محمود حرشاني يدوّن سيرته الصحفية 'من الهواية الى الاحتراف'
صدر في الايام الأخيرة للكاتب والصحفي الزميل محمود حرشاني كتابان جديدان يعزز بهما اصداراته من الكتب الادبية والروايات والكتب الموجهة للأطفال واليافعين.
ويحمل الكتاب الأول عنوان "حياتي في الصحافة من الهواية الى الاحتراف" وهو كتاب يتدرج في ما يعرف بكتب السيرة الذاتية والمذكرات حيث حرص الكاتب على ان يقدم بجربته في المجال الإعلامي والصحفي في كتاب جاء في حوالي 220 صفحة من الحجم المتوسط.
وخصص الكاتب الجزء الاول من كتابه للحديث عن ذكريات الطفولة ومرحلة الدراسة الابتدائية والثانوية التي كان فيها شغوفا بالاقبال على المطالعة والاستماع الى البرامج الاذاعية الثقافية في اوقات الفراغ ومراسلة هذه البرامج في اذاعات تونسية ودولية كمستمع مما ولد لديه ذائقة اعلامية وصحفية جعلته قادرا على مراسلة عديد الصحف وانتاج برامج اذاعية وهو مازال تلميذا في مراحل الدراسة. واختياره ليكون ضمن فريق تحرير المجلة المدرسة بالمعهد ومجلة دار الشباب.
ويستحضر المؤلف كيف جاءته موافقة اذاعة صفاقس على إنتاج برنامجه الاذاعي الاول عن طريق الحرس الوطني لانه لم يكن في القرية حيث يسكن صيفا هاتف.
اما القسم الثاني من الكتاب فقد خصصه المؤلف للحديث عن ولوجه عالم الصحافة والإعلام من باب الاحتراف بعد تلقيه تكوينا في الصحافة بالمراسلة وانتدابه مراسلا جهويا للاذاعة والتلفزة التونسية ووكالة تونس إفريقيا للانباء..
ويستعرض المؤلف ذكريات لقائه الأول بالزعيم الحبيب بورقيبة اول رئيس للجمهورية التونسية وما تلقاه منه من تشجيع عندما قدم له العدد الاول من مجلته مرآة الوسط وكذلك عندما اختير ليقدم بين يدي الرئيس البرامج الثقافية للولايات.
كما يستحضر المؤلف لقاءاته مع عدد من الوزراء والوزراء الاول وخاصة الوزير الاول محمد مزالي الذي التقاه مرات عديدة منذ كان طفلا صغيرا وتلقى منه هدية تتمثل في طرد يحتوي على عدد من اعداد مجلة الفكر وقلم جميل وبطاقة عليها امضاؤه باللون الاخضر.
ومن اجمل فصول الكتاب الفصول التي يتحدث فيها الكاتب عن طفولته وولعه بالصحافة والاستماع الى الاذاعات.
كما يحدثنا عن اول مهمة إعلامية له خارج حدود الوطن كمبعوث للإذاعة التونسية لتغطية موسم الحج ولقائه بولي العهد السعودي الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز عندما كان ضمن البعثة الرسمية التونسية وسفير تونس بالسعودية المرحوم قاسم بوسنينه لتقديم رسالة الرئيس التونسي الى الملك...
ويستعرض الكاتب كيف ان برنامج عبر ولايات الجمهورية اليومي والذي كان يقدم من الاذاعة في شكل نشرة اخبارية جعل من المراسلين الجهويين نجوما يتابعهم الناس يوميا لمعرفة ما يحدث في الولايات ويستعرض مجموعة من الطرائق مثل تلك التي حصلت معه في اجتماع شعبي كبير باحد المناطق حيث بدأ أحد المواطنين تدخله في الاجتماع الذي كان يشرف عليه أحد الوزراء بالترحيب بمراسل الاذاعة قبل الوزير. ولما سأله الوزير هل تعرف مراسل الاذاعة معرفة شخصية اجابه لا اعرفه ولكن انا استمع اليه يوميا في الاذاعة وصوته يعجبني...
كما يحدثنا عن ظروف عمل المراسلين الصعبة وعن اول مهمة اعلامية له خارج حدود الوطن عندما اوفدته الاذاعة التونسية ليكون مبعوثا لتغطية موسم الحج.
كما يحدثنا عن ذكرياته عندما انتدب لتغطية احداث كبرى مثل حادثة الاعتداء على قفصة . ومؤتمر اتحاد الشغل الاستثنائي في ابريل/نيسان 1985 بقفصة ومؤتمرات الحزب.
ونجد في الكتاب فصولا مطولة عن علاقة الكاتب بمؤسسات اعلامية وطنية وجهوية مثل الاذاعة والتلفزة ووكالة تونس افريقيا للانباء إذاعتي صفاقس وقفصة وصحف وطنية وعربية.. مثل "الراي العام" و"الصريح" و"الصباح" و"تونس الخضراء" و"الامة" و"مرآة الوسط" المجلة التي اسسها وتراس تحريرها وتواصل صدورها على امتداد ثلاثين سنة.
كما يحدثنا الكاتب عن التجربة التي خاضها مع مجلات عربية مثل مجلات "العربي" و"الفيصل" و"عالم الفن" و"الرافد" و"مجلة السمراء السودانية"..
الكتاب في النهاية هو شهادة وتجربة صحفي بدأ ودخل عالم الصحافة من باب الهواية ليصبح احد اهم الاسماء في المشهد الإعلامي والصحفي التونسي والعربي ويحقق عديد النجاحات ويحصد العديد من الجوائز. التونسية والعربية..
وبالإضافة الى هذا الكتاب صدر للكاتب والصحفي محمود حرشاني في الاسبوع الماضي كتاب جديد عن دار العوسجي للنشر بالجزائر بعنوان "الرحلة الجزائرية" وهو كتاب يندرج في ادب الرحلات او الرحلة الصحفية.
وفيه وصف للرحلة التي قام بها الكاتب الى الجزائر وقادته الى عديد المعالم والمدن الجزائرية التي مازالت تحتفظ بالعديد من أسرارها.