مصافحة بين بايدن والأمير محمد تمهّد لصفحة جديدة في العلاقات
نيودلهي - جمعت مصافحة جماعية اليوم السبت الرئيس الأميركي جو بايدن بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال مشاركتهما في قمة العشرين بالهند، فيما أعلنت الرياض عن توقيع مذكرة تفاهم لمشروع اقتصادي يجمع بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.
وتأتي هذه المصافحة في وقت تمر فيه العلاقات بين واشنطن والرياض بمرحلة حساسة على خلفية ملفات عديدة من بينها تصميم الرياض على تنفيذ سياستها النفطية متجاهلة كافة الضغوط الغربية، بالإضافة إلى الشراكة المتنامية بين المملكة وبكين، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى الحد من النفوذ الصيني في المنطقة التي كانت لعقود فضاء إستراتيجيا بالنسبة إلى الأميركيين.
ونقلت قناة الإخبارية السعودية الرسمية، عبر حسابها الموثق بمنصة "إكس" (تويتر سابقا) لقطات من "مصافحة جماعية بين ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي".
وتبادل بايدن والأمير محمد ابتسامات بينهما، وسط مشاركة مودي لهذه المصافحة ومباركتها.
وفي أكثر من مناسبة أكدت السعودية والولايات المتحدة أن علاقاتهما استراتيجية، غير أن ثمة تباينات ظهرت بينهما في الأشهر الماضية إثر قرارات الرياض بخفض إنتاج النفط.
وفي وقت سابق من اليوم السبت انطلقت أعمال قمة مجموعة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي تحت شعار "أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد"، وتستمر القمة يومين.
وأعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم السبت عن توقيع مذكرة تفاهم لمشروع اقتصادي يجمع بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.
وقال الأمير محمد في كلمة بقمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الهند "إن المشروع الاقتصادي سيسهم بتطوير البنى التحتية التي تشمل سككا حديدية"، مؤكدا أن ذلك "الممر الاقتصادي سيوفر فرص عمل طويلة الأمد".
وشدد على أن ذلك "الممر الاقتصادي سيزيد التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا وأنه سيعمل على مد خطوط أنابيب لتصدير الكهرباء والهيدروجين".
وتابع ولي العهد السعودي أن "المشروع سيسهم الممر الاقتصادي في ضمان أمن الطاقة العالمي وسيضم مد كابلات لنقل البيانات وسيربط موانئ الشرق الأوسط وأوروبا والهند ".
وتأتي هذه الخطوة في ظل جهود الولايات المتحدة من أجل اتفاق دبلوماسي أوسع نطاقا في الشرق الأوسط من شأنه أن يجعل السعودية تعترف بإسرائيل.
ويحاول بايدن، الحريص على ترك بصمته الدبلوماسية في المنطقة، إقناع السعودية وإسرائيل بتطبيع العلاقات بينهما.
لكن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان أوضح أنّ الاتفاق على مشروع البنية التحتية الرئيسي، والذي لا يزال جدوله الزمني غير واضح، "ليس إشارة تمهيدية للتطبيع على وجه التحديد".
ويأتي الاتفاق في وقت حساس يسعى فيه الرئيس الأميركي جو بايدن لمواجهة مبادرة البنية التحتية العالمية الصينية الحزام والطريق من خلال طرح واشنطن شريكا ومستثمرا بديلا أمام الدول النامية في مجموعة العشرين.