مجتمع نشط يعيش في معدتك بوسعه طرد الكسل عنك

دراسة أميركية تجد ان تكثيف بكتيريا الأمعاء يمكن أن يساعد على تحفيز النشاط البدني.

واشنطن - وضعت دراسة أميركية حديثة يدها على نهج جديد يسهم في زيادة الرغبة في أداء التمارين الرياضية مرتبط ببكتيريا الأمعاء.

وسلطت الأبحاث بجامعة هارفارد الأميركية الضوء على العلاقة بين تلك البكتيريا وممارسة الرياضة.

ووجدت تجارب على الفئران ان بكتيريا الأمعاء يمكن بالفعل أن تساعد على زيادة النشاط البدني.

وبكتيريا الأمعاء هي مجموعة كبيرة من كائنات حية بعضها نافع للإنسان كونها تساعد في تفكيك وهضم مواد غذائية مركبة كالسكريات، لكن هناك بعض الأنواع التي تسبب الإصابة بأمراض مثل السالمونيلا وغيرها.

تحتوي أمعاء الإنسان على أنواع مختلفة من البكتيريا. أغلب هذه الأنواع تكون في الأمعاء الغليظة، وأغلبها مفيد لصحة الإنسان، إذ تقوم هذه البكتيريا بعدة وظائف مثل إنتاج بعض الفيتامينات المفيدة للجسم مثل فيتامين كي فضلا عن دورها في تحفيز الجهاز المناعي. علما أن تناول المضادات الحيوية من الممكن أن يؤثر سلبا على البكتيريا المعوية ما يتسبب في إضعاف قدرة الشخص على هضم الطعام.

واعتمدت الدراسة التي أجراها علماء في جامعة كاليفورنيا، على اكتشاف آخر مثير للاهتمام من عام 2019.

إذ قيمت تلك الدراسة، التي أجرتها جامعة هارفارد، على بكتيريا أمعاء 15 رياضياً من النخبة، ووجدت مستويات مرتفعة من نوع معين من البكتيريا، والذي تم عرضه للحصول على تفضيل فريد لحمض اللاكتيك كمصدر للوقود.

وأظهرت تجارب على سير الفئران على جهاز المشي أن وجود هذه البكتيريا أدى إلى المشي لفترات أطول وشعور أقل بالتعب.

بدوره، قال الباحث ثيودور غارلاند إن نتائج الدراسة أكدت "أن بكتيريا الأمعاء تؤثر على عمليات الهضم ووظيفة العضلات، بالإضافة إلى التحفيز على السلوكيات المختلفة، بما يشمل الأداء البدني والتمارين الرياضية".

بكتيريا الأمعاء تؤثر على عمليات الهضم ووظيفة العضلات، بالإضافة إلى التحفيز على السلوكيات المختلفة

ورجح الباحثون أن الدور الذي تلعبه البكتيريا المفيدة في تحويل الكربوهيدرات إلى مواد كيميائية ينظم أداء العضلات، مما يثير احتمال أن الحصول على ميكروبيوم أمعاء ما كعلاج يمكن أن يؤدي إلى زيادة دافع الفرد للتمرين التطوعي.

كذلك، أوضح غارلاند: "إذا تم التمكن من تحديد البكتيريا الصحيحة، فإن هناك إمكانية لاستخدامها كعلاج لمساعدة الأشخاص العاديين على ممارسة المزيد من التمارين الرياضية".

وكانت دراسة هارفارد قد أشارت إلى إمكانية تعزيز البروبيوتيك، من خلال اتباع نظام غذائي صحي، في حين قال غارلاند: "تكشف الدراسات السابقة أن النظام الغذائي الغربي، الغني بالدهون والسكريات، يمكن أن يكون له تأثير سلبي على التنوع البيولوجي في الأمعاء، ومن المحتمل، بالتبعية، أن يمتد التأثير السلبي إلى القدرة الرياضية وربما حتى على الدافع لممارسة الرياضة".

وقلة ممارسة الرياضة هي أحد عوامل الخطر الرئيسية لجوانب الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب، وكذلك الصحة البدنية، بما في ذلك متلازمة التمثيل الغذائي، والسكري، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، وهشاشة العظام، ويرغب الكثير في مجتمع الصحة العامة في تعزيز التمارين، لكن القليل منهم وجدوا طرقا للقيام بذلك بنجاح.

 وفضلا عن مكملات البروبيوتيك، تؤدي بعض الأطعمة والسلوكيات أيضا إلى زيادة بكتيريا الأمعاء المرغوبة مثل الأغذية المتخمرة وتناول الألياف وتقليل السكر وتجنب التوتر وتناول منتجات الحيوانات.