مستقبل غامض لصانعي السيارات الأجانب في أميركا
نيويورك - يهدد احتمال اندلاع حرب تجارية لاحت بوادرها خلال قمة مجموعة السبع السبت في كندا، وما ستتتبعه من رسوم جمركية على واردات السيارات إلى الولايات المتحدة، ببلبلة أعمال شركات تصنيع السيارات الأجنبية العاملة في الولايات المتحدة والتي تستورد ايضا كمية هائلة من السيارات.
وتملك معظم شركات صناعة السيارات الاجنبية من مرسيدس الى بي ام دبليو مرورا بنيسان وهوندا وفولكسفاغن، مصنعا واحدا على الاقل في الولايات المتحدة وتوظف عشرات آلاف الاشخاص. وقد استثمرت وتستثمر حاليا مليارات الدولارات على غرار تويوتا ومازدا اللتين اعلنتا في بداية 2018 عن رصد 1.6 مليار دولار لاقامة مصنع في الاباما (جنوب) بطاقة انتاج من 300 الف سيارة بداية من 2021.
وفي 2017 بيعت نحو 17.23 مليون سيارة في الولايات المتحدة بحسب مكتب اوتوداتا الذي يجمع معطيات الصانعين والموزعين.
وبلغ عدد السيارات المستوردة نحو 8.7 ملايين سيارة، بحسب "سنتر اوف اوتوماتيف ريسورش" اساسا من المكسيك وكندا الشريكان في اطار معاهدة التبادل الحر "الينا" ، اضافة الى اليابان.
ومنذ بداية 2018 تراجعت نسبة السيارات المصنعة والمباعة في الولايات المتحدة لتبلغ 50.1 بالمئة مقابل 51.1 بالمئة في الفترة ذاتها من 2017، بحسب مكتب ادموندس كوم.
وبحسب المصدر ذاته فان 82 بالمئة على الاقل من السيارات التي تبيعها فولكسفاغن في الولايات المتحدة مستوردة، مقابل 55 بالمئة لتويوتا، و57 بالمئة لهيونداي، و70 بالمئة لمرسيدس-بنز، و68 بالمئة لبي ام دبليو.

في المقابل فان السيارات المباعة في الولايات المتحدة من الصانعين الكبار الثلاثة في ديترويت انتجت في الاراضي الاميركية بنسبة 80 بالمئة لفورد، و60 بالمئة لجنرال موتورز، و55 بالمئة لشركة فيات كرايزلر.
وهوندا هي الشركة الاجنبية الوحيدة التي تنتج في الولايات المتحدة غالبية (65 بالمئة) السيارات التي تبيعها فيها.
تشكل صناعة السيارات الاميركية احد اهم القطاعات المصدرة بحسب ما اوضح مجلس "اميركان اوتوموتيف بوليسي كاونسل" وهو لوبي يضم كبار الصانعين المحليين (جنرال موتورز وفورد وفيات كريزلر) والاجانب.
وتضاعفت تقريبا عائدات صادرات السيارات بين 2009 و2015 لتمر من 74.09 مليار دولار الى 137.66 مليار ما اتاح الحفاظ على 771 الف وظيفة في الولايات المتحدة.
وتصدر بي ام دبليو وديملر (مرسيدس-بنز) خصوصا باتجاه الاتحاد الاوروبي والصين سيارات تصنع في الولايات المتحدة.
وصدرت بي ام دبليو التي كانت اقامت في كارولينا الجنويية "اكبر مصنع سيارات في العالم"، 70 بالمئة من السيارات ال 371284 سيارة التي صنعت في هذا المصنع في 2017، اي 272346 سيارة بقيمة عشرة مليارات دولار.
وذكرت الشركة التي باعت 305685 سيارة العام الماضي على الاراضي الاميركية "ان بي ام دبليو تنتج في الولايات المتحدة اكثر مما تستورد".
المواقع والانتاج
وتوظف تويوتا اكثر من 36 الف شخص ولديها عشرة مصانع تتوزع اساسا في الاباما وكاليفورنيا وميسيسيبي وتكساس. وهي تنتج 1,20 مليون سيارة وتبيع 2,43 مليون سيارة، بحسب معطيات 2017.
اما هوندا فهي توظف اربعة آلاف شخص وتملك مصانع في الاباما وجورجيا وانديانا واوهايو وهي تنتج اكثر من 1,24 مليون سيارة وتبيع 1.64 مليون سيارة.
وتملك فولكسفاغن في تينيسي مصنعا قادرا على انتاج 150 الف سيارة. ولم تكشف الشركة عن انتاجها وقالت انها باعت 339679 سيارة ويعمل في الشركة 2444 موظفا.
وتملك ديملر (مرسيدس-بنز) مصانع في الاباما وانديانا وكارولاينا الجنوبية وتوظف 4900 شخصا. وفي 2017 انتجت اكثر من 286 الف سيارة وباعت 337246 سيارة.
ومن خلال مصنعها في كارولاينا الجنوبية الذي يعمل فيه نحو تسعة آلاف شخص، انتجت بي ام دبليو 371284 سيارة وباعت 305685 سيارة.
وبمصنعيها في مسيسيبي وتينيسي انتجت نيسان 930 الف سيارة وباعت 1.59 مليون سيارة وهي توظف 14 الف شخص.
اما شركة اودي الصانعة الالمانية للسيارات الرفيعة التابعة لفولكسفاغن، فانها لا تملك مصنعا في الولايات المتحدة وتستورد كافة سياراتها. وباعت في 2017 نحو 226511 سيارة.
وشقيقتها بورش التابعة ايضا لفولكسفاغن، لا تملك ايضا مصنعا في الولايات المتحدة. وباعت في الولايات المتحدة 55420 سيارة في 2017.