مجلس السيادة يبحث في جنوب السودان ادخال مساعدات بعد ضغوط دولية

اللاجئون السودانيون يعانون من هجمات مسلحة في داخل السودان وفي مناطق اللجوء على الحدود خاصة مع أثيوبيا.
مسلحون يهاجمون اللاجئين والمساعدات عبر الحدود

الخرطوم - يبحث مجلس السيادة السوداني مع رئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت الجهود لإدخال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وفي ظل ضغوط دولية وإقليمية على الحكومة السودانية بعد اتهامها بعرقلة دخول المساعدات عير الحدود.
وناقس عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي مع سيلفاكير الجهود الكفيلة بإحلال السلام في السودان وإيصال المساعدات الإنسانية وفق ما أكده توت قلواك، مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية.
وشدد قلواك على "جاهزية جنوب السودان لإيصال الإغاثة لكل السودانيين الذين لجأوا لدولة جنوب السودان بسبب الحرب".
وتعرضت الحكومة السودانية لانتقادات واسعة بسبب عدم القيام بما يلزم لإيصال المساعدات الإنسانية لضحايا الحرب فيما يتهم الجيش السوداني بمنع دخول المساعدات واستهدافها عبر الحدود مع التشاد.
وتتعرض المساعدات لهجمات من قبل مسلحين كذلك لنهبها إضافة لاستهداف العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية.
وقد وصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث يوم الجمعة مقتل سائقين تابعين للجنة الدولية للصليب الأحمر في إقليم دارفور السوداني بأنه أمر غير معقول. وكان مسلحون مجهولون قد قتلوا سائقين وأصابوا ثلاثة آخرين من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الخميس.
ووصف غريفيث في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي الحادث بأنه يوم أسود آخر لمجتمع الإغاثة في السودان مؤكدا أن عمال الإغاثة ليسوا هدفا وقال إنه يجب حماية أولئك الذين يخاطرون بكل شي لمساعدة الآخرين.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قال إن أعمال العنف في محيط مدينة الفاشر بإقليم دارفور السوداني تسببت في إغلاق ممر إنساني من تشاد افتُتح حديثا، وإن الوقت ينفد لمنع حدوث مجاعة في هذه المنطقة الشاسعة.
وأدت الهجمات في الفاشر، آخر معقل للجيش السوداني في دارفور والتي يقطنها نحو 1.6 مليون نسمة، إلى إطلاق تحذيرات شديدة من موجة جديدة من النزوح الجماعي والصراع الطائفي في إطار الحرب المستمرة منذ عام في السودان.
وأدى الصراع بين الجيش وقوات الدعم شبه العسكرية إلى تفاقم أزمة الجوع، إذ يضطر البعض إلى تناول أوراق الشجر، بل والتراب، في ظل اقتراب حدوث مجاعة.
وتلاحق المتاعب اللاجئين السودانيين في أثيوبيا حيث قال ثلاثة لاجئين والأمم المتحدة إن ما لا يقل عن ألف لاجئ سوداني فروا من مخيم تديره الأمم المتحدة في شمال إثيوبيا بعد سلسلة من عمليات إطلاق النار والسطو.
وقال اللاجئون إن حوالي 7000 من سكان مخيم كومر البالغ عددهم 8000 غادروا سيرا على الأقدام في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء بعد أن تعرضوا للهجوم والسرقة من قبل رجال ميليشيات محلية.
وأضافوا أن الشرطة اعتقلت المهاجرين بعد وقت قصير من مغادرتهم المخيم الذي يقع على بُعد 70 كيلومترا من الحدود السودانية في منطقة أمهرة بإثيوبيا. وأحجم اللاجئون عن ذكر أسمائهم خوفا من الانتقام.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها على علم بأن ألف شخص غادروا كومر يوم الأربعاء لأنهم شعروا بعدم الأمان بعد سلسلة من الحوادث الأمنية.
وأخبر لاجئون سودانيون في كومر المفوضية في رسالة بُعثت مؤخرا أنهم يواجهون حالة من انعدام الأمن المتفشي منذ أشهر بسبب تعرضهم لعمليات اختطاف للحصول على فدى والقتل والسطو المسلح.
ووفقا للأمم المتحدة، يقاتل رجال ميليشيات في أمهرة القوات الاتحادية منذ ما يقرب من عام في أنحاء المنطقة في صراع أسفر عن مقتل أكثر من مئتي شخص العام الماضي.
وقال أحد اللاجئين عبر الهاتف "لم نعد قادرين على البقاء هنا... نتعرض للخطف والقتل والاعتداء مرارا منذ وصولنا في يونيو حزيران. وقررنا العودة إلى السودان رغم الحرب (الجارية)".
ووصفت المفوضية الوضع في المخيم بأنه "صعب للغاية" قائلة في بيان "المبرر الذي قدموه للمغادرة في المقام الأول هو عدم شعورهم بالأمان في المخيم".
وأضافت "يأتي هذا القرار بعد عدة تقارير عن وقوع حوادث تدل على انعدام الأمن منها الجرائم والسرقة والسطو المسلح وإطلاق النار وأعمال خطف مزعومة".