مباحثات بين إيران والسعودية لاستئناف الرحلات الجوية

مجموعة عمل ثنائية ستبدأ مفاوضات نهائية الأسبوع المقبل لتسيير رحلات جوية غير الحج بين الجمهورية الإسلامية والمملكة.

طهران - تجري إيران والسعودية الأسبوع المقبل محادثات رسمية لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين طهران والرياض ومدن أخرى، وفق ما أكده مسؤول إيراني لوكالة أنباء العمال الإيرانية، في خطوة من شأنها إعطاء دفعة لتفعيل بنود الاتفاق الذي أنهى سنوات من القطيعة بين القوتين الإقليميتين. 

وستكون الرحلات الجوية المنتظمة خطوة أخرى نحو استعادة العلاقات بين القطبين المتنافرين في الشرق الأوسط بعد أن أعاد اتفاق توسطت فيه الصين في مارس/آذار العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد سنوات من التوتر الذي هدد أمن المنطقة بأكملها وأجج الصراعات في العراق وسوريا واليمن.

ونقلت الوكالة الإيرانية عن نائب وزير الطرق والتنمية الحضرية محمد محمدي بخش قوله "لا توجد قيود على تسيير رحلات جوية مباشرة بين طهران والرياض أو مدن أخرى"، مضيفا "ستبدأ مجموعة عمل ثنائية مفاوضات نهائية الأسبوع المقبل لتسيير رحلات جوية غير الحج بين البلدين".

وكان وزيرا الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبداللهيان قد اتفقا خلال اجتماعهما في يونيو/حزيران الماضي على استئناف الرحلات الجوية بين البلدين وتسهيل منح التأشيرات للمواطنين.  

وقطعت إيران والسعودية العلاقات في عام 2016 بعد إعدام الرياض لرجل دين شيعي يدعى نمر النمر وما تلا ذلك من اقتحام السفارة السعودية في طهران.

وليست هناك رحلات جوية منتظمة ومباشرة بين البلدين منذ سنوات. وفي الوقت الحالي، لا تنطلق سوى رحلات جوية عرضية من إيران لنقل الحجاج.

وقال محمدي بخش إن استئناف الرحلات الجوية سيشمل سفر حجاج العمرة على مدار العام وكذلك السفر للأغراض غير الدينية، لافتا إلى أن إيران قدمت بالفعل قائمة بشركات الطيران التي قد تقوم بتشغيل رحلات جوية لكنه لم يحدد أي منها.

وأعادت إيران والسعودية افتتاح سفاراتيهما في يونيو/حزيران كما تبادل مسؤولو البلدين الزيارات بهدف تنفيذ الاتفاق الذي أعاد العلاقات السياسية والدبلوماسية بينهما، على كافة المستويات.

وكشف وزير الاقتصاد والشؤون المالية الإيراني إحسان خاندوزي في وقت سابق عن مساع لتأسيس غرفة تجارية مشتركة بين بلاده والسعودية، لافتا إلى أن بلاده تتطلع إلى إرساء تبادل تجاري مع السعودية يصل إلى مستوى المليار دولار. 

ومن شأن التعاون الاقتصادي بين البلدين أن يساهم في إيجاد منافذ لأزمة إيران الاقتصادية الخانفة الناجمة عن العقوبات الغربية والأميركية، ما أدى إلى تراجع حاد في الاستثمارت الأجنبية، فيما يتزايد الاحتقان الشعبي في ظل تسارع تدهور الأوضاع المعيشية لفئات واسعة من الإيرانيين بفعل ارتفاع قياسي في نسبة التضخم.