مركز عبدالرحمن السديري منارة ثقافية في السعودية

رسالة الصرح تقوم على أن يكون نافذة من نوافذ العلم والمعرفة والثقافة ومركزا رائدا للبحث العلمي والأدبي وعضوا فاعلا في خدمة المجتمع من خللا السعي لتقديم البرامج الثقافية والمعرفية بالتفاعل والمشاركة مع المجتمع المحلي وتفعيل دور مكتباته العامة وتطويرها من خلال أنظمة المعلومات وأوعيتها المختلفة.
كتب ودوريات وأنشطة أدبية وفكرية تستقطب آلاف الزوار والمتابعين على مدار العام
المركز يقوم بدور فاعل في مجالات النشر الثقافي والأثري عربياً ودولياً
مجلة "'لجوبة' أحد إصدارات المركز تحقق حضوراً فاعلاً بين الدوريات الثقافية الكُبرى
أكثر من 68 ألف مستفيد من الخدمات والبرامج الثقافية بدار العلوم التابعة للمركز

كثيرة هي النجاحات التي حققها مركز عبدالرحمن السديري الثقافي، منذ أن تأسس بمبادرة من الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري - أمير منطقة الجوف في الفترة من 1362-1410هـ - وحتى اليوم.

واستطاع المركز أن يصبح واحداً من المراكز الثقافية السعودية التي تجاوزت المحلية، وانتقل تأثيرها ودورها إلى رحاب أوسع مدىً، ووصل صدى فعالياتها ومبادراتها في مجالات كالثقافة والنشر وخدمة الموروث والتراث واللغة العربية إلى شتى بقاع عالمنا العربي بل والأوساط الثقافية الدولية.

ويُحسب للمركز الدور الفاعل لمجلته الثقافية الفصلية "الجوبة"، وما تقوم به من في المشهد الثقافي العربي، وما تنشره من ملفات دورية تصب في خدمة الثقافة والآداب والفنون العربية، إضافة إلى دورية المركز المتخصصة في مجال التراث والآثار وهي مجلة "أدوماتو"، والتي اكتسبت مكانة مرموقة في مجال النشر الأثري.

متابعة كريمة

ويحظى المركز بمتابعة كريمة من قبل الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف، الذي يحرص على تلقى تقريرالإنجازات السنوي للمركز وزيارته وتفقد منشئاته والاستماع - بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس) - إلى شرح عن أنشطته والبرامج المعرفية والندوات العلمية التي ينفذها المركز بالتفاعل والمشاركة مع المجتمع المحلي، واستعرض التقرير إنجازات المركز وما يقدمه من دور فاعل في خدمة الثقافة في المنطقة إضافة إلى العديد من المناشط الاجتماعية، وينوه سموه على الدوام بالدور الفاعل الذي يقوم به المركز من خلال برامجه الثقافية.

الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز
الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف يزور المركز

مكتبات ومناشط منبرية

يُعنى المركز بالثقافة من خلال مكتباته العامة في الجوف والغاط، والمناشط المنبرية التي يقيمها، وبرنامج النشر ودعم الأبحاث والدراسات التي يرعاها، ومجلة "أدوماتو" المتخصصة بآثار الوطن العربي، ومجلة "الجوب") الثقافية، اللتين يصدرهما. ويضم المركز كلاً من "دار العلوم" بمدينة سكاكا، و"دار الرحمانية" بمحافظة الغاط، وفي كل منهما قسم للرجال وآخر للنساء. ويصرف على المركز مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية.

وقد انطلق المركز بمبادرة من الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري (أمير منطقة الجوف في الفترة من 1362-1410هـ) بتأسيس أول مكتبة عامة في الجوف عام 1383هـ، أطلق عليها اسم دار العلوم؛ وذلك رغبة منه رحمه الله في الإسهام في تحقيق نهضة ثقافية في المجتمع المحلي، وإحداث حراك ثقافي بمشاركة أبناء المجتمع من خلال الأنشطة والبرامج الثقافية المتنوعة.

وتقوم رسالة المركز على أن يكون نافذة من نوافذ العلم والمعرفة والثقافة، ومركزا رائدا للبحث العلمي والأدبي، وعضوا فاعلا في خدمة المجتمع، وذلك من خللا السعي لتقديم البرامج الثقافية والمعرفية بالتفاعل والمشاركة مع المجتمع المحلي، وتفعيل دور مكتباته العامة وتطويرها من خلال أنظمة المعلومات وأوعيتها المختلفة.

مكتبة مركز عبدالرحمن السديري الثقافي
المركز يعنى بالثقافة من خلال مكتباته العامة في الجوف والغاط والمناشط المنبرية

برنامج النشر ودعم الأبحاث

‏ومن بين الأنشطة المهمة التي يقوم بها المركز هناك برنامج النشر ودعم الأبحاث، والذي جاء تأسيسه انطلاقاً من اهتمام مركز عبدالرحمن السديري الثقافي بتفعيل الحركة الثقافية في مجتمع الجوف بصفة خاصة وفي المملكة العربية السعودية بشكل عام، واستجابة لأهداف مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية (التي تقوم بالإشراف على مركز عبدالرحمن السديري الثقافي) والمنصوص عليها في المادة الثانية من النظام الأساسي للمؤسسة، والتي تدعو إلى الإسهام في تشجيع النهضة العلمية والثقافية ودعم الدراسات ونشر المعلومات المتعلقة بمنطقة الجوف وتطوير خدماتها بما ينعكس على تعزيز حركة البحث العلمي والإبداع الأدبي في المنطقة. يتوجه هذا البرنامج إلى استنهاض همم المبدعين ورعايتهم وتشجيعهم على تحقيق المزيد في التميّز والإبداع. يتكون البرنامج من قسمين، الأول: نشر الدراسات والإبداعات الأدبية، والثاني: دعم البحوث والرسائل العلمية.

وفي إطار ذلك كان هناك برنامج للنشر بالمركز، يهتم بجميع أنواع الدراسات والإبداعات الأدبية ويهدف إلى إخراج أعمال متميزة وتشجيع حركة الإبداع الأدبي والإنتاج الفكري واثرائها بكل ما هو أصيل ومتميّز، ويشمل النشر أعمال التأليف والترجمة والتحقيق والتحرير، وذلك إضافة إلى برنامج دعم الأبحاث الذي يهتم بدعم مشاريع البحوث والرسائل العلمية والدراسات المتعلقة بالجوف والغاط، ويهدف إلى تشجيع الباحثين على طرق أبواب علمية بحثية جديدة في معالجاتها وأفكارها.

دار العلوم

ومن بين المنشئات التابعة للمركز مبنى دار العلوم، الذي يُعد المقر الرئيس لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي بالجوف، وتضم الإدارة العامة، ومكتبة دار العلوم ومكتبة القسم النسائي، وقاعة الجوف. وتعد المكتبة من أوائل المكتبات العامة في المملكة العربية السعودية، أما مكتبة القسم النسائي بدار العلوم بالجوف فهي أول مكتبة عامة للنساء داخل المملكة. يعود تاريخ إنشاء مكتبة دار العلوم إلى العام 1383هـ/1963م حين أنشأ المؤسس مكتبة الثقافة العامة بمجهوده الخاص في مدينة سكاكا، وظل يحرص على تطويرها حتى أصبحت منارة ساطعة في المنطقة يعرفها الجميع باسم دار العلوم.

وتحتوي المكتبة على رصيد من الكتب يزيد عن (160000) كتاب، إضافة إلى ما يزيد عن 250 عنوان صحيفة ومجلة.

هذا وقد بلغ عدد المستفيدين من أنشطة دار العلوم بالمركز، خلال العام الأخير، أكثر من 68 ألف شخص، فيما بلغ عدد البرامج التي جرى تنفيذها 85 برنامجاً جرى تنفيذها لخدمة شتى النواحي الثقافية والعلمية.

مكتبة القسم النسائي
أول مكتبة عامة للنساء داخل المملكة

دار الرحمانية

وهناك أيضا دار الرحمانية، التي أقيمت بمدينة الغاط، مسقط رأس معالي الأمير عبدالرحمن السديري، وقد ربطته بها علاقة نشأته بها وماضي أسرته فيها، ورغم طول الوقت الذي قضاه المؤسس بعيداً عن الغاط إلا أن ذلك لم يصرفه عنها، وبناء على رغبته أنشأ أبناؤه وبناته في العام 1424هـ (2003م)، مركزاً ثقافياً في محافظة الغاط، أطلق عليه اسم (دار الرحمانية)؛ وهو فرع لمؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية، له وقف مستقل، وأهدافه تنبثق من الأهداف الأساسية لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي.

وتقع دار الرحمانية وسط بستان العرنية (المزرعة التي وقفها المؤسس بتاريخ 3/6/1407هـ لوالديه – غفر الله لهما – ويصب ريعه في تمويل دار الرحمانية).

المباني الطينية والأقواس النجدية

قد أخذ تضميم دار الرحمانية في الاعتبار البيئة الريفية المحيطة بها في مدينة الغاط؛ فظهر المبني بطابع نجدي، تتجلى فيه المباني الطينية والأقواس النجدية، والمسجد ذي المصلى المفتوح على الفناء.

ولعل أبرز ما يميز مبنى دار الرحمانية هو استعمال مواد طبيعية في البناء؛ أكثرها من البيئة المحلية، مثل: مكعبات القش (بالات التبن المحلي) كوحدة أساسية في تشييد الجدران وأبراج التهوية، مع غطاء الطين، وجريد النخيل والأخشاب في الأسقف، وحجر الغاط في تكسية أرضية المبنى والمناطق المجاورة له، إضافة إلى استخدام الخيمة سقفًا لقاعة المحاضرات. هذا الأسلوب في العمارة – إضافة إلى العنصر الجمالي وطابعه النجدي المميز – رفع خواص العزل الحراري للمبنى، وخفض تكاليف الطاقة الكهربائية المستخدمة في التبريد، ما عزّز علاقته بأصالة البناء التقليدي في أبنية الغاط التراثية، وهو يلخص بحق الرسالة الأساس للمركز.

مكتبة منيرة الملحم

ومن بين المنشئات الثقافية التابعة لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي أيضاً، هناك مكتبة منيرة الملحم التي شيدت وجرى تأسيسها، ويجري تشغيلها من مال أوصت به منيرة بنت محمد الملحم – يرحمها الله – حرم الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري – رحمه الله – وتبلغ مساحة المكتبة خمس مائة متر مربع (500م2).

وتتكون المكتبة من قاعة للمطالعة تحوي مراجع وكتباً من مختلف أنواع المعرفة، وهي مرتبطة بفهرس موحد مع مكتبة الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري؛ ما يتيح للزائرة الحصول على أي كتاب موجود في كلا المكتبتين، إضافة إلى توافر وحدات للمطالعة الخاصة. كما يوجد في المكتبة ركن للإنترنت. وقد أولت المكتبة عنايتها بالطفل؛ فأوجدت ركنًا خاصًا به تم تجهيزه بالأثاث والكتب والمواد السمعية والبصرية المناسبة للطفل. ترتبط المكتبة بدائرة تلفزيونية مع قاعة الأمير سلطان بن عبد العزيز للمحاضرات بدار الرحمانية. وقد افتتح المكتبة رسميًا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –عام 2007 عندما كان أميراً لمنطقة الرياض.

المؤسس

‏ولد الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري - مؤسس مركز عبدالرحمن السديري الثقافي - في مدينة الغاط في العام 1338هـ/ (1920م). عمل أميراً للجوف في الفترة من 1362هـ إلى 1410هـ (1943م- 1990م). وخلال توليه الإمارة كرَّس حياته وإمكاناته لخدمة المجتمع ولتحقيق النمو والتطور في المنطقة.

كما كرّس حياته لخدمة الوطن بشكل عام ومنطقة الجوف ومحافظة الغاط بشكل خاص. وعمل على المستويين الرسمي والخاص لخدمة العلم والثقافة، وصاحب ذلك إطلاق مبادرات ثقافية واجتماعية لتكون نماذج يحتذى بها. اقتصر تعليمه على الكتّاب، لكنه، لم يتوقف عند ذلك، بل ظل يبذل جهوده لتنمية ثقافته وخبراته التي استثمرها في خدمة المجتمع. لم يكن يفرق بين دوره كمسؤول ودوره كمواطن، بل امتزجت حياته وأنشطته بالهم الوطني العام الرسمي والخاص، وكان يحرص على ملامسة حياة أفراد المجتمع واحتياجاتهم مباشرة ومن دون أن يكون هناك أي حواجز بينه وبينهم.

الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري
كرّس حياته لخدمة الوطن بشكل عام ومنطقة الجوف ومحافظة الغاط بشكل خاص

وتبدو المواقف الريادية لمؤسس مركز عبدالرحمن السديري الثقافي جلية في المكتبة العامة التي قام بتأسيسها إضافة للمبادرات المماثلة الأخرى التي تبناها. وتعتبر المكتبة العامة المخصصة للنساء التي أنشأها فكانت أول مكتبة نسائية في المملكة العربية السعودية. وقد حققت الجوف تحت رعايته تقدما كبيراً في العديد من المجالات المهمة بما في ذلك التعليم العام والرعاية الصحية والزراعة والتنمية الاقتصادية بشكل عام.

‏وقد كانت مبادرات الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري،تأتي من إحساس عميق بالواجب ومن إدراك لأهمية العلم والثقافة في بناء المجتمعات ومن تواضعٍ عِماده شعور صاحبه بالسعادة كلما تمكن من الإسهام في خدمة وطنه ومجتمعه. هذا الشعور بالواجب والرغبة إلى التطوع والإيثار على النفس وحُبِّ العلم والثقافة وخدمة المجتمع هي القيم التي يقوم عليها مركز عبدالرحمن السديري الثقافي وصارت رمزاً له.

ومن بين المبادرات التي أطلقها مؤسس مركز عبدالرحمن السديري الثقافي نذكر المبادرات التالية:

مبادرات ريادية للمؤسس سباق الهجن، وهو أول سباق منظم يقام في المملكة، وأقيم في العام 1383هـ /1963م.

مسابقة المزارعين، وقد أقيمت أول مسابقة محكمة للمزارعين في العام 1393هـ/ 1973م.

معرض السجاد المحلي، أقيمت أول جائزة للسجاد المحلي في العام 1385هـ /1965م.

جوائز التفوق العلمي، جوائز مالية تقدم للمتفوقين من الطلاب والطالبات من مدارس الجوف في مختلف المراحل.

أسبوع الجوف، هو مهرجان ثقافي وتراثي؛ يهدف إلى تنمية الابداعات والمبادرات المحلية، وإذكاء روح المنافسة بين أبناء المنطقة، وتشمل فعالياته: سباق الهجن، ومسابقة المزارعين، ومعرض السجاد المحلي، وقد أقيم أول مهرجان في العام 1385هـ، وقد مثَّل المهرجان فرصة للتعريف بالجوف وتراثها، وحقق التواصل بينها وبين باقي مناطق المملكة.