مصر تضرب موعدا جديدا لافتتاح المتحف الكبير
القاهرة - أعلنت السلطات تأجيل الافتتاح الضخم للمتحف المصري الكبير الذي كان مقررا في الثالث من يوليو/تموز المقبل إلى الربع الأخير من العام 2025 بسبب تصاعد التوترات في المنطقة.
وجاء في بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار "في ضوء تطورات الأحداث الإقليمية الراهنة، تقرر إرجاء الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير"، وذلك قبل نحو أسبوعين من الموعد المقرر سلفا بسبب الصراع الذي نشب في المنطقة بين إسرائيل وإيران.
ويضم هذا المتحف العصري المبني قرب أهرامات الجيزة، أكثر من 50 ألف تمثال وتابوت وقطع أثرية من عصر الفراعنة، بينها كنز الملك توت عنخ آمون الشهير.
وكان يُتوقع أن يكون الافتتاح الرسمي في يوليو/تموز المقبل حدثا بالغ الأهمية، على غرار الكنوز التي يضمها المتحف، فقد كشف الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير أحمد غنيم مؤخرا أن حفلا مبهرا سيقام بمناسبة الافتتاح، "باستخدام إمكانيات مصر التاريخية والسياحية"، لتسليط الضوء على "المتحف والأهرامات والعلاقة بينهما". على أن تستمر فعاليات الافتتاح عدة أيام، مع أنشطة تقام في مختلف أنحاء البلاد.
وقد تأجل تنفيذ المشروع، الذي بدأ منذ أكثر من عقدين، عدة مرات بسبب عراقيل متنوعة، منها الاضطرابات السياسية، والأزمات الاقتصادية، وجائحة كورونا.
وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في مؤتمر صحافي السبت "في ظل ما يحصل في هذا الوقت في المنطقة… وجدنا أن المناسب هو إرجاء هذه الفعالية الكبيرة ليبقى لها الزخم العالمي المناسب وتكون في أجواء مناسبة"، مشيرا إلى أن "كل القراءات تشير إلى إن الصراع الموجود سيستمر لفترة ولن ينتهي خلال بضعة أيام، وبالتالي ستكون له تداعيات على المنطقة وعلى كل الأحداث المتوقعة".
ولفت مدبولي إلى أن الافتتاح الذي كان مقررا في الثالث من يوليو/تموز المقبل "سيتم إرجاؤه للربع الأخير من هذا العام.. تحديد اليوم بالضبط سيكون بناء على المعطيات خلال الفترة القادمة".
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد وصف المتحف بأنه "أكبر متحف لحضارة واحدة"، مؤكدا أهميته الثقافية والسياحية، داعيا عددا من قادة الدول لحضور الافتتاح.
ووضعت مصر حجر أساس المتحف عام 2002 بجوار أهرامات الجيزة ليكون أكبر متحف بالعالم يضم آثار الحضارة المصرية القديمة، وبدأ التنفيذ فعليا في 2005 لكن المشروع واجه على مدار سنوات عثرات تمويلية وتنفيذية، وتوقف العمل به لفترة بعد الانتفاضة الشعبية في يناير/كانون الثاني 2011.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، بدأ التشغيل التجريبي للمتحف مع اختيار الثالث من يوليو/تموز 2025 موعدا للافتتاح الرسمي. وبدأت مصر بالفعل في توجيه الدعوات لرؤساء وقادة العالم للمشاركة في الحفل.
ويعرض المتحف آلاف القطع الأثرية من بينها محتويات مقبرة الملك توت عنخ آمون التي ستعرض كاملة لأول مرة منذ اكتشاف المقبرة عام 1922.

وأكد محمد الحمصاني المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء أن استعدادات الافتتاح كانت شبه مكتملة لكن التأجيل جاء بهدف إخراج الحفل على أعلى مستوى وفي أفضل ظروف ممكنة.
وذكرت وزارة السياحة والآثار في بيان أن المتحف "سيواصل استقبال زائريه في ضوء الافتتاح التجريبي له لحين قرب الموعد الجديد للافتتاح الرسمي خلال الربع الأخير من العام الجاري".
وكانت الوزارة أعلنت في أبريل/نيسان أن المتحف سيغلق أبوابه اعتبارا من يوم 15 يونيو/حزيران وحتى الخامس من يوليو/تموز لتنفيذ عدد من الأعمال التنظيمية واللوجيستية داخل المتحف. وكان مقررا فتح المتحف مجددا أمام الزائرين بعد بضعة أيام من الافتتاح الرسمي.
وتعمل مصر منذ سنوات على تطوير البنية التحتية المتحفية للنهوض بقطاع السياحة الذي يعد أحد أكبر مصادر العملة الأجنبية إلى جانب قناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج.
وافتتحت مصر في أبريل/نيسان 2021 المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط في موكب مبهر شمل نقل المومياوات الملكية إليه من المتحف المصري بالتحرير.