ليبيا تقطع خطوة مهمة على طريق حل أزمة المصرف المركزي
القاهرة – وافق مجلس النواب الليبي المتمركز بشرق البلاد الاثنين على تعيين ناجي محمد عيسى بلقاسم محافظا جديدا لمصرف ليبيا المركزي، في خطوة من شأنها إنهاء الأزمة التي أدت إلى انخفاض إنتاج النفط وتوتر سياسي حاد.
ووافق المجلس في جلسة بثها التلفزيون على تعيين مرعي رحيل البرعصي نائبا له، حيث تم ترشيح الاسمين خلال اجتماع نظمته الأمم المتحدة في الآونة الأخيرة.
وقال متحدث مجلس النواب عبدالله بليحق في بيان إن "مجلس النواب صوّت بالإجماع بحضور 108 نواب على تعيين ناجي محمد عيسى محافظا لمصرف ليبيا المركزي ومرعي مفتاح البرعصي نائبا له، على أن يُشكل مجلس إدارة المصرف خلال 10 أيام".
وأضاف أن التصويت تم خلال "جلسة رسمية، برئاسة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بمقره في مدينة بنغازي (شرق) ونُقلت على الهواء مباشرة عبر قناة ليبيا المستقبل (رسمية)".
وستكون أوّل مهمة للمحافظ الجديد، اختيار أعضاء مجلس الإدارة بالمصرف المركزي، بالتشاور مع البرلمان، في مدّة أقصاها أسبوعان من تاريخ تسلّم مهامه.
المحافظ الجديد ناجي عيسى من أبرز الشخصيات المالية في ليبيا بخبرة تفوق 30 سنة
ويعتبر المحافظ الجديد ناجي عيسى، من أبرز الشخصيات المالية في ليبيا بخبرة تفوق 30 سنة، حيث عمل لفترة طويلة في المصرف المركزي، وكان يشغل منصب مدير إدارة الرقابة على النقد والمصارف.
ومن المرّجح أن تعقب خطوة تسمية محافظ المصرف المركزي، إعادة فتح الحقول والمواني النفطية المغلقة واستئناف الإنتاج والتصدير، بعد أكثر من شهر على الإغلاق، كما يمكن أن يساعد على خفض سعر صرف الدولار في السوق الموازية، الذي ارتفع بشكل غير مسبوق خلال الأيام الماضية، ووصل إلى سعر 9 دنانير مقابل دولار واحد.
وبدأت الأزمة منذ منتصف شهر أغسطس/آب الماضي، بعدما قرّر المجلس الرئاسي استبدال المحافظ الصديق الكبير وتكليفه محافظا جديدا، في خطوة رفضتها السلطات في شرق ليبيا وردّت عليها بإغلاق حقول ومواني النفط ووقف التصدير، الأمر الذي تسبّب في انخفاض الإنتاج إلى نحو 450 ألف برميل يوميا، وأدّى إلى اضطرابات مالية واقتصادية للبلاد.
ورفضت الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول غربية ما وصفته بـ"قرار أحادي" من طرف المجلس الرئاسي لتغيير مجلس إدارة المصرف وتعيين مجلس إدارة موقت برئاسة عبد الفتاح غفار، باعتبار أنه يضر بسمعة ليبيا المالية.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد أعلنت، الأربعاء، التوصل إلى تسوية بين الأطراف الليبيين لمعالجة أزمة إدارة المصرف المركزي الذي يشهد تنازعا على السلطة منذ أكثر من شهر.
وذكرت البعثة في بيان "في ختام جولة جديدة من المشاورات لمعالجة أزمة المصرف المركزي في ليبيا، توصل ممثلا مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة إلى تسوية بشأن تعيين قيادة جديدة للمصرف".
واوضحت أن الطرفين "وقعا بالأحرف الأولى على اتفاق بشأن الإجراءات والمعايير والجداول الزمنية لتعيين محافظ ونائبه ومجلس إدارة لمصرف ليبيا المركزي".
ويشرف المركزي الليبي على إدارة إيرادات النفط وموازنة الدولة وتوزيعها بين المناطق المختلفة.
تعاني ليبيا انقسامات منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، وتدير شؤون البلاد حكومتان الأولى في طرابلس معترف بها دوليا وانتهت ولايتها برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في شرق البلاد يترأسها أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان.