ليونة بشأن الخدمة الالزامية مع المكاسب الميدانية لدمشق

الجيش السوري يعلن تسريح مجندين قاتلوا في صفوفه منذ اندلاع النزاع تزامنا مع التقدم الميداني لقواته على عدة جبهات.
تلزم السلطات السورية الشبان عند بلوغهم سن الـ18 تأدية الخدمة الالزامية
قرابة 15 الف جندي واحتياطي يشملهم القرار

دمشق - أصدر الجيش السوري قراراً بتسريح دورة عسكرية التحق أفرادها بالخدمة الإلزامية في العام 2010 وقاتلوا في صفوفه طيلة سنوات النزاع الذي بدأ عامه الثامن، وفق ما أفادت صحيفة الوطن القريبة من السلطات ومجندون السبت.

وأوردت صحيفة الوطن على موقعها الالكتروني "صدور قرار بتسريح صف الضباط والاحتياطيين في الدورة 102 اعتباراً من الاول من يونيو/حزيران 2018".

ويأتي صدور هذا القرار متزامنا مع التقدم الميداني الذي أحرزته وحدات الجيش في العامين الأخيرين على جبهات عدة، آخرها في الغوطة الشرقية التي كانت تعد معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، وفي جنوب العاصمة بعد طرد تنظيم الدولة الاسلامية من آخر جيب تحصن فيه.

ويقول محمد (27 عاماً) وهو رقيب في الجيش من مدينة حلب (شمال)، التحق بالخدمة الإلزامية مطلع شهر ايار/مايو 2010 ويشمله قرار التسريح "شعوري شعور مقاتل انتصر في حرب كبيرة، ربما تكون أضخم حرب أشهدها في حياتي".

صدور قرار بتسريح صف الضباط والاحتياطيين في الدورة 102

وتلزم السلطات السورية الشبان عند بلوغهم سن الـ18 تأدية الخدمة الالزامية في الجيش لمدة تتراوح بين عام ونصف عام وعامين. وبعد ادائه الخدمة الالزامية، يُمنح كل شاب رقماً في الاحتياط ويمكن للسلطات أن تستدعيه في أي وقت للالتحاق بصفوف الجيش خصوصاً في حالات الطوارئ.

ويوضح محمد انه فور تبلغه الخبر "اتصلت بعائلتي صباحاً وقلت لأمي باركي لي لقد تسرحت من الجيش تفاجأت ولم تعرف ماذا تقول. كما اتصلت بحبيبتي التي كانت نائمة وأخبرتها".

على غرار محمد، الذي كان يفترض أن يتسرح في العام 2012، لولا اندلاع النزاع، يقول رائد (30 عاماً) "حين تأكدت من الخبر، خرجت من قطعتي في ريف درعا (جنوب)، وأطلقت النار في الهواء".

ويضيف الشاب الذي قاتل على جبهات عدة في الغوطة الشرقية وريف دمشق "ارتجفت أصابعي وأنا أقرأ الخبر" معربا عن الامل بان يتمكن من متابعة حياته بعد تسريحه. ويتابع "ربما حان الوقت المناسب لأتزوج وأكوّن عائلة". ولم ينقل الاعلام السوري الرسمي أي بيان للجيش بهذا الصدد.

مكاسب عسكرية هامة
مكاسب ميدانية هامة

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن إن "قرابة 15 الف جندي واحتياطي يشملهم القرار، بعدما قتل وانشق وفر عشرات الآلاف منذ التحاقهم بالدورة المعنية بالقرار في العام 2010".

ومنذ بدء النزاع منتصف آذار/مارس 2011، خسر الجيش عدداً كبيراً من جنوده، جراء مقتلهم في المعارك او اصاباتهم او فرارهم وسفرهم الى الخارج. وقال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة في كانون الأول/ديسمبر تزامناً مع معارك مدينة حلب ان الجيش تكبد "خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح"، مضيفا "لدينا الكثير من الجرحى الذين خرجوا عن إطار العمل العسكري بسبب عدم قدرتهم الآن على القيام بمثل هذه الأعمال".