ليبي يجد عزاءه في تضميد جراح القطط وسط أحوال مضطربة

تاجر الأسماك محمد سعيد يحول جزءا من منزله في طرابلس إلى ملجأ لإيواء أكثر من 50 من قطط الشوارع، ويعتني بها الى ان تصبح قادرة على الاعتماد على نفسها.
محمد سعيد ينقذ في المتوسط ستين قطا في العام
سعيد ينفق من ماله الخاص على توفير الحليب والطعام لنزلائه حتى تلتئم جروحهم

طرابلس - في ظل أوضاع سياسية متقلبة وأحوال مضطربة، يجد رجل ليبي عزاءه وسلواه في مساعدة قطط الشوارع الجريحة في طرابلس.

وحول محمد سعيد، وهو تاجر أسماك، جزءا من منزله إلى ملجأ لإيواء أكثر من 50 من قطط الشوارع.

وتقترب القطط من سعيد، البالغ من العمر 34 عاما، وتتحلق حوله أثناء جلوسه على رصيف ساحة في طرابلس ومعه أكياس محشوة بالأسماك النيئة التي يقدمها طعاما للقطط الجائعة.

وتتكشف بعض من الجوانب الإنسانية في شخصية سعيد عندما يقول إنه يتعاطف مع القطط لأنها غير قادرة على التعبير عن شعورها بالألم أو معاناتها من خطورة الإصابة.

ويقول سعيد "القطط والحيوان بصفة عامة ميشكيش (لا يشتكي) وما يتكلمش زي البشر (لأن البشر) لما بيتألم بيشكي، إنما الحيوان ميسمعش أنينه إلا الله. صعب أنه يتكلم... ولو عنده إصابة بليغة. مفيش مساعدة من الناس، مفيش من يقف له ويساعده، ولا فيه عيادات تقبل الحالات الي زي ديه ومجانا. وده عامل إنساني أكتر من أي شيء تاني".

قط جريح
المهتمون بمساعدة الحيوانات في ليبيا ليسوا كثرا

ويعتني سعيد بشكل أساسي بقطط الشوارع المصابة وينفق من ماله الخاص على توفير الحليب والطعام حتى تلتئم جروحها.

بعد ذلك يعرض سعيد القطط للراغبين في اقتنائها بمنازلهم أو يطلق سراحها في الشوارع.

ويقول إن من يهتمون بمساعدة الحيوانات ليسوا كثيرين كما لا توجد عيادات بيطرية مجانية لها موضحا أن المسألة هي قضية إنسانية لا غير.

ويعتني سعيد بنحو 60 قطا كل عام في المتوسط، ويتصل في الغالب بمجموعات من محبي القطط على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على أمل أن يقتنوا بعضا من هذه القطط ويتولوا رعايتها.

ويضيف "الحمد لله بتوفيق من الله قدرت نساعد عدد لا بأس به. في العام حوالي 50-60 قط في العام الواحد من علاج وعناية واهتمام وأكل لحد ما يعتمد على نفسه. وفي حالات صعب أننا نطلقها في الشارع وبنعرضها للتبني لأن فيها العمياء وفيها المعاق والمصاب. فصعب أننا نطلقه فبيقعد ويتواجد عندي لحد ما نشوفله متبني أو شخص ياخده عن طريق (فيسبوك) ومجموعات محبي القطط في ليبيا".

وتعاني ليبيا من صراع سياسي تقترن به مشاكل اقتصادية وأمنية وإنسانية منذ سبع سنوات في أعقاب انتفاضة عام 2011.