مباحثات أميركية أممية بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

المتمردون يستهدفون سفينة أميركية في البحر الأحمر، متوعدين بمواصلة هجماتهم.
الحكومة اليمنية تعلن توقف خارطة الطريق الأممية لوقف إطلاق النار

صنعاء - بحث المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندر كينغ اليوم الثلاثاء مع نظيره الأممي هانس غروندبرغ سبل وقف هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر.
وأعلنت الحكومة اليمنية في بيان لرئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك توقف خارطة الطريق الأممية لوقف إطلاق النار مع الحوثيين بسبب تصعيد الجماعة في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية.

وفي 23 ديسمبر/كانون أول 2023 أعلن غروندبرغ التزام الحكومة وجماعة الحوثي اليمنيتين بمجموعة تدابير ضمن خارطة طريق تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار في عموم البلاد وتحسين ظروف معيشة المواطنين.
وقدم غروندبرغ خلال الآونة الأخيرة إحاطة لمجلس الأمن الدولي تحدث فيها عن صورة قاتمة لجهود حل الأزمة في اليمن، مشيرا إلى أن عملية الوساطة باتت أكثر تعقيدا وأن اليمنيين يشاركونه الشعور بنفاد الصبر في سبيل تحقيق تطلعاتهم.

وميدانيا استهدف الحوثيون اليوم الثلاثاء سفينة أميريكية في البحر الأحمر، فيما أعلنت الجماعة المتمردة إطلاق صواريخ مجنحة على أهداف في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، فيما يركز الحوثيون على الدعاية ويسعون إلى فرض أنفسهم رقما صعبا في معادلة السلم والحرب بالمنطقة من بوابة التضامن مع غزة. 

وقال بيان متلفز للمتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع بثته قناة المسيرة الفضائية التابعة للجماعة إن "القوات البحرية التابعة للحوثيين نفذت عملية استهداف لسفينة 'Mado' الأميركية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة".
وأضاف أن "القوة الصاروخية أطلقت عددا من الصواريخ المجنحة على أهداف إسرائيلية في أم الرشراش في إيلات بفلسطين المحتلة، وأصابت أهدافها بنجاح".
وتابع سريع "مستمرون بعون الله في تأدية واجبنا الديني والأخلاقي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، وعملياتنا العسكرية لن تتوقف حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

وأظهرت بيانات تتبع الشحن البحري أن مادو هي ناقلة لغاز البترول المسال ترفع علم جزر مارشال متجهة إلى سنغافورة من السعودية. ووصفها الحوثيون بأنها أميركية، لكن قاعدة بيانات الشحن الخاصة بشركة إكويزيس تشير إلى أنها مملوكة لشركة نافتومار شيبينغ آند تريدينغ كو اليونانية. 
وأدان مجلس الأمن الدولي الاثنين عمليات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن، داعيا الجماعة اليمنية إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات.
ويستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بذريعة التضامن مع غزة التي تواجه حربا إسرائيلية بدعم أميركي.

وفشلت الضربات التي شنتها جماعة الحوثي طيلة الأشهر الماضية باتجاه إسرائيل في تحقيق أهدافها، وأكد الجيش الإسرائيلي في مناسبات سابقة أنه اعترض جميع التهديدات.

ومنذ مطلع العام الجاري، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن ردا على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.
ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوتر منحى تصعيديا في يناير/كانون الثاني أعلنت جماعة الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.

وأجبرت هجمات الحوثيين شركات الشحن على تحويل مسار سفنها إلى طريق أطول وأكثر كلفة حول جنوب أفريقيا. كما أذكت هذه الهجمات المخاوف من امتداد رقعة الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.