مقاطعة أميركية لمفاوضات استانا حول سوريا تغضب روسيا

موسكو تنتقد عدم ارسال الولايات المتحدة مراقبين إلى الجولة الجديدة من المحادثات السورية في العاصمة الكازاخية التي ترعاها تركيا وإيران وروسيا، فيما يخيم توتر شديد على العلاقات الأميركية الروسية.
غياب واشنطن عن لقاء استانا رسالة لروسيا وإيران
دي ميستورا شارك في الجولة الجديدة لمحادثات استانا
المواجهة بين اسرائيل وإيران تزيد الوضع السوري تعقيدا
روسيا تراهن على المفاوضات لفك عزلة النظام السوري
لقاء استانا يعقد على وقع انتصارات مهمة للجيش السوري
المعارضة السورية في موقع ضعيف بعد انتصارات الأسد الميدانية

استانا (كازاخستان) - انتقد كبير المفاوضين الروس الكسندر لافرينتييف الاثنين الولايات المتحدة بسبب عدم ارسالها مراقبين إلى الجولة الجديدة من محادثات السلام حول سوريا التي تجري في العاصمة الكازاخية.

واجتمع مفاوضون من ايران وروسيا وتركيا الاثنين في استانا على أمل احراز تقدم نحو تسوية سياسية في سوريا وذلك على وقع توترات تعصف بالمنطقة.

وفي تصريح للصحافيين عقب انتهاء اليوم الأول للمحادثات التي تقودها روسيا، انتقد لافرينتييف قرار واشنطن عدم ارسال مراقبين رغم مشاركتها بوفود في الجولات الثماني السابقة في استانا.

وقال "هذه المرة قرر الأميركيون للأسف عدم دعم الجهود الدولية".

وأضاف "نأسف لذلك ونعتقد أن الطريق إلى التسوية الدبلوماسية لا يمكن أن تتم سوى على طاولة المفاوضات وليس من خلال جهود وسيناريوهات تتم وراء ظهر الحكومة السورية والمجتمع الدولي"، دون أن يوضح.

واللقاء الذي يستمر يومين هو الأول للدول الثلاث التي تدعم أطرافا مختلفة في النزاع السوري منذ التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل في سوريا الأسبوع الماضي.

كما أنه الأول لهذه الدول منذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الايراني قبل أيام في تحرك يزيد من تعقيدات المشهد الإقليمي.

ومن المتوقع أن يصل وفد من المعارضة المسلحة السورية في وقت متأخر الاثنين قبل جلسة الثلاثاء، بحسب وزارة خارجية كازاخستان.

وشارك مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا كذلك في محادثات الاثنين.

واتخذ النزاع متعدد الأطراف الذي أسفر عن مقتل أكثر من 350 ألف شخص منعطفا جديدا الأسبوع الماضي بعدما انخرطت إسرائيل وإيران في سجال بشأن حدوث عمليات قصف عبر الحدود.

وذكرت إسرائيل أنها ضربت عشرات الأهداف الايرانية داخل سوريا الخميس ردا على إطلاق صواريخ استهدف مرتفعات الجولان المحتل ونسبته إسرائيل إلى إيران.

وعقد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو الاثنين.

وقال ظريف إنه يسعى إلى الحصول على "تطمينات" من مؤيدي الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه هذا الأسبوع ما أثار ادانة دولية ومخاوف جديدة في المنطقة.

وعقب المحادثات أشاد ظريف بـ"التعاون الممتاز" بين موسكو وطهران. وقال إن لافروف وعده بـ"الدفاع عن الاتفاق والحفاظ عليه" في تصريحات اوردتها وكالة ايسنا الايرانية للأنباء.

وزار ظريف بكين وسيتوجه لاحقا إلى بروكسل في اطار مساعي طهران لإنقاذ الاتفاق.

ومنذ بدأت المفاوضات بشأن سوريا في استانا مطلع العام الماضي، تركزت في معظمها على محاولات تخفيف حدة المعارك بين قوات النظام السوري المدعومة من روسيا وإيران وفصائل المعارضة.

لكن الهجوم المدمر الذي شنته قوات النظام في فبراير/شباط على الغوطة الشرقية قرب دمشق التي كانت معقلا للمعارضة قوض التقدم المحدود الذي أسفرت عنه محادثات استانا للتخفيف من حدة الأعمال القتالية بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة.

وخرجت الجمعة آخر مجموعات من مقاتلي المعارضة من ثلاث بلدات محاذية لأحياء دمشق الجنوبية بموجب اتفاق إجلاء ليستعيد النظام السيطرة عليها، بحسب الاعلام السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتسعى قوات النظام حاليا لاستعادة السيطرة على كامل دمشق وتأمين محيطها ولم يبق أمامها سوى تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على أجزاء واسعة من أحياء في جنوب العاصمة، أبرزها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.