مباحثات فرنسية إسرائيلية لنزع فتيل التوتر في جنوب لبنان

وزير الخارجية الفرنسي يجتمع مع نظيره الإسرائيلي، كاشفا عن مقترحات تم تقديمها للسلطات اللبنانية لخفض التوتر بين إسرائيل وحزب الله.

القدس - قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إن مسؤولين فرنسيين شاركوا مع إسرائيل اليوم الثلاثاء مقترحات تم تقديمها للسلطات اللبنانية لتهدئة التوتر بين إسرائيل وجماعة حزب الله المتحالفة مع إيران، في الوقت الذي تحاول فيه باريس الاضطلاع بدور وساطة بين الجانبين، بينما لا تبدو المهمة سهلة في ظل رفض الجماعة اللبنانية سحب قواتها من الحدود.

وتتبادل إسرائيل وحزب الله الضربات يوميا عبر الحدود على مدى الأشهر الستة الماضية بالتوازي مع الحرب في غزة، في تصعيد أثار اتساع نطاقه وتطوره مخاوف من صراع إقليمي أوسع.

وقال سيجورنيه قبيل اجتماع مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس في القدس "تبادلنا معكم عددا من المقترحات التي قدمناها للجانب اللبناني"، مضيفا "تربطنا علاقة مع لبنان، لنا 20 ألف مواطن هناك، وكانت حرب عام 2006 مأساوية بشكل خاص بالنسبة لهم".

وزار سيجورنيه لبنان يوم الأحد حيث التقى بمسؤولين بينهم ساسة مقربون من حزب الله، في وقت يقول مسؤولون فرنسيون إنهم وجدوا تقدما في ردود السلطات اللبنانية. 

وأشار سيجورنيه إلى أن أساس المقترحات هو ضمان تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 بما يشمل إنشاء منطقة بين الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات "يونيفيل" الأممية وهو ما يرفضه الحزب المدعوم من إيران.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي أدى وفد فرنسي يترأسه برنار إيمييه مدير المخابرات الفرنسية زيارة إلى بيروت قدم خلاها جملة من المقترحات للتهدئة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية من بينها إبعاد فرقة "الرضوان" التابعة لحزب الله عن الحدود الجنوبية، مع القبول بوجود قوات أخرى ذات مهمة دفاعية في جنوب لبنان.

بدوره طرح جان إيف لودريان المبعوث الفرنسي إلى لبنان خلال زيارته لبيروت في الفترة نفسها مقترح إبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، بينما انتقد عدد من السياسيين اللبنانيين ما اعتبروه اضطلاع مبعوث الإيليزيه بمهمة إيصال رسالة إسرائيل التي تدفع باتجاه تنفيذ هذا المقترح بهدف إعادة مستوطنيها إلى البلدات الحدودية.

وقالت جماعة حزب الله إنها لن تدخل في أي نقاش فعلي قبل وقف إطلاق النار في غزة حيث تستمر الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ ما يقرب من سبعة أشهر.

ولوحت إسرائيل بشن عملية عسكرية على جبهتها الشمالية، قائلة إنها تريد استعادة الهدوء على الحدود مع لبنان حتى يتمكن آلاف الإسرائيليين من العودة إلى المنطقة دون خوف من الهجمات الصاروخية، حتى لو قالت جماعة حزب الله إنها لن توقف الهجمات دون وقف إطلاق النار في غزة.

وكوَنت جماعة حزب الله ترسانة ضخمة من الأسلحة منذ عام 2006، ومنذ أكتوبر/تشرين الأول، نزح الألوف على جانبي الحدود.

وتتمتع فرنسا بعلاقات تاريخية مع لبنان، حيث يوجد عدد كبير من المغتربين الفرنسيين ونحو 700 جندي فرنسي ضمن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.

وقدم سيجورنيه هذا العام اقتراحا مكتوبا للجانبين يتضمن انسحاب وحدة النخبة التابعة لحزب الله مسافة 10 كيلومترات بعيدا عن الحدود الإسرائيلية ووقف إسرائيل للضربات في جنوب لبنان.

وعبَر كاتس عن شكره لفرنسا على مساعدتها في اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية خلال هجوم على إسرائيل في أبريل/نيسان، قائلا "كانت رسالة مفادها أن دولا بالمنطقة شاركت في ذلك لأنه مهم للغاية فيما يتعلق بما يمكن أن نتوقعه في المستقبل".