لودريان في بيروت لإنهاء 'الحلقة المفرغة' في عقدة الرئاسة

المبعوث الفرنسي إلى لبنان يريد تشجيع المشاورات الداخلية بين مختلف الفرقاء، بما يؤدي إلى اتفاق تمهيدا لانتخاب رئيس.

بيروت - يبحث الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل اليوم الثلاثاء إلى بيروت، في خامس زيارة له منذ تكليفه بالملف اللبناني، مع المسؤولين سبل الخروج من الحلقة المفرغة التي تحول دون انتخاب رئيس منذ أكثر من عام ونصف العام، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي.

وفشل مبعوث "الإليزيه" خلال أربع زيارات أداها إلى بيروت في اختراق جدار الأزمة السياسية بعد أن رفض الفرقاء مبادرته للحوار، فيما بات العديد من المتابعين للشأن اللبناني والقوى السياسية يشككون في قدرته على حلحلة الملف.

واستهلّ لودريان زيارته التي تستمر يومين بلقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على أن يلتقي عددا من القوى السياسية الرئيسية في البلاد.

وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي إن لودريان سيحاول الدفع باتجاه الخروج من الحلقة المفرغة التي دخلتها البلاد مع عجز القوى السياسية عن انتخاب رئيس للجمهورية.

وأوضح، متحفظاً عن ذكر هويته، أنّ لودريان يريد تشجيع "المشاورات الداخلية بين مختلف الفرقاء، بما يؤدي إلى اتفاق تمهيداً لانتخاب رئيس".

واصطدمت المساعي الدولية تجاه لبنان وتلك التي يضطلع بها لودريان حتى الآن بحائط مسدود، فيما يزيد الشغور الرئاسي منذ العام 2022 الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة المستمرة منذ خريف العام 2019.

ودعت الدول الخمس التي تتابع الملف اللبناني، السعودية ومصر وفرنسا والولايات المتحدة وقطر، في بيان مشترك موقع من سفرائها في لبنان في 16 مايو /أيار إلى "مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية" قالت إنها "ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي".

وأوضحت "هذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة" على أن يذهب النواب فور اختتام المشاورات إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد.

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر/تشرين 2022، فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس، إذ لا يحظى أي فريق بأكثرية واضحة في البرلمان تخوله ايصال مرشحه، على وقع انقسام سياسي يزداد حدة بين حزب الله وحلفائه من جهة، وخصومهم من جهة ثانية.

ويزيد التصعيد عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل، المستمر منذ بدء الحرب في غزة بين الدولة العبرية وحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، من حدة الانقسام السياسي.

ويربط حزب الله، القوة السياسية الأبرز في البلاد والذي يمتلك ترسانة سلاح ضخمة، وقف استهدافه اسرائيل بوقف الأخيرة حربها في غزة.