مشروب شائع يقتطع من طول الأطفال أثناء الحمل

دراسة جديدة تنبه الى وجود علاقة بين تناول النساء الحوامل للقهوة، وطول الأطفال الذين يقومون بإنجابهم.

واشنطن – يرتبط شرب القهوة اثناء الحمل في الأذهان بمخاطر صحية تم دحض بعضها، لكن دراسة جديدة نبهت الى وجود علاقة بين تناول النساء الحوامل للقهوة، وطول الأطفال الذين يقومون بإنجابهم.

وبحسب الدراسة التي أجراها المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية بالولايات المتحدة، فإن تناول كميات صغيرة من الكافيين يوميا من قبل النساء الحوامل (ما يعادل فنجانين يوميا من القهوة)، قد يؤدي إلى نسل أقصر خلال مرحلة الطفولة المبكرة (حتى سن الثامنة)، مقارنة بنمو الأطفال الذين تجنبت أمهاتهم الكافيين أثناء الحمل.

وأشارت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "جاما نتورك أوبن"، إلى أن فرق الطول بين الأطفال لأمهات تناولن القهوة وبين من لم يقمن بذلك، يقدّر بحوالي 2 سنتيمتر، دون وجود أي ارتباط بين تناول الكافيين أثناء الحمل وزيادة وزن الأطفال.

وقال الباحثون: "يتم استقلاب الكافيين بشكل أساسي إلى باراكسانتين في أقل من ثلاث ساعات لدى النساء الحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. يعبر كل من الكافيين وهذا المستقلب المشيمة. باستخدام بيانات المؤشرات الحيوية، سجلنا التعرض للكافيين من خلال تناول أطعمة معينة، مثل الشوكولاتة والمشروبات منزوعة الكافيين، والتي قد تحتوي على كميات صغيرة من الكافيين". وبعد ذلك، قام العلماء بتقييم مؤشر كتلة الجسم والوزن والطول بين ذرية النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 4 و8 سنوات.

فرق الطول بين الأطفال يقدّر بحوالي 2 سنتيمتر

واقترح الباحثون أن الأبحاث المستقبلية في استهلاك الكافيين أثناء الحمل يجب أن تتبع نمو الأطفال "حتى سن البلوغ وما بعده لتحديد ما إذا كانت فجوات الطول تستمر في الاتساع حتى مرحلة البلوغ، وما إذا كان الطول الأقصر المرتبط باستهلاك الأم للكافيين يزيد من مخاطر الإصابة بضعف القلب والأوعية الدموية".

وفي السابق، كان يسود اعتقاد في الاوساط الصحية ان شرب القهوة اثناء الحمل يؤدي بالضرورة للاجهاض.

لكن خلصت المراجعات المنهجية لاكثرمن دراسة إلى نتائج مختلفة بعض الشيء حول شرب القهوة في أثناء الحمل.

وقد انتهت دراسة أُجريت عام 2015، إلى أن استهلاك الكافيين -حتى ولو بقدر قليل- كان مرتبطاً بارتفاع خطر حدوث الإجهاض، وإن كان ذلك الارتفاع ضئيلاً.

بينما على النقيض، وجدت دراسات أحدث، أُجريت في العامين 2016 و2017، أن استهلاك الكافيين بقدر قليل، لا ضرر منه.

وأُجريت مراجعة أخرى من جانب مؤسسة كوكرين التي تتسم بدقتها، على الدراسات التجريبية، حيث اختيرت النساء اللاتي كنَّ يشربن القهوة، عشوائياً، لإعطائهن إما قهوة عادية وإما قهوة منزوعة الكافيين في أثناء فترة الحمل، ولم تجد المراجعة فارقاً بين نتائج المجموعتين.

وعموماً، يبدو أن أفضل النتائج تشير إلى أنَّ تناول القهوة بكميات قليلة لن يتسبب في الإجهاض على الأرجح، على الرغم من عدم استطاعتنا استبعاد الخطر تماماً.

وفي 2022، اكتشف باحثون من جامعة كوينزلاند أن الاستمتاع بشرب القهوة يوميا أثناء الحمل آمن ولا يُظهر أي آثار سلبية كما كان يُعتقد سابقا.

ستخدم الدكتور جون هيلين موين والدكتور دانيال هوانغ وكارولين بريتو نونيس من معهد العلوم البيولوجية الجزيئية بجامعة كوينزلاند علم الوراثة لتحليل سلوك شرب القهوة، وتظهر النتائج التي توصلوا إليها أن استهلاك القهوة المحدود أثناء الحمل لم يزد من خطر الإجهاض أو الإملاص (ولادة جنين ميت) أو الولادة المبكرة (ولادة الخدج).

ويؤكد الباحثون أن الدراسة نظرت فقط في بعض نتائج الحمل السلبية، ومن المحتمل أن يؤثر استهلاك الكافيين على جوانب مهمة أخرى لتطور الجنين.