لمياء خربوش: بين 'خدوج' و'دلال' اكتشفت قدراتي كممثلة

صاحبة الآداء اللافت في الموسم الرمضاني المغربي بمسلسلي 'الدم المشروك' و'رحمة' حيث جسدت شخصيتين متناقضتين لامستا قضايا العنف الأسري والهوية تلاقي أدوارها تفاعلا واسعا ويعاد تقديمها للجمهور كممثلة متعددة الأوجه.

الرباط – أثبتت الممثلة المغربية لمياء خربوش حضورها القوي في الموسم الرمضاني الأخير من خلال مشاركتها في عملين دراميين بارزين ك"الدم المشروك" و"رحمة"، وبين شخصية "خدوج" المتمردة و"دلال" المتألمة، تنقلت خربوش بمرونة بين الأدوار، مجسدة قضايا اجتماعية معقولة، كالعنف الزوجي وصراعات المرأة داخل الأسرة  وأثارت تفاعلاً واسعًا بين المشاهدين، الذين أعادوا اكتشاف قدراتها الفنية.

وفي هذا السياق كان لموقع "ميدل إيست أونلاين" حوارا مع الممثلة المغربية لمياء خربوش حول كواليس أعمالها الدرامية، وفيما يلي نص الحوار:

كيف استقبل الجمهور المغربي دورك في مسلسل "الدم المشروك"؟

بصراحة، كنت مندهشة جدًا من ردود أفعال الجمهور بعد عرض المسلسل، ولم أكن أتوقع أن تحظى شخصية "خدوج" بهذا القدر من التعاطف، خصوصًا بعد مقتلها على يد زوجها، وشعرت أن الناس تفاعلوا مع ألمها، وهذا أكد لي أنني نجحت في تجسيد الشخصية إلى حد ما.

كيف كانت تجربتك مع فريق العمل في هذا المسلسل؟

 كانت تجربة رائعة ومليئة بالتعاون وأكنّ كل التقدير للمخرج أيوب الهنود وشركة الإنتاج على منحي هذه الفرصة، فالعمل حقق نجاحًا كبيرًا بفضل الجهد الجماعي، والإيمان بالمشروع من طرف الجميع.

حدثينا أكثر عن شخصية "خدوج" وتفاعل الجمهور معها؟

"خدوج" كانت شخصية مركبة، ففي البداية بدت قاسية وشريرة، جعلت الجمهور يرفضها، لكن مع تقدم الأحداث تبيّن أن لها جانبًا إنسانيًا قويا، فتأثر الناس بمصيرها المأساوي، خاصة أنها كانت تعيش قصة حب حقيقية قبل أن تُقتل، وهذا التحول في نظرة الجمهور أسعدني كثيرًا.

 هل تعتقدين أن الجمهور اكتشفك من جديد من خلال هذا الدور؟

نعم، وفي مسلسل"رحمة" أيضًا ساعد كثيرًا، كون الجمهور شاهدني في أدوار مختلفة، واكتشفوا جانبًا جديدًا من شخصيتي الفنية، فمسلسل "رحمة" تميز بجودة إنتاج عالية وبإخراج احترافي من محمد علي مجبود، وهذا منحنا مساحة لتقديم أداء أقوى.

ما الذي جذبك لتجسيد دور "دلال" في مسلسل "رحمة"؟

 عندما قرأت السيناريو، تأثرت جدًا بشخصية "دلال" لأنها تتعرض للعنف الزوجي، وطرحت على نفسي سؤالًا: هل توجد نساء يعشن هذا الوضع؟ ثم اكتشفت أن هناك العديد من الحالات الواقعية التي تعاني في صمت، وشعرت بمسؤولية إنسانية وأنا أؤدي هذا الدور.

 ما الفرق بين دورك في "رحمة" و"الدم المشروك"؟

الفرق كبير جدًا وهذا هو ما أحببته في التجربتين، ف"دلال" في "رحمة" امرأة ضعيفة ومتألمة، بينما "خدوج" في "الدم المشروك" زوجة قوية ومتمردة لا تخضع للضغوط، وهذا التناقض أعطاني فرصة لاكتشاف قدراتي كممثلة، وأتمنى أن أستمر في تقديم شخصيات متنوعة ومختلفة.

هل هناك نية لإنتاج جزء ثانٍ من مسلسل "الدم المشروك"؟

نعم، هناك حديث حول جزء ثانٍ، فالنهاية كانت مفتوحة والجمهور ينتظر معرفة مصير "داوود" تحديدًا، سواء بالسجن أو الموت، وأظن أن الجزء الثاني سيكون مليئًا بالتطورات الدرامية.

 ما موقفك من تعدد أجزاء المسلسلات الرمضانية؟

سابقًا كنت ضدها لأني أفضّل دائمًا التجديد، لكن الآن أعتقد أنه إذا تم التخطيط للأجزاء منذ البداية وكانت القصة تحتمل التوسع، فالمهم ألا يكون الجزء الثاني فقط استغلالًا لنجاح الأول، وإنما تكملة فنية منطقية.

 من الكتاب الذين ترين أنهم يبدعون في السيناريو؟

الكاتبة بشرى مالك من الأسماء التي أفتخر بالعمل معها، إذ تمتلك قدرة رائعة على خلق شخصيات واقعية وصياغة أحداث مشوقة، وأؤمن بأنها ستصوغ سيناريو قويًا لأي جزء جديد.

ماذا عن جديدك في المسرح؟

 أشارك حاليًا في مسرحية "زمانهن"، من إخراج عبد الله ديدان وتأليف خالد ديدان. والمسرحية مميزة لأنها تجمع بين الغناء والرقص والتشخيص، ونجاحها مستمر بفضل روح الانسجام بين أعضاء الفريق، ولا يمكن لأي عمل أن ينجح دون فريق متضامن ومتكامل.

ما قصة مسلسل "الدم المشروك"؟

يحكي المسلسل قصة ثلاث شقيقات واحدة منهن من أب مختلف، يجدن أنفسهن في صراع على إدارة مشروع تركته لهن والدتهن الراحلة، والعمل يحمل طابعًا دراميًا اجتماعيًا، ويتناول قضايا الأسرة والهوية والصراع الداخلي بجرأة وواقعية.

هل ترين أن مشاهد العنف قد تُعرض العمل للانتقاد؟

طبيعي أن تثير بعض المشاهد الجدل، لكن الهدف منها ليس الإثارة، وإنما يعكس واقع نعيشه، فنحن لا نختلق الألم وإنما نعرفه، وأنا أعتقد أن هذا النقاش صحي إذا تم في إطار احترام الفن ودوره التوعوي.