مدينة الثقافة التونسية تزهو بسمفونيات العالم

اختيار تونس لاحتضان العرض السمفوني العالمي يعود الى ريادتها في نشر ثقافة التنوير في البحر الابيض المتوسط وايمانها بالاختلاف والتعدد.
الثقافة والفن والموسيقى محاور اللقاء بين شعوب العالم وتصلح ما تفسده السياسة
مشروع مدينة الثقافة يساهم في إبراز الهوية الثقافية التونسية

تونس - احتضنت تونس ومدينة قرطاج تحديدا العرض السمفوني العالمي "طريق الحرير"، وثمنت مدينة الثقافة التونسية التظاهرة الفنية الضخمة.
احتضن المتنزه الأثري بحمامات أنطونيوس بقرطاج، الضاحية الشمالية للعاصمة تونس، الحفل السيمفوني "طريق الحرير" في ثاني عرض له عالميا.
وجاء تنظيم هذا الحفل إثر انخراط تونس مؤخرا في المبادرة الصينية "الحزام والطريق"، التي تهدف إلى دعم العلاقات والتعاون الدولي على جميع الأصعدة، لا سيما في المجال الثقافي.
واحتضن الموقع الأثري الروماني "حمامات أنطونيوس" الحفل نظرا لقيمته التاريخية العالية، باعتباره يحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث كبر حجمه بعد حمامات "كاركالا" في إيطاليا، وحمامات "ديوكليسيان" في سوريا.
وتم اختيار هذا الموقع الذي مرت عليه الحضارة الرومانية الضاربة في القدم ليشهد على عرض فني عالمي كبير.
وأفاد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين ان إقامة العرض السمفوني العالمي يؤكد على انفتاح بلد "الياسمين" على الحضارات الاخرى.

وأقيمت في قاعة صوفية القلي في مدينة الثقافة ندوة صحفية حول "طريق الحرير".
 وتعتبر هذه الدورة الثانية للعرض العالمي الذي شهد ولادته الاولى في العام 2017 في قصر الامم في مدينة جينيف السويسرية.
 وقد تم اختيار قصر الأمم كرمز للسلام باعتبار ان الامم المتحدة تشكلت لفض النزاعات في العالم ونشر ثقافة السلام كما قال ميكيال انجل مرتينيوس رئيس منظمة "اونورات" ووزير خارجية اسبانيا سابقا 
وقال رئيس منظمة اونورات ان اختيار تونس يعود الى عراقتها وريادتها في نشر ثقافة التنوير والسلم في البحر الابيض المتوسط.
 وأكّد وزير الثقافة ان احتضان تونس لهذا العرض العالمي دليل على سمعتها في العالم كبلد منفتح على الثقافات وحاضن للاختلاف والتعدد.
وأشار الى ان الثقافة والفن والموسيقى تبقى دائما هي محاور اللقاء بين شعوب العالم وهي التي يمكن أن تصلح ما تفسده السياسة.
ورافق الاوركسترار السمفوني التونسي أصواتا سمفونية من الصين ومن قبرص وتركيا ومصر وتونس بقيادة المايسترو الاسباني بابلو ميالغو.
 والعرض فرصة للاوركسترا السمفونية التونسية لخوض تجارب تعاون بعد تجربة "أوبرا عائدة" التي تم تنفيذها مع الإيطاليين.
بعد أكثر من عشرين عاما بين تأجيل وتعثُّر أُعيدت الروح إلى مشروع مدينة الثقافة في تونس، ليكون قطبا يساهم في إبراز الهوية الثقافية التونسية.
وتم تسليم الجزء الأول من المدينة الثقافية أواخر أكتوبر/تشرين الأول، وشهدت تونس افتتاحها بشكل رسمي في 20 مارس/آذار 2018، تزامنا مع ذكرى يوم الاستقلال التونسي.
بعد 5 سنوات جرى استئناف العمل على إنشاء المدينة، لكن شركة المقاولات التشيكية المُنفّذة للمشروع اعتذرت عنه لدواع أمنية، فتسلّمته شركة مقاولات تونسية في أبريل/نيسان 2016.

وقدّر مدير عام إنجاز مدينة الثقافة، محمد الهادي الجويني تكلفة المشروع بحوالي 150 مليون دينار تونسي (نحو 62 مليون دولار).
وقال الجويني أن "إنشاء المدينة بمثابة تحقيق حلم 60 سنة، فمنذ الاستقلال لم تبنِ تونس مسرحا كبيرا للأعمال الفنية العملاقة".
ولفت إلى أن تونس لديها مسرحان فقط الأول "قرطاج الأثري" المبني في العهد الروماني، والثاني "المسرح البلدي" المُشيّد نهاية القرن 19 في عهد الاستعمار الفرنسي (1881-1956).
وأوضح الجويني أن "المشروع الضخم" يعدّ من أكبر المشاريع الوطنية، وسيهتم بالمبدعين التونسيين داخل العاصمة وخارجها.
والمدينة الثقافية العملاقة تمتد على مساحة 9 هكتار، منها 7,08 مغطاة، وتضم 5 طوابق، وبرجا ثقافيا ارتفاعه 60 مترا، وتتميز بالطابع المعماري العربي الإسلامي من حيث الأقواس والأعمدة والزخرفة والنقوش.