محمد توفيق علاوي رئيسا للوزراء في العراق

تكليف وزير الاتصالات الاسبق يأتي مع تزايد الضغوط على الطبقة السياسية من الشارع والمرجعية الدينية والصدر.

بغداد - أعلن وزير الاتصالات العراقي الأسبق محمد توفيق علاوي في مقطع فيديو السبت، تكليفه من قبل رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بعد نحو شهرين من استقالة سلفه عادل عبد المهدي تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية.
وسيدير علاوي البلاد لحين يتسنى إجراء انتخابات مبكرة. ويتعين عليه تشكيل حكومة جديدة خلال شهر.
وقال علاوي (65 عاماً) في فيديو نشره عبر صفحته على فيسبوك متوجهاً إلى الشعب والمتظاهرين المحتجين "الآن أنا موظف عندكم، وأحمل أمانة كبيرة. وإذا لم أحقق مطالبكم، فأنا لا أستحق هذا التكليف".
وتنتهي السبت المهلة التي حددها رئيس الجمهورية للكتل السياسية لتسمية رئيس جديد للوزراء، وسط تجدد الضغط من الشارع خصوصاً مع دعوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنصاره للعودة إلى الاحتجاج.

وتتواصل الاحتجاجات المطلبية التي يمثل جيل الشباب العنصر الفاعل فيها، رغم القمع والعنف الذي أدى إلى مقتل أكثر من 480 شخصاً، غالبيتهم العظمى من المتظاهرين، منذ اندلاع التظاهرات في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، في بغداد ومدن جنوب البلاد.
وتصاعدت الضغوط على الطبقة السياسية في مسألة تسمية رئيس جديد للوزراء، بعد خطبة شديدة اللهجة من المرجعية الدينية الشيعية العليا، ودعوة رجل الدين مقتدى الصدر أنصاره الى العودة مجدداً إلى الشارع، وتلويح رئيس الجمهورية بتسمية رئيس للوزراء منفرداً.
وقال المرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني الجمعة إنه "لا بد من الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة" و"القيام بالخطوات الضرورية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في أقرب فرصة ممكنة".
وتأتي دعوة المرجعية تلبية لمطالب المتظاهرين في بغداد ومدن الجنوب، الذين يطالبون بانتخابات نيابية مبكرة وبتكليف شخصية مستقلة بدلاً من عبدالمهدي.
وبالنسبة للمتظاهرين الذي يطالبون بالإطاحة بالنخبة الحاكمة التي يرون أنها فاسدة يمثل علاوي جزءا من النظام ومن ثم فهو غير مقبول. وكان علاوي وزيرا للاتصالات في عهد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي الذي شهد حكمه سقوط مدن عراقية عديدة في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في 2014 والذي يواجه اتهامات بممارسة سياسة طائفية موالية للشيعة.
ويواجه العراق أكبر أزماته منذ هزيمة الدولة الإسلامية في عام 2017. وتتحدى الانتفاضة الشعبية التي يغلب عليها الشيعة في بغداد والجنوب النخبة الحاكمة الشيعية المدعومة من إيران.
وشهدت البلاد مزيدا من الفوضى منذ مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية بطائرة مسيرة في بغداد في الثالث من يناير/كانون الثاني. وردت إيران بهجمات صاروخية على قواعد تستضيف قوات أميركية، مما دفع المنطقة إلى شفا صراع شامل.
وحاول الساسة الموالون لإيران استغلال الأحداث لصرف الانتباه عن الغضب الشعبي من قبضتهم على السلطة وتحويله إلى المسيرات المناهضة للولايات المتحدة والمطالبة بانسحاب القوات الأميركية.