مجلس الأمن يدعو تركيا للتراجع عن فتح مدينة فاروشا

الأمم المتحدة تعرب عن قلقها البالغ إزاء إعلان أنقرة عن فتح ساحل فاروشا ما يمكن أن يثير التوترات في جزيرة قبرص.
فتح شواطئ مدينة فاروشا يعكس تمادي تركيا في تحدي المجتمع الدولي

نيويورك - دعا مجلس الأمن الدولي الجمعة أنقرة إلى التراجع عن فتح جزء من مدينة في شمال قبرص الخاضعة للسيطرة التركية كانت مهجورة منذ تقسيم الجزيرة الواقعة على البحر المتوسط بعد صراع عام 1974.

وتمت إعادة فتح شاطئ بطول كيلومتر واحد وشارع في فاروشا، وهما جزء من مدينة فاماجوستا الساحلية القديمة يوم الخميس، على الرغم من تحذيرات الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، في تركية انتهاكية استفزازية جديدة تعكس عنجهية النظام التركي في تحدي المجتمع الدولي.

وقال المجلس وهو أقوى هيئة في الأمم المتحدة في بيان عقب مشاورات مغلقة "يعرب مجلس الأمن عن قلقه البالغ إزاء إعلان أنقرة في 6 أكتوبر/تشرين الأول عن فتح ساحل فاروشا ويدعو إلى عكس هذا الإجراء وتجنب أي إجراءات أحادية الجانب يمكن أن تثير التوترات في الجزيرة".  

وأضاف البيان "مجددا التأكيد على وضع فاروشا على النحو المنصوص عليه في قرارات سابقة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، بما في ذلك القرار الذي ذكر فيه المجلس أنه يعتبر أي جهود لتعمير فاروشا بأشخاص غير سكانها غير مقبولة.

وتم إغلاق فاروشا التي تسمى "ماراس" باللغة التركية، وظلت غير مأهولة بالسكان منذ الحرب التي قسمت قبرص إلى شمال تسيطر عليه تركيا وجنوب تسيطر عليه اليونان، عندما غزت القوات التركية المنطقة بعد انقلاب يوناني لضم الجزيرة.

 الأحداث في فاروشا ستؤدّي إلى توتّرات متزايدة وتهدّد بتعقيد الجهود الرامية إلى استئناف مفاوضات حلّ القضية القبرصية

وجرى استخدام فاماجوستا كورقة مساومة في المواجهة بين الشمال والجنوب، حيث طالب الجنوب بعودتها إلى سكانها الأصليين القبارصة اليونانيين.

ودان الاتحاد الأوروبي بشدّة الثلاثاء قرار أنقرة بإعادة فتح ساحل مدينة فاروشا المقفرة منذ 1974 حين احتلّ الجيش التركي الشطر الشمالي من الجزيرة المتوسطية.

وقال وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل إنّ "الاتحاد الأوروبي قلق للغاية من الأمور التي أعلنت والتطورات التي حدثت اليوم بخصوص فاروشا".

وأضاف "هذه الأحداث ستؤدّي إلى توتّرات متزايدة وتهدّد بتعقيد الجهود الرامية إلى استئناف مفاوضات حلّ القضية القبرصية".

وشدّد الوزير الأوروبي على "الطابع الملحّ لاستعادة الثقة وليس للتسبّب بمزيد من الانقسامات".

وذكّر بوريل بأنّ رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتّحاد تعهّدوا خلال قمّتهم الأخيرة التي عقدت يومي 1 و2 أكتوبر/تشرين الأول بدعم الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين القبرصيين برعاية الأمم المتحدة.

بدورها دانت نيقوسيا "بشدة قرار المحتلّ التركيوموافقة إرسين تتار على ذلك"، مشدّدة على أنّ هذا "العمل غير القانوني والاستفزازي الذي قامت به تركيا سيُدان أمام مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي باعتباره عملاً ينتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وخلاصات المجلس الأوروبي".

واحتلت تركيا الثلث الشمالي من قبرص في 1974 ردّاً على محاولة انقلابية لإلحاق الجزيرة باليونان، ومنذ ذلك الحين قسّمت الجزيرة إلى قسمين. وبقيت فاروشا الواقعة على أطراف المنطقة العازلة تحت السيطرة المباشرة للجيش التركي الذي يحظر الوصول إليها.

كانت فاروشا مدينة سياحية مزدهرة بفنادقها ومياهها الصافية وأمسياتها الصاخبة لكن سكانها رأوها تذبل أمام أنظارهم اليائسة وقد أُجبروا على الفرار إلى الجزء اليوناني في جنوب الجزيرة، في ظل جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي.