لقاء ترامب المرتقب بكيم جونغ أون يذيب جليد الحرب الكلامية

انفراجة محتملة في الأزمة مع بيونغيانغ

واشنطن – اعلن وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الجمعة ان انفتاح الزعيم الكوري الشمالي كيم جون اون ورغبته في بحث برنامجه النووي \"فاجأ\" الولايات المتحدة ودفع بالرئيس دونالد ترامب الى قبول اللقاء.

وقال تيلرسون في ختام لقاء في جيبوتي مع نظيره محمود علي يوسف \"بصراحة، لقد شكل الامر مفاجأة بعض الشيء بالنسبة الينا ان يبدي (كيم) مثل هذا الانفتاح في محادثاته مع الوفد الكوري الجنوبي\".

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس إنه مستعد للقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وذلك في قمة ستكون الأولى على الإطلاق بين البلدين مما قد يؤذن بانفراجة كبيرة محتملة في الأزمة النووية مع بيونغيانغ.

ومن جانبه صرح وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الجمعة في اديس ابابا أن اعلان عقد لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون بحلول أيار/مايو، هو \"خطوة في الاتجاه الصحيح\".

وصرّح لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فكي، \"انها خطوة في الاتجاه الصحيح. نأمل حصول هذا اللقاء\".

وقال رئيس مكتب الأمن القومي في كوريا الجنوبية تشونغ يوي-يونغ للصحفيين في البيت الأبيض بعدما أطلع ترامب على نتائج لقاء مسؤولين من كوريا الجنوبية مع كيم الاثنين إن زعيم كوريا الشمالية تعهد \"بنزع السلاح النووي\" وتعليق التجارب النووية والصاروخية.

وبعد أن تحدث مع تشونغ كتب ترامب على تويتر يقول \"يتم التخطيط لاجتماع\". وأعلن تشونغ أن ترامب عبر عن استعداده للجلوس مع كيم مما سيعد مغامرة هي الأكبر في مجال السياسة الخارجية للرئيس الأميركي منذ توليه المنصب.

وقال تشونغ إن ترامب، وردا على دعوة كيم، وافق على عقد اللقاء بحلول مايو/أيار. وقال مسؤول بارز بالإدارة الأميركية فيما بعد إن الاجتماع قد يعقد \"في غضون بضعة أشهر\" على أن يحدد موعد ومكان اللقاء لاحقا.

وكان ترامب قال من قبل إنه مستعد للقاء كيم في الوقت المناسب لكنه أشار إلى أن الوقت لم يحن لمثل هذه المحادثات. وسخر الرئيس الأميركي من وزير خارجيته ريكس تيلرسون في أكتوبر/تشرين الأول قائلا إنه \"يهدر وقته\" في محاولة الحديث مع كوريا الشمالية.

وقال ترامب في تغريدة مساء الخميس \"تحدث كيم جونغ أون مع ممثلي كوريا الجنوبية عن نزع السلاح النووي وليس مجرد التجميد\".

وأضاف \"وكذلك لن تكون هناك تجارب صاروخية في كوريا الشمالية خلال هذه الفترة\".

ويعد عقد اجتماع بين كيم وترامب اللذين دخلا في حرب كلامية العام المنصرم مما أثار المخاوف من نشوب حرب تحولا كبيرا بعد عام نفذ فيه الشمال سلسلة تجارب بهدف تطوير صاروخ برأس نووي يمكنه ضرب البر الرئيسي الأميركي.

وقال المسؤول الكوري الجنوبي تشونغ في إشارة على ما يبدو لتعليق التجارب خلال أي محادثات \"تعهد كيم بأن تحجم كوريا الشمالية عن أي تجارب نووية أو صاروخية أخرى\". وأضاف \"وعبر عن تشوقه للقاء الرئيس ترامب في أقرب وقت ممكن\".

تدريبات عسكرية مشتركة

كان تشونغ ورئيس جاز المخابرات الوطنية الكورية الجنوبية سوه هون سافرا إلى واشنطن يوم الخميس لتوضيح موقف كوريا الشمالية بشأن المحادثات المستقبلية المحتملة مع واشنطن وآفاق تعليق بيونغيانغ للتجارب النووية إن ضمنت سلامة الحكومة الشمالية.

وفيما يعد تنازلا كبيرا من جانب كوريا الشمالية، قال تشونغ إن كيم \"يتفهم أنه ينبغي المضي قدما في التدريبات العسكرية المشتركة بين جمهورية كوريا والولايات المتحدة\".

وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إنه أكد في محادثات هاتفية مع ترامب على ضرورة مواصلة الضغوط على كوريا الشمالية في جميع أنحاء العالم.

وأضاف آبي للصحفيين أنه يأمل في زيارة الولايات المتحدة الشهر المقبل على أقرب تقدير للقاء ترامب ومناقشة ملف كوريا الشمالية وقضايا أخرى.

وتابع \"نرحب بالتغير في موقف كوريا الشمالية... لن تخفف اليابان والولايات المتحدة موقفهما الثابت على مواصلة أقصى الضغوط حتى تتخذ كوريا الشمالية تحركا ملموسا صوب نهاية كاملة ونهائية لتطوير الصواريخ النووية وتكون قابلة للتحقق\".

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن ترامب وافق على لقاء كيم لأن كيم هو \"الشخص الوحيد القادر على اتخاذ القرار في ظل نظامه الاستبدادي\".

وتصاعدت حدة التوتر بسبب كوريا الشمالية إلى ذروتها منذ سنوات العام الماضي إذ هددت إدارة ترامب بأن كل الخيارات على الطاولة بما في ذلك الخيارات العسكرية عند التعامل مع بيونغيانغ التي تواصل برنامجها للأسلحة في تحد لعقوبات دولية أكثر صرامة.

لكن مؤشرات على هدوء الوضع ظهرت هذا العام مع استئناف المحادثات بين الكوريتين ومشاركة كوريا الشمالية في الأولمبياد الشتوي. واتفقت الكوريتان خلال محادثات في بيونغيانغ هذا الأسبوع على عقد أول قمة بينهما منذ عام 2007 وذلك في أواخر أبريل/نيسان.