ما يطلبه المحتجون لا يتحدث به رئيس وزراء العراق

متجنبا الرد على دعوات الاستقالة، عبدالمهدي يحذر من ارتفاع الاسعار و'خسائر بالمليارات' ويعتبر ان المظاهرات حققت اغراضها بعد ان هزت المنظومة السياسية.
إضراب المعلمين يشل معظم المدارس الحكومية في بغداد والجنوب

بغداد - دعا رئيس وزراء العراق عادل عبدالمهدي المحتجين الأحد إلى المساعدة في إعادة الحياة إلى طبيعتها في شتى أنحاء البلاد وقال إن المظاهرات حققت اهدافها وهي تكلف الاقتصاد "مليارات الدولارات".
ولقي أكثر من 250 شخصا حتفهم منذ بدء الاحتجاجات في بغداد وجنوب البلاد في أوائل أكتوبر/تشرين الأول بسبب الاستياء من الصعوبات الاقتصادية والفساد.
وواصلت مدارس ومؤسسات حكومية عدة إغلاق أبوابها في بغداد وعدد من المدن الجنوبية الأحد.
ووسط دعوات الناشطين إلى عصيان مدني، تزايدت المشاركة لتشمل نقابات بينها المعلمين التي أعلنت إضراباً عاماً أدى إلى شلل في معظم المدارس الحكومية في العاصمة والجنوب.
وقال عبد المهدي في بيان نُشر مساء الأحد إن الاحتجاجات التي "هزت المنظومة السياسية" حققت غرضها ويجب أن تتوقف عن التأثير على الأنشطة التجارية والاقتصادية في العراق.
وأضاف ان "تهديد المصالح النفطية وقطع البعض الطرق عن موانئ العراق يتسبب بخسائر كبيرة تتجاوز المليارات" وحذر من أن هذه الاضطرابات تؤدي إلى رفع أسعار السلع.
وتوقف العمل بشكل كامل منذ يوم الأربعاء في ميناء أم قصر العراقي المطل على الخليج والقريب من مدينة البصرة والذي يستقبل معظم واردات العراق من الحبوب والزيوت النباتية والسكر.

ميناء ام قصر مغلق بشكل كامل
ميناء ام قصر مغلق بشكل كامل

وأغلق آلاف المحتجين كل الطرق المؤدية للميناء. واستخدمت الشرطة يوم السبت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وفتح الطرق المؤدية للميناء ولكنها أخفقت في إجبارهم على المغادرة.
وأنهت الاحتجاجات استقرارا نسبيا استمر نحو عامين في العراق.
وعلى الرغم من الثروة النفطية للعراق يعاني كثيرون من الفقر ولا يحصلون بشكل يذكر على مياه نظيفة أو كهرباء أو رعاية صحية أو تعليم. 
ويشهد العراق منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي موجة احتجاجات متصاعدة مناهضة للحكومة ونتجت عن تلك الاحتجاجات أعمال عنف واسعة بين المتظاهرين من جهة وقوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران من جهة أخرى.

بأمر الشعب، شارع شهداء ثورة تشرين بدلا عن شارع الخميني

إلى ذلك، قام متظاهرون في مدينة النجف جنوبي العراق الأحد بتغيير اسم شارع "الإمام الخميني" وسط مدينة النجف إلى شارع "شهداء ثورة تشرين".
وحسب صور تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر متظاهرون وهم يمسحون اسم شارع الإمام الخميني ويعلقون لافتات كتب عليها "بأمر الشعب، شارع شهداء ثورة تشرين".
وقامت بلدية النجف المحلية قامت في 2015 بتسمية أحد شوارع المدينة باسم الزعيم الايراني الراحل، ما أثار انتقادات واسعة في المدينة.
وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص عمل ومكافحة الفساد قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة، إثر استخدام الجيش وقوات الأمن العنف المفرط بحقهم وهو ما أقرت به الحكومة ووعدت بمحاسبة المسؤولين عنه.
ومنذ بدء الاحتجاجات تبنت حكومة عبد المهدي عدة حزم إصلاحات في قطاعات متعددة لكنها لم ترض المحتجين الذين يصرون على إسقاط الحكومة. كما أن الكثير من المتظاهرين يتهمون إيران بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي وذهب البعض لتحميلها مسؤولية استهداف المتظاهرين وقتلهم.