مبادرة مضيئة تفتح نافذة أمل لفاقدات البصر في العراق

دورة تدريبية في البصرة تعلم فنون الحياكة وتدرب الفتيات الأصغر سنا على القراءة والكتابة واستخدام الكمبيوتر وتكنولوجيا الهاتف المحمول علاوة على استخدام الهراوات البيضاء في المشي.
تعليم ضعاف البصر كيف يصبحون أبطالا حقيقيين في قصص حياتهم اليومية
الدورة تقام للمرة الثالثة في البصرة وعقدت في 17 مدينة في جنوب العراق ووسطه

البصرة (العراق) - في دورة تدريبية بمدينة البصرة في جنوب العراق، تتعلم النساء والأطفال الذين يعانون من ضعف البصر كيف يصبحون أبطالا حقيقيين في قصص حياتهم اليومية.
تساعد الدورة التي تنظمها دار أيتام حبيب بن مظاهر الأسدي للأطفال الذين يعانون من إعاقات بصرية، حوالي 30 امرأة على تعلم فنون الحياكة (الخياطة)، في حين تتدرب الفتيات الأصغر سنا على القراءة والكتابة، واستخدام الكمبيوتر وتكنولوجيا الهاتف المحمول، علاوة على استخدام الهراوات البيضاء في المشي.
تقول زينب علي، وهي كفيفة تتلقى التدريب في الدورة إن هذا التدريب يفتح أمامها نافذة أمل على المستقبل.
وتوضح "هذه الدورة راح اظيفنا مستقبل (تفتح لنا بابا على المستقبل).. راح تخلينا نكبر أكثر بعيون المجتمع لأن هذا شي مو طبيعي مو كل إنسان يواجهه.. نلاحظ البنات البصيرات ولكن هم لا شي حتى وإن يجيدون الخياطة ويدخلون دورات خياطة ولكن ما يطلعون بمستوى مثل ما طلعنا بيه ولله الحمد".
أما آلاء المياحي، وهي فتاة تعاني من إعاقة بصرية فتجد في الدورة فرصة للاعتماد على النفس "حتى لا تحتاج للآخرين".
تقول "غايتي من هذا الشي أريد.. شوية شوية.. ما أريد شخص يجي يقول لي هذه إنسانه كفيفة وأريد أمد يد العون لها.. لا هذه الماكينة اليوم أخيط شرشف صغير بكرا أخيط وجه وسادة أبيعهم شوية شوية علمود (حتى) نوصل للشي إلي نريده حتى لا نحتاج للآخرين".
وبنفس التطلع والرغبة تتحدث "نبأ" وهي إحدى المتدربات اللائين يعانين إعاقات بصرية. وتقول إن الدورة سعت إلى ترسيخ مبدأ الاعتماد على النفس.
وتوضح "حاولوا يرسخون في أذهاننا خلال هذوله الأيام إنه أنت اعتمد عل نفسك أنت.. لا تعتمد على الآخرين خليك أنت مو مثل الروبوت هذوله المبصرين يتحكمون بيك.. تعال هنا روح هنا.. لا أنت قائد نفسك تمشي وحدك تستخدم الحاسوب وحدك".

مبادرة مضيئة تفتح نافذة أمل لفاقدات البصر بالعراق
دافع لقيادة الذات

وتضيف نبأ "إذا تجي هنا تشوف ناس هواي (كثيرون) مكفوفين مو بس إني يعني مو بس إني هاي حالتي لا في ناس هواي وواصلين مرحلة من التقدم فعلا كبار يستخدمون الحاسوب ويخيطون وشعراء وواصلين دراسات يعني ناس مثقفين فأنت هذا الشي يعطيك دافع حتى تكون مثلهم إذا مو أحسن منهم"
وتُقام الدورة للمرة الثالثة في مدينة البصرة، وعقدت أيضا في 17 مدينة في جنوب العراق ووسطه.
ويتم تنظيم الدورة في العراق منذ عام 2019، ويجري تنظيمها في إيران والكويت منذ عام 2004.
ويقوم معلمون من المبصرين وضعاف البصر على السواء بتدريب الطلاب، بل ومرافقتهم إلى مركز تجاري قريب، وهي رحلة يستمتع بها بعض المتدربين للمرة الأولى في حياتهم.
ويقول حسن حاجي مدير دار أيتام حبيب مظاهر الأسدي للمكفوفين "نجاح هذه الدورة التقاء بنات مبصرات بالكفيفات مع المرافقات الأخريات والنجاح الثاني نقدم لهم دورات تشجيع الثقه بنفسهم لأن وجدنا لديهم طاقات بس يحتاج أحد يفعلها فعلمناهم على الخياطة وعلمناهم على الوتس اب وعلمناهم على العصا البيضاء والآن في متخصصات في الإرشاد الأسري يلقون محاظرات".
ويوضح حاجي أن هناك متابعة مستمرة لقياس حجم الاستفادة من الدورة التدريبية.
ويضيف "مع المدرسين مع المشرفين نشوف الخطوات إلي قدموها لهم هل هو استفاده بالخطوات أم لا.. طبعا الآن صار عملي وبنفس الوقت إحنا بعيدين عنهم ولكن مشرفين تحت رقابة مع مركز متخصص لحمايتهم لأن يمكن لبعضهم أول مرة بعد ما وصل لهذا العمر يطلع لهذا المكان لأول مرة".