مركز جمال عبدالناصر الثقافي يحتفي بـ'إبحار في رمال متحركة'
يُعقد بمركز جمال عبدالناصر الثقافي بالإسكندرية، الخميس الموافق 5 سبتمبر/أيلول لقاء حول كتاب "إبحار في رمال متحركة" قراءات في النقد والتحليل.. الصادر عن مكتبة الكون الليبية 2022، وهو الكتاب النقدي السادس للكاتب والناقد المصري محمد عطية محمود، في حوار مفتوح، يقدمه ويشارك فيه الأستاذ أشرف خيري الباحث في التاريخ والمخطوطات..
يقدم عطية لكتابه من خلال قوله:
"ثمة متعة كبيرة في القراءة لكن الكلمات التي نجدها في الكتب هي ألغام صغيرة موجهة لتفجر الوعي والذاكرة والتصرفات.. قد تعبر تلك الكلمات البسيطة الممغنطة بالوعي، للكاتب البيروفي العالمي ماريو بارغاس يوسا في أحد حواراته عن ماهية الرسالة التي تقوم بها القراءة أو تنهض بها العملية الثقافية عموما والأدبية خاصة في إذكاء هذا الوعي الحاد بالوجود من خلال ما تفجره تلك القراءات الواعية، تلك التي ربما راق لنا أن نشبهها بتلك الرحلة في بحار من الكلمات والأفكار والاستنتاجات تشبه الخوض في لجة من الماء مراوغة، أو بالأحرى بحر من الرمال المتحركة التي لا تعلم أين تحط بك الرحال فيها"
باحثا عن المتعة الذهنية والفكرية التي قد يتغياها كل قارئ يبحث عن تكامل الجمال والمعرفة، متابعًا: "تلك المراوغة الممتعة للكتابة فنا وتجسيدا للواقع على حد السواء، ما يعطي هذه الهالة من الروحانية والقداسة التي تمر بك الهضاب والسهول وتصعد بك الجبال والمرتفعات ترتكن إلى الجغرافيا وتمضي مع التاريخ في رحلة داخل الكتاب والقصة والرواية والقصيدة والقول المأثور واللمحة الذكية التي تدفع بك في رياح طيبة ترتقي بها عنان سماء الدهشة والمتعة الذهنية".
ومؤكدا على أهمية بلورة وتقديم الأعمال المتميزة في ثوب معبر عن وجودها كمحطات ينبغي التوقف عندها والاحتفاء بها على مستوى المضمون والإطار الذي قدمت فيه كخلاصة تجربة، وهو يمضي في هذا التقديم/ الإبحار:
"تلك الإلماحة التي تفيض بها أذهان النقاد والباحثين والمنقبين عن جلال الكلمة والفكرة والمضمون كي تحاول التماس مع تلك القضايا والإشكاليات على مستوى إدراك أهمية الفن كمحور لهذا الوجود، وما تثيره تلك الإشكاليات من محاولات لسبر الغور والغوص في الأعماق والطيران على أجنحة الخفة والتحرر من ربقة ما يحيط بالحياة من معوقات، نحاول أن نرتقي عنها نحو إعمال الفكر والذائقة والتخييل الذي يسمح لنا باختلاف الرؤى والتحليلات والمشاهدات ومن ثم الآراء، ليكون اختلافنا في التلقي ومن ثم التفسير والتحليل لذلك المنتج الجديد من متعة التحاور والتقابل والانجذاب والتنافر.."
ويواصل عطية تقديمه لهذا الرحلة التي يقدم فيها عناوين بارزة منها: "ببلوغرافيا نجيب محفوظ" (من جزءين) للناقد والباحث شوقي بدر يوسف، "زمن الرواية" للدكتور جابر عصفور، أبحاث "التجنيس وبلاغة الصورة" بتقديم الناقد الأردني الدكتور فخري صالح، "إيروس في الرواية" للكاتب العالمي البيروفي ماريو بارغاس يوسا، "أقنعة الرواية لدى محمد زفزاف" الروائي المغربي الأشهر، "ما تيسر من حديث الناقد" للشاعر والروائي مختار عيسى، "التفاحة الذهبية – نساء نوبل في الآداب" للدكتور خالد غازي، "المرأة ساردة" لأحمد فضل شبلول، "الفنون الجميلة في الإسكندرية" للفنان العالمي عصمت داوستاشي.. مؤكدا:
"في رحلة كل كتاب من تلك الكتب التي وقع عليها الاختيار لتكون نبراسا يفك الطلاسم، ورحلة كل باحث وناقد ربما نقف على كثير من المتعة والمعرفة، ما يجعلنا ننتقي من بستان القول وسبر الغور ما يلهب مخيلتنا ككتاب مبدعين وباحثين، أو كباحثين عن الجمال، بعض ما نصبو إليه، وفي تلك السلافة من الأفكار والتأويلات ربما نجد مقصدا من مقاصدنا في إدراك الوعي، وربما تفتق الذهن عن فكرة أو عمل إبداعي أو مشروع ثقافي، ربما حملت سطور أحد تلك الكتب نبتته التي تبحث عن مكان جديد تتنفس فيه حياة جديدة كامتداد للروح في أبعادها اللامادية أو الميتافيزيقية التي لا نعلم منها إلا النذر القليل، وصدق المولى في محكم التنزيل "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.."
طارحا سؤالًا مهمًا حول ماهية التعرف على أسرار الكتابة ومفاتيحها، وعلاقتها بالوعي الذهني والمعرفي: "فهل لنا أن نلتمس تلك المفاتيح التي تقدمها لنا هذه الكتابة على الكتابة، لكي نفتح الأبواب ونغترف من تلك الكنوز المعرفية وننهل ما يعيننا على الاستمرار في موكب هذا الوعي؟"