوزارة بـ"الانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة وإدانة هذا الخرق المتعمد للسيادة اللبنانية الذي يضاف إلى الخروقات الإسرائيلية اليومية والمستمرة للقرار 1701".
وفي أغسطس/آب 2006 أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1701 الذي أوقف 33 يومًا من المعارك بين القوات الإسرائيلية وحزب الله فيما عرف بـ"حرب تموز" الإسرائيلية على لبنان ونصّ على نشر 15 ألف جندي لقوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل) على الحدود المشتركة.
وتحظى بلدة الغجر بموقع جغرافي مهم، حيث تقع عند نقطة الالتقاء الحدودية الثلاثية بين لبنان وسوريا وفلسطين واحتلتها إسرائيل عام 1967 واعتبرتها ضمن الجولان المحتل، إلا أن سكانها استغلّوا غياب الحكومة اللبنانية وفترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان وتوسعوا باتجاه الأراضي اللبنانية، بحيث أصبح ثلثا المنازل داخل الحدود اللبنانية.
وانسحبت إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 بعد أكثر من عقدين على احتلاله، إلا أنها لا تزال تحتل مساحة صغيرة من أراضيه، هي مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وجزء من بلدة الغجر.

وقال نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية هذا الأسبوع إن إسرائيل نفذت 18 خرقا للخط الأزرق خلال الفترة الأخيرة، داعيا الأمم المتحدة إلى التدخل لوضع حد للتجاوزات الإسرائيلية.

والخميس أطلق الجيش الإسرائيلي 15 قذيفة على كفرشوبا الحدودية، ردا على إطلاق صاروخ من المنطقة سقط جزء من حطامه داخل إسرائيل، بينما دعت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) إلى الحفاظ على الهدوء في الحدود بين لبنان والدولة العبرية.

والأسبوع الماضي أسقط حزب الله طائرة مسيرة إسرائيلية اخترقت الحدود الجنوبية، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الجيش الإسرائيلي أطلق مؤخرا تدريبات تهدف إلى رفع قدرة جنوده على التصدّي لأي هجوم ينفذه حزب الله داخل إسرائيل.

وحثّ مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق جيش بلادهم على الاستعداد لمواجهة محتملة مع حزب الله، إثر التهديدات التي أطلقها أمينه العام حسن نصر الله محذرا من خلالها الدولة العبرية من الزوال في حال شنت حربا.