مفاوضات متشابكة بشأن باحثة إسرائيلية محتجزة في العراق
بغداد – واكبت التطورات الأخيرة في ملف الباحثة الإسرائيلية-الروسية، إليزابيث تسوركوف، المختطفة في العراق، مفاوضات معقدة تدور بين أطراف عراقية وإيرانية وأميركية، فبعد أكثر من عامين على اختفائها الغامض في بغداد، كشفت مصدر مطلع عن تعقيدات جديدة في سبيل إطلاق سراحها.
وأفاد مصدر مطلع لوكالة "شفق نيوز" بأن "المفاوضات بشأن تسوركوف انتقلت لتطورات جديدة، فبعد أن أمر رئيس الوزراء العراقي عدم تدخل الجهات الحكومية بهذا الملف، طالبت الجهات المفاوضة من الجانب الأميركي للتدخل لإطلاق سراح عدد من الشخصيات أبرزهم أحد عناصر حزب الله عماد امهز الذي اختطفه الكوماندوز الاسرائيلي الى جانب آخرين لا يتجاوز 5 من بينهم ايرانيان، ومعروف أنه طهران تدفع بهذه المفاوضات وان المفاوضات وصلت إلى مسارات جيدة".
ووفق المصدر، جرت المفاوضات أولا بين أطراف أميركية ومسؤولين عراقيين وممثلين عن الجهة الخاطفة، وتضمنت حديثا عن فدية، المفاوضات دارت حول الفدية، إذ طلبت الجهة الخاطفة 500 مليون دولار، وبعدها انخفضت إلى 200 مليون دولار".
لكن بالنسبة للأميركيين، فهم يرفضون الدفع على اعتبار أن الفدية ستذهب لتمويل الجهة الخاطفة أو شرعنه لنشاط الاخيرة مما أثر أو غير من مسار المفاوضات، بحسب المصدر المطلع على هذه المحادثات.
وأكد المصدر، سلامة المختطفة تسوركوف، وهي حاليا موجودة في دولة محايدة وربما يشهد الأسبوع القادم تسليم الأسرى المحتجزين لدى إسرائيل، مقابل تسليم المختطفة الاسرائيلية، التي تتمتع بصحة جيدة ومحتجزة الآن لدى دولة عربية وسيطة وضامنة.
ومع ذلك، تضاربت التقارير حول تقدم المفاوضات، ففي حين كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية السبت عن "تقدم ملموس" في المفاوضات لإطلاق سراح تسوركوف مقابل الإفراج عن معتقل إيراني وستة آخرين في العراق، نفى مسؤول أميركي كبير لموقع "أكسيوس" وجود أي تقدم، مؤكدا أن التقارير التي نشرتها وسائل إعلام متعددة حول التوصل إلى اتفاق غير صحيحة، وأن الولايات المتحدة لن توافق على إطلاق سراح المواطن الإيراني الذي أدين بقتل أميركي في العراق.
وفُقد أثر تسوركوف، طالبة الدكتوراه في جامعة برينستون والزميلة في معهد نيولاينز للاستراتيجية والسياسة، في العراق في مارس 2023. واتهمت إسرائيل فصيل كتائب حزب الله العراقي باختطافها، رغم أن الفصيل لمّح لاحقًا إلى أنه غير مسؤول عن الأمر.
وكشف مسؤولون عراقيون لوكالة فرانس برس أن بغداد تعمل على التوصل إلى اتفاق لتحرير تسوركوف مقابل الإفراج عن إيراني مسجون في العراق بتهمة قتل مواطن أميركي.
وأكد المسؤولون العراقيون الثلاثة الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لحساسية القضية أن واشنطن لم توافق حتى الآن على أحد الشروط المطروحة للإفراج عن تسوركوف، وهو الإفراج عن المواطن الإيراني الموقوف بسبب قتل المواطن الأميركي ستيفن ترويل في بغداد في نوفمبر 2022.
ولطالما سعت بغداد للحفاظ على توازن في علاقاتها بين إيران، الدولة المجاورة وصاحبة النفوذ السياسي في العراق، والولايات المتحدة التي تعد حليفا استراتيجيا.
ويقبع المتهم الإيراني وأربعة عراقيين آخرين في السجن في العراق بعدما أصدر القضاء حكما بسجنهم مدى الحياة بتهمة قتل المواطن الأميركي ستيفن ترويل بالرصاص في بغداد في نوفمبر 2022.
وأعلنت وزارة العدل الأميركية العام الماضي إقامة شكوى على الإيراني محمّد رضا نوري الذي قالت إنه ضابط في الحرس الثوري الإيراني، بتهمة التخطيط لقتل ترويل.
ويُرجّح أن تكون تسوركوف دخلت العراق بجواز سفر روسي، في إطار بحث كانت تجريه لإعداد رسالة الدكتوراه في جامعة برينستون في زيارة لم تكن الأولى لها إلى العراق.
ولم تستبعد مصادر أمنية ودبلوماسية في وقت سابق أن تكون تسوركوف نقلت إلى إيران.
وفي منتصف نوفمبر 2023، بثت قناة تلفزيونية عراقية أول فيديو ظهرت فيه تسوركوف منذ اختفائها.
ولم تتمكّن وكالة فرانس برس من التحقّق من مصدر مستقلّ من صحّة هذا المقطع المصور ولا من تبيان إذا كانت الرهينة أدلت بتصريحاتها تحت التهديد.