مصر تحظر النقاب في مدارسها بفرض الزامية الزي الموحد

أستاذ فقة بجامعة الأزهر الشريف يؤيد قرار وزارة التعليم المصرية بمنع النقاب ويصفه بـ"الصائب"، مؤكدا أنه لا يعتبر واجبا ولا سنّة.

القاهرة - أعلنت وزارة التربية والتعليم المصري حظر النقاب في جميع المدارس وألزمت كافة الطلبة بلبس زي مدرسي موحد، ويشير هذا القرار الذي أثار جدلا إلى القطع مع كل ملبس يعتبر من الرموز الدينية سواء تلك الإسلامية أو المسيحية، في وقت تسعى فيه مصر إلى كبح أي شكل من أشكال التمييز على أساس الدين وتحارب خطابات التطرف وكل ما يتصل بها شكلا أو دعاية. 

 وأعلنت الوزارة أنه "يشترط في الغطاء الذي تختاره الطالبة برغبتها ألا يحجب وجهها"، داعية إلى "الالتزام باللون الذي تختاره مديرية التربية والتعليم المختصة".

وشددت على أنه "في حال ارتداء الطالبة للحجاب يجب أن يكون ولي الأمر على علم باختيار ابنته وأن اختيارها لذلك قد تم بناء على رغبتها دون ضغط أو إجبار من أي شخص أو جهة غير ولي الأمر" ووجهت بأن يتم التحقق من ذلك.

وتركت تحديد لون الزي المدرسي إلى مجلس إدارة المدرسة على أن يتم بالتنسيق مع مجلس الأمناء والآباء والمعلمين ويتم اعتماد القرار الصادر من مديرية التربية والتعليم المختصة، مشيرة إلى أن "تغيير الزي المدرسي يجب أن يكون في بداية كل مرحلة تعليمية وألا تقل المدة البينية للتغيير عن ثلاث سنوات ويترك مكان شرائه اختباريا لولي الأمر".

ولفتت الوزارة إلى أنه "لا يجوز لأي طالب أو طالبة ارتداء زي مخالف لما حددته الوزارة ولا يسمح للطالب أو الطالبة بدخول المدرسة في حال المخالفة"

وأكدت وزارة التعليم أن هذه المواصفات للزي المدرسي تسرى على المدارس الرسمية والخاصة والدولية التي تطبق مناهج ذات طبيعة خاصة.

مصر تفرض الانضباط للزي المدرسي الموحّد
مصر تفرض الانضباط للزي المدرسي الموحّد

ولفتت إلى أن "الزي المدرسي الموحد هدفه إظهار ترتيب وتناغم الطلاب وانضباطهم داخل المدارس وترسيخ قواعد الانضباط والتنظيم واحترام القوانين واللوائح داخل المؤسسة التعليمية لدى الطلاب والطالبات''.

كما بينت أنه يهدف إلى "الحد من التنمر والسخرية بين الطلاب، بارتداء الملابس الرسمية الموحدة، مما يقلل العنف والمشاكل التأديبية داخل المدارس"  

وكانت جامعة القاهرة قد منعت أعضاء هيئة التدريس من ارتداء النقاب منذ العام 2015 وهو القرار الذي أيدته المحكمة عام 2020. 

ووصف أحمد كريمة أستاذ الفقة بجامعة الأزهر الشريف في تصريحات تليفزيونية قرار وزارة التعليم بمنع النقاب بـ"الصائب"، مؤكدا أن النقاب لا يعتبر واجبا أو سنة

وقال "ارتداء النقاب حرية شخصية لكنه ليس واجبا"، مضيفا "أؤيد قرار وزارة التعليم بمنع النقاب في المؤسسات التعليمية المدنية والأزهرية".

بدوره أعرب الداعية الإسلامي إسماعيل الريس عن تأييده لقرار حظر النقاب في جميع المدارس المصرية.

ووصفت داليا الحزاوي استشارية صحة نفسية وإرشاد أسري ومؤسسة "ائتلاف أولياء أمور مصر" قرار حظر النقاب في المدارس المصرية بـ"الجريء".

وقالت في تصريح لصحيفة "النهار المصرية" إن "النقاب يعمل على إخفاء الهوية ويمكن أن يتم استغلاله من بعض الطالبات في الغش سواء بارتداء السماعات أو حتى حضور الامتحان بأشخاص آخرين".

وأضافت أن "قرار وزارة التربية والتعليم المصرية بترك الحرية للطالبات في ارتداء الحجاب دون إجبارهن من قبل إدارة المدرسة كما كان يحدث سابقا، طال انتظاره لغلق الباب أمام تعنت بعض المدارس في هذا الشأن".
ويعكس القرار الجديد مساعي الحكومة المصرية إلى فرض الانضباط داخل المدارس، بعد أن تعددت خلال عهد الإخوان مظاهر عدم الالتزام بالزي المدرسي الموحد. 

ويأتي هذا الإجراء المصري بعد أيام من إصدار وزير التربية الفرنسي قرارا يحظر ارتداء العباية في المدارس باعتبارها رمزا دينيا.