محاكمة مدون جزائري تسلط الضوء على قمع حرية التعبير

امنستي تعتبر اعتقال تواتي والحكم عليه بالسجن بمثابة دليل آخر على أن حرية التعبير لا تزال مهددة في الجزائر، حيث تواصل السلطات استخدام مجموعة من القوانين القمعية لإسكات المعارضة.

10 سنوات سجن لمدون جزائري دعا للاحتجاج على الموزانة
امنستي ومراسلون بلا حدود تعتبران الحكم "جائر"
الرابطة الجزائرية لحقوق الانسان تشكك في نزاهة المحاكمة
محاكمة مدون جزائري تسلط الضوء على قمع الحريات


باريس - أدانت منظمتا العفو الدولية ومراسلون بلا حدود الجمعة حكما بالسجن عشر سنوات لمدون جزائري الخميس بتهم تقديم معلومات استخباراتية إلى "عملاء قوى أجنبية"، وفق بيانين للمنظمتين.

ووصفتا الحكم الذي صدر الخميس بحق المدون مرزوق تواتي بأنه "جائر".

وكانت محكمة ولاية بجاية أدانت تواتي البالغ من العمر 30 عاما بتهم تقديم "معلومات استخباراتية إلى عملاء قوى أجنبية من المرجح أن تضر بموقف الجزائر العسكري أو الدبلوماسي أو مصالحها الاقتصادية الضرورية".

واعتبرت منظمة العفو الدولية (امنستي) أن اعتقال مرزوق تواتي ومحاكمته والحكم عليه بالسجن بمثابة دليل آخر على أن حرية التعبير لا تزال مهددة في الجزائر، حيث تواصل السلطات استخدام مجموعة من القوانين القمعية لإسكات المعارضة".

وتابعت في بيان "أنه لأمر صادم تماما أن تفرض السلطات الجزائرية مثل هذا الحكم القاسي على شخص لمجرد التعبير عن رأيه السلمي على الإنترنت".

وفي نظر المنظمة التي تعنى بحقوق الانسان فإن مرزوق تواتي "مواطن صحافي" لذلك "فإن لديه كل الحق في توثيق أخبار العالم من حوله وبلده".

من جهتها نددت "مراسلون بلاحدود" بالحكم "الجائر وغير المبرر" ودعت إلى "إيقاف الأحكام الصادرة في حق هذا المدوّن".

وقال مدير مكتب شمال إفريقيا صهيب خياطي "إنّ منشورا على صفحات التواصل الاجتماعي لا يمكن أن تنجر عنه أحكاما ثقيلة بالسجن".

وتم توقيف تواتي في بجاية (260 كلم) شرق العاصمة في يناير/كانون الثاني 2017 بعد أن دعا عبر حسابه على فيسبوك إلى الاحتجاج على الموازنة وبث عبر مدونته مقابلة مع متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية.

وقال محاميه أبوبكر الصديق همايلي "مرزوق تواتي مدون مارس فقط حقوقه التي يضمنها الدستور. هو يملك حرية التحدث لمن يشاء وأن يقول ما يرغب فيه".

ووصف سعيد صالحي من الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان المحاكمة بأنها "من طرف واحد".

وقال "لم يكن هناك شهود دفاع ولم نر الشهود الذين أشار إليهم محامي الدفاع".

وقال صالحي إن تواتي بدا "مصدوما" بعد الحكم، مضيفا أن الهزال كان ظاهرا عليه وفقد الكثير من وزنه.

وأضرب تواتي سبع مرات عن الطعام منذ اعتقاله، وفق صالحي.

وهو وفق محاميه مارس مهنا متواضعة منذ تخرجه و"لم يكن في يوم من الأيام في منصب يتيح له الوصول إلى معلومات يمكن أن يقوم بإعطائها" لقوى أجنبية.

وفي العام الحالي صنفت منظمة "مراسلون بلا حدود" الجزائر في المرتبة 136 من بين 180 دولة بالنسبة إلى حرية الصحافة.