مخاوف من عودة العنف في طرابلس بعد مجزرة أبوسليم

البعثة الأممية إلى ليبيا تدعو لتحقيق مستقل وشامل بعد إيجاد جثث في منزل عليها آثار الرصاص تعود لقيادات ميليشيا تابعة لجهاز دعم الاستقرار.
إجراء تحقيقات في طرابلس لكشف الجهة المتورطة في مجزرة أبوسليم
باتيلي يحذر من تهديد وحدة ليبيا بسبب نفوذ الميليشيات

طرابلس - شهدت منطقة أبوسليم في العاصمة الليبية طرابلس مجزرة مروعة راح ضحيتها 10 أشخاص وكشفت عن حجم الصراعات بين الميليشيات والتي تهدد الاستقرار وهو ما حذر منه المبعوث الاممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي وسط مخاوف من عودة العنف.
وكانت مديرية أمن طرابلس باشرت تحقيقاتها في مجزرة أبوسليم قائلة أن الواقعة راح ضحيتها عشرة أشخاص فيما أشارت مصادر إعلامية أن جثثا وجدت في منزل تعود لقيادات ميليشيا تابعة لجهاز دعم الاستقرار وهو مؤسسة أمنية أسست بعد قرار من المجلس الرئاسي.
وأوضحت أن العملية لا تزال غامضة وأن مقترفيها مجهولون لكنها لم تستبعد تورط مجموعة مسلحة في العملية التي تشير لصراعات بين الميليشيات من أجل السلطة والنفوذ وهو ما يطيل أمد الحرب في البلاد.
وأشارت إلى أن الجثث ستعرض على الطب الشرعي لتشريح الجثث ومعرفة زمان وآلية حدوث الجريمة ونوعية السلاح المستعمل. كما قررت وزارة الداخلية تشكيل فريق عمل لجمع المعلومات والأدلة والتحري لكشف الحقيقة ورفع الغموض عن هذه الجريمة، وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب والقيام بضبطهم وفق ما أعلنته مديرية أمن طرابلس.
وأفادت مصادر لموقع " بوابة الوسط الليبية " أن المنطقة تقع في دائرة نفوذ ما يسمى بـ"جهاز دعم الاستقرار" الذي يرأسه عبدالغني الككلي المعروف بـ"غنيوة".
وندد أسامة حماد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان "الجريمة بعد مقتل عدد من الأشخاص في اشتباكات مسلحة بطرابلس قائلا إن في ذلك استمرار "لسيناريو الفوضى".
واعتبر في تدوينة عبر منصة "إكس" أن هناك "عبثا مستمرا جراء سيطرة المجموعات المسلحة على مقاليد الأمور في العاصمة طرابلس" داعيا "النائب العام الليبي بالتحقيق في الحادث.

وشدد على أن حكومته مستعدة "لمد يد العون لبسط الأمن والسيطرة على الأوضاع الأمنية في مناطق غرب البلاد وتأمينها مثلما تم تأمين مناطق شرق البلاد وجنوبها التي أصبحت آمنة ومستقرة بفضل مجهودات القوات المسلحة ووزارة الداخلية بالحكومة الليبية".
ودعن البعثة الأممية لإجراء "تحقيق مستقل وسريع وشامل" في مجزرة أبوسليم مطالبة بالعمل من أجل منع أي أعمال قد تؤدي إلى التصعيد ومزيد العنف"
وأشارت لتحذيرات المبعوث الأممي عبدالله باتيلي من كون "التنافس بين الجهات الأمنية ينطوي على مخاطر جسيمة بالنسبة للوضع الأمني الهش في العاصمة طرابلس" مشيرة الى أنه "تتابع الوضع في طرابلس عن كثب".
ولا تزال فوضى السلاح ونفوذ الميليشيات تشكلان خطرا حقيقا على استقرار ليبيا فيما تتصاعد الدعوات لتوحيد البلاد رغم العراقيل التي تضعها قيادات الميليشيات خوفا على مصالحها.

وقال باتيلي السبت إن "استمرار الوضع القائم يشكل تهديدا كبيرا لوحدة ليبيا" وذلك في بيان نشرته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبر موقعها الإلكتروني، بمناسبة الذكرى 13 لثورة 17 فبراير/شباط. واحتفلت ليبيا السبت بذكرى الثورة التي أطاحت بحكم الزعيم الراحل معمر القذافي في 17 فبراير/ شباط 2011.
واعتبر في البيان أن "استمرار الوضع القائم يشكل تهديدا كبيرا لوحدة ليبيا" مضيفا أنه "من الضروري أن يتحمل القادة الليبيون مسؤوليتهم وأن تخضع قراراتهم وأفعالهم للمساءلة، كونها تؤثر بشكل مباشر على حياة الشعب الليبي".
ودعا الليبيين للالتقاء "على كلمة جامعة من أجل تسوية جميع القضايا المختلف بشأنها سياسيا، والاتفاق على طريقة للمضي قدما نحو بناء ليبيا قوية وموحدة" مجددا "التأكيد على التزام البعثة الأممية للدعم في ليبيا بالوقوف إلى جانب الشعب الليبي في سعيه لتحقيق السلام والعدالة وإقامة مؤسسات شرعية، وتبني حكم رشيد شامل للجميع".
ورأى المبعوث الأممي أن "هشاشة المؤسسات الوطنية والانقسامات العميقة داخل الدولة تنطوي على مخاطر جسيمة على استقرار البلاد".
والخميس، قال باتيلي خلال إحاطته أمام مجلس الأمن "يبدو أن الأطراف المؤسسية الرئيسية غير راغبة في حل المسائل الخلافية السياسية، لتمهيد الطريق أمام الانتخابات التي طال انتظارها في البلاد" مضيفا أنه "لم يتخذ أي منهم خطوة حاسمة بعيدا عن موقفه الأولي، ويستمرون في وضع الشروط المسبقة لمشاركتهم في الحوار".