لبنان يلاحق متورطين في تبييض الأموال والمضاربة
بيروت - تحاول السلطات اللبنانية الحد من ظاهرة تبييض الأموال وجرائم الصرف من خلال ملاحقة العديد من الصرافين غير الشرعيين فيما تواجه الدولة اللبنانية أزمة مالية غير مسبوقة مع تراجع قيمة العملة.
واستجوب القاضي اللبناني "شربل أبو سمرا" نحو 18 من الصرافين غير الشرعيين تم ايقافهم على ذمة التحقيق ومدعي عليهم في جرائم تبييض الأموال وكذلك "مخالفة قانون الصرافة والإساءة إلى مكانة الدولة المالية والمضاربة على العملة الوطنية، والعمل من دون ترخيص قانوني".
وأشارت صحيفة الجمهورية اللبنانية الأربعاء إلى الملف ونفوذ بعض المتورطين حيث أكدت ان احد الموقوفين في قضية تبييض الأموال موظف برتبة رئيس دائرة في مجلس النواب وان التحقيقات خلصت إلى صدور قرار بتوقيف اثنين من المتهمين وجاهياً وثلاثة غيابياً.
كما أشارت الصحيفة الى أنّ إخلاءات السبيل التي أحيلت إلى النيابة العامة الاستئنافية للبَت بها قد تمّت بسندات إقامة ولقاء كفالات مالية كبيرة بلغت حدود الـ 600 و800 مليون ليرة لبنانية.
وتكشف قضية تبييض الأموال حجم الفساد الذي نخر الدولة اللبنانية واضر بقيمة العملة وهي ملفات تواجه أعلى المستويات في النظامين المالي والسياسي في لبنان على غرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يواجه تهما بالإثراء غير المشروع.
وتخضع ثروة محافظ المصرف المركزي للتحقيق في خمس دول أوروبية على الأقل في أعقاب فتح تحقيق سويسري في مزاعم بخصوص اختلاس 330 مليون دولار من أموال البنك المركزي.
ويتجه لبنان إلى أزمة شغور في إدارة المصرف المركزي مع قرب انتهاء ولاية سلامة الذي يشغل هذا المنصب منذ ثلاثة عقود وإعلانه أنه لا يعتزم الترشح مجددا للمنصب.
ويرى مراقبون انه رغم الجهود المبذولة لمكافحة الفساد والإثراء غير الشرعي لكن السلطات فشلت في مواجهة فساد السياسيين في بلد يعيش على وقع ازمة فراغ دستوري حادة وهيمنة للعائلات السياسية المتنفذة.
وتقوم جماعة حزب الله بالضغط من اجل وقف جهود مكافحة الفساد التي تطال قوى شخصيات قريبة منها.
وواصل اللبنانيون احتجاجاتهم على تردي الوضع المعيشية في العاصمة بيروت الثلاثاء حيث عمدوا إلى قطع اوتوستراد العاقبية - صور، جنوبي لبنان بالإطارات المطاطية المشتعلة تنديدا باستمرار ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية.
كما أغلق عدد من المحتجين الطريق عند مستديرة الطيونة بالإطارات المشتعلة الثلاثاء لبعض الوقت وحضرت عناصر الجيش اللبناني وعناصر الدفاع المدني الذين قاموا بإطفاء النيران وفتح الطريق.