مقاتلو المعارضة ينتقلون إلى الشمال تنفيذا لاتفاق درعا

المئات من مقاتلي المعارضة وأسرهم يستعدون لمغادرة مدينة درعا إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في الشمال.
بعض المقاتلين قرروا البقاء بدلا من مواجهة مصير غامض في الشمال
المجموعات المسلحة المنتشرة في درعا تواصل تسليم أسلحتها الثقيلة

عمان – بدأ مقاتلو الفصائل المعارضة وعائلاتهم الاحد الخروج من مدينة درعا في جنوب سوريا والتحول الى مناطق في الشمال تحت سيطرة المعارضة تنفيذا لاتفاق يؤدي لاعادة مهد الحركة الاحتجاجية التي اندلعت في البلاد منذ أكثر من سبع سنوات، الى كنف الدولة. وقال أبو شيماء وهو مسؤول في المعارضة إن 500 مقاتل على الأقل سيستقلون نحو 15 حافلة وإنه سيكون من بين المغادرين.

ويغادر المقاتلون حي درعا البلد في مدينة درعا التي ظلت تحت سيطرة المعارضة المسلحة لسنوات إلى أن جرى التوصل إلى اتفاق استسلام الأسبوع الماضي. وسيسلم المقاتلون بموجب الاتفاق أسلحتهم وسيتم نقل من لا يريد البقاء منهم تحت حكم الدولة إلى خارج المنطقة.

وسيطرت القوات الحكومية السورية بدعم من الجيش الروسي على أغلب محافظة درعا في هجوم بدأ في يونيو/حزيران.

وكانت مدينة درعا مهد احتجاجات سلمية كبرى ضد حكم الرئيس بشار الأسد في مارس/آذار 2011 التي تصاعدت فيما بعد للتحول إلى حرب أهلية تشير تقديرات إلى أنها تسببت في مقتل نحو نصف مليون شخص.

انسحاب الضرورة

وقال أبو بيان، وهو قائد عسكري في المعارضة، إن أغلب المقاتلين في درعا قرروا البقاء بدلا من مواجهة مصير غامض في الشمال الذي تسيطر عليه المعارضة على أمل أن تفي روسيا بوعودها الخاصة بحمايتهم من أي عمليات انتقامية من السلطات السورية.

لكن المقاتل عبد الله مسالمه الذي قرر المغادرة قال بينما كان على وشك الصعود إلى الحافلة "لن ننسى الاف الشهداء وآلاف اليتامى غير الجرحى و المعتقلين الذين قتلهم النظام.. أنا لا أثق بالروس أو النظام

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء الأحد "واصلت المجموعات المسلحة المنتشرة في منطقة درعا البلد تسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة للجيش العربي السوري وذلك في سياق الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء الماضي".

ونشرت الوكالة صورا لعربات مدرعة ومدفعية ثقيلة قالت إنها جمعتها منهم.

وتتعلق عملية الاجلاء بالمقاتلين الذي رفضوا اتفاق "المصالحة" بعد ان استبعد المفاوضون الروس في البداية احتمال مغادرة المقاتلين خلال الجولات الاولى من المفاوضات الشاقة.

وبالتزامن، تتواصل عملية تسليم الفصائل المقاتلة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة تطبيقا لاتفاق وقف اطلاق النار الذي ينص كذلك على دخول مؤسسات الدولة إلى مناطق الفصائل تدريجياً وإجلاء المقاتلين الرافضين للتسوية.

وكانت قوات النظام بدأت في 19 حزيران/يونيو بدعم روسي عملية عسكرية في محافظة درعا، وحققت تقدماً سريعاً في مواجهة الفصائل التي يعمل معظمها تحت مظلة النفوذ الأردني الأميركي.