لواء النخبة بالجيش الإسرائيلي يتدرّب على صد هجوم لحزب الله
القدس - أجرى لواء النخبة الإسرائيلي "جولاني" تدريبات تحاكي التصدّي لهجوم ينفذه حزب الله اللبناني داخل إسرائيل، وفق إعلام عبري، في أحدث مؤشر على الاستعدادات الميدانية لجيش الدولة العبرية لمواجهة أي هجمات قد تشنّها الجماعة الشيعية التي أجرت مؤخرا مناورة عسكرية استعرضت خلالها قدرتها على استهداف الأراضي الإسرائيلية.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير نشرته السبت بأن "مقاتلي جولاني تدربوا الشهر الماضي على أحد السيناريوهات الجديدة التي لم يواجهها الجيش الإسرائيلي وهو القتال لعدة ساعات ضد قوة حزب الله، في حال توغلت داخل الأراضي الإسرائيلية وحاولت بشكل مؤقت احتلال منطقة مفتوحة أو مأهولة بالقرب من الحدود".
وتابعت أن "وحدة الرضوان التي تمثل قوات النخبة في حزب الله اللبناني استعرضت في وقت سابق قدرتها على تنفيذ عمليات توغل خلال الحرب الأهلية بسوريا".
وكشفت أن "أحد مقاتلي حزب الله نفذ قبل نحو ثلاثة أشهر عملية تغلغل غير مسبوقة وصل خلالها إلى عمق 70 كيلومترا داخل الأراضي الإسرائيلية دون أن يتم رصده"، مضيفة أنه "تمكن من تفجير عبوة ناسفة قوية بالقرب من مفرق مجدو مما أدى إلى إصابة مواطن إسرائيلي بجروح بالغة وتمت تصفيته بالقرب من الحدود قبل عودته إلى لبنان بعد ساعات من تنفيذ الهجوم".
وأضافت أن تدريبات عناصر لواء "جولاني" الإسرائيلي تمثلت في تحديد مكان مسلحي حزب الله الذين عبروا الحدود إلى الأراضي الإسرائيلية وتمركزوا في عدد من نقاط القيادة في الجليل، مشيرة إلى "الجنود تدربوا على عملية تم خلالها توجيه ضربة جوية للأراضي الإسرائيلية مع التمييز بين الرفيق والعدو وتشكيل لغة مشتركة مع جميع القوات".
وأشارت إلى أن التدريب تضمن تمرينا يهدف إلى "السيطرة على المنطقة حتى الأراضي اللبنانية وعبور الحدود شمالا"، لافتة إلى أن الجنود ساروا على مسافة 80 كلم مع ناقلات الجنود المدرعة الحديثة من طراز "NMR".
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن ضابط إسرائيلي أن "الجنود تدربوا على سيناريو صعب يعتمد كثيرا على الصورة الاستخباراتية"، بالإضافة إلى تمارين على القنص من مسافة بعيدة وبطلقة واحدة لاستهداف عناصر حزب الله في حال توغلها داخل الأراضي الإسرائيلية.
ولفت الضابط إلى أن التدريب يهدف إلى غرس شعور لدى الجنود الإسرائيليين بأن "حزب الله لم يعد عدوا سلبيا سينتظر في الأحراش وفي الأنفاق، بل هو عدو مهاجم واستباقي سيحاول مفاجأة القوات على جانبي الحدود".
ووفق المصدر نفسه فقد تم خلال تدريبات لواء "جولاني" استخدام قاذفات صواريخ شديدة التحمل وقذائف هاون جديدة ودقيقة، بالإضافة إلى طائرات مسيرة تنطلق بمفردها لتحديد مواقع عناصر حزب الله وتمييزهم.
وكان يعقوب عميدرور مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي قد دعا مؤخرا الجيش الإسرائيلي إلى الاستعداد القوي للدخول في حرب مع حزب الله اللبناني، محذرا مما أسماه "دفع الثمن" نتيجة تركيز القوات الإسرائيلية على الصراع مع الفلسطينيين.
والشهر الماضي أطلقت إسرائيل على حدودها أكبر منطاد في العالم مزود بأحدث التقنيات من رادارات متطورة إلى أجهرة كمبيوتر وكاميرات لمراقبة العمق اللبناني والأردن وسوريا والعراق، فيما أكدت مصادر من الجيش الإسرائيلي أن الحرب القادمة ستكون مفتوحة الجبهات، باستخدام آلاف الطائرات وصواريخ كروز.
وتصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله إثر المناورة العسكرية التي نفذها الشهر الماضي وتضمنت تمارين تحاكي شنّ هجمات داخل الأراضي الإسرائيلية، كما استخدم خلالها أنواعا مختلفة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة من بينها راجمات الصواريخ وعربات مزودة برشاشات ثقيلة وصواريخ مضادة للدروع.
وطالب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان لبنان بالسيطرة على ما يجري في أراضيه ومنع ما وصفهم بـ"الجماعات الإرهابية" من تسليح نفسها والتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية ضد بلاده.