مقتل حارس شخصي لولد الغزواني في حادث غامض لموكب الرئاسة في تندوف

الرئاسة الموريتانية تلتزم الصمت، بينما يأتي الحادث على طريق تندوف موريتانيا بعد أيام قليلة على تحذيرات غربية من خطر إرهابي جدي في تندوف.
موقع موريتاني يُطلق صفة شهيد على الحارس القتيل من موكب الرئاسة
جدل على منصة اكس ومعظم التقديرات تفسر الحادث باستهداف موكب الرئاسة الموريتاني
المعبر الذي دشنه تبون وولد الغزواني سبق تدشينه في عهد بوتفليقة في 2018!

الجزائر – لا يزال الغموض والتشكيك والتساؤلات يلف مقتل أحد حراس الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزاوني، في مدينة تندوف بالجزائر في "حادثة" لم تكشف نواكشوط بشكل رسمي عن تفاصيلها، واكتفت وسائل الإعلام بالقول أنها نتيجة "حادث سير" بينما تتداول مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن كونها حادثة "اغتيال مدبر"، دون تأكيدات رسمية.
وأصيب خلال الحادث حارس أخر نقل إلى المستشفى وذلك بعد أيام من تحذيرات أميركية وبريطانية وإسبانية من المخاطر التي تشهدها المنطقة.

وقالت وسائل إعلام موريتانية أن الحارس الشخصي للرئيس الموريتاني، توفي أثناء تواجده في موكب الرئيس بولاية تندوف، تحضيرا لزيارة ولد الغزواني إلى المنطقة، حيث افتتح مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، معبرا بريا بين البلدين، وأشرفا على إطلاق أشغال طريق تندوف – الجزائر - الزويرات، ووضع الحجر الأساس لمنطقة للتبادل الحر.بينما وصف موقع "الحرية" الموريتاني الحارس بـ"الشهيد"

والخميس وصل الغزواني مدينة تندوف الجزائرية في زيارة عمل تستمر ليوم واحد، لافتتاح معبر بري يربط البلدين الجارين برفقة تبون. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، إن الرئيسين استمعا إلى عرض مُفصل عن نشاط المعبر، خلال حفل التدشين بمحافظة تندوف الجزائرية، لكن مصادر ذكرت أن المعبر سبق أن تم تدشينه في عهد الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة في 2018.

ولم تتحدث وسائل الإعلام الرسمية عن الأمر، كما التزمت رئاسة الجمهورية الصمت، لكن المثير في الأمر هو أن موقع "الحرية" الموريتاني وصف الحارس المتوفي بـ"الشهيد"، موردا أن الأمر يتعلق بمساعد الرئيس محمد ولد الشيباني، الذي نُقل جثمانه إلى مستشفى بتندوف، استعدادا لنقله إلى نواكشوط عبر رحلة جوية.

في المقابل تداولت مواقع التواصل الخبر بكثافة وسط جدل واسع حول الحادثة وتفاصيلها، مشيرين إلى معلومات حساسة لن توردها وسائل الإعلام لتأثيراتها في المنطقة، وقال رئيس المركز الاطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الامني ، في تدوينة على حسابه في موقع إكس أن "المعلومات الأولية تشير إلى محاولة اغتيال مدبرة من طرف النظام العسكري الجزائري وابن الرئيس الموريتاني السابق، إذ يبدو أن المخابرات العسكرية الجزائرية استغلت التحذيرات التي نشرتها سفارات الدول الغربية حول قرب هجمات إرهابية للقيام بمحاولة اغتيال الرئيس الموريتاني".

وأضاف أنه "معروف أن النظام العسكري الجزائري كان مؤيدا للرئيس السابق ولد عبدالعزيز الذي توجد لديه صراعات مع الرئيس ولد الغزواني قبل محاكمته" .

وعلقت ناشطة:

وحلل البعض الأوضاع في المنطقة والنتائج والمآلات السياسية فيها استنادا إلى المعطيات في الحادثة، وحذر هؤلاء من عمليات اغتيال أخرى:

وأصدرت ثلاث دول تحذيرات متتالية بخصوص الوضع الأمني في تندوف، إسبانيا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، التي أصدرت توصيات لرعاياها بعدم السفر إلى هناك نظرا لوجود احتمال حدوث "أعمال إرهابية أو عمليات اختطاف"، علما أن المنطقة هي مقر قيادات جبهة "بوليساريو" الانفصالية.

وجاء في التحذير الصادر عن سفارة الولايات المتحدة الأميركية بالجزائر أن هناك "تنبيها أمنيا من زيادة خطر اختطاف المواطنين الغربيين بالقرب من المخيمات في تندوف"، رابطة الأمر بـ"الماراثون المخطط له في 28 فبراير 2024"، والذي تسميه الجزائر "ماراثون الصحراء"، وذلك بعدما أعلنت الجبهة الانفصالية مشاركة أجانب فيه، مساندة للطرح الانفصالي.

وأوردت السفارة أن على الرعايا الأميركيين تجنب الوصول إلى تلك المنطقة إلى غاية 15 مارس 2024، داعية إياهم أيضا إلى الانتباه جديدا إلى محيطهم، والبقاء في حالة تأهب في المواقع التي يرتادها السياح الغربيون، كما دعتهم لوضع خطة طوارئ للمغادرة، ومراجعة خطط الأمان الشخصية الخاصة بهم، مع حمل وثائق سفرهم معهم بما في ذلك جواز السفر الأمريكي.

من جهتها نشرت وزارة الخارجية البريطانية تحديثا لتوجيهات السفر إلى الجزائر، تحدثت فيه عن وجود معلومات تؤكد تزايد خطر اختطاف مواطنين غربيين من مخيمات تندوف، قبل "ماراثون الصحراء المقرر تنظيمه يوم 28 فبراير 2024"، ونصحت بعدم السفر إلى تلك المنطقة، بالإضافة إلى الحدود مع ليبيا وموريتانيا وأجزاء من تونس.

وكانت إسبانيا، قد حذرت بدورها، نهاية الأسبوع الماضي، مواطنيها من السفر إلى مخيمات تندوف استنادا إلى وجود احتمال كبير لحدوث تهديد إرهابي قد يستهدفهم، وذلك وفق آخر تحديث لخارجية مدريد، ضمن التوصيات الأمنية التي تقدمها لمواطنيها بشكل دوري.

والمفارقة أن استفاقة الجزائر على الاستثمار وإنجاز المشاريع في دول الجوار، تأتي بعد خطوات مغربية متلاحقة للمغرب في هذا الشأن والتي عرضت السلطات الجزائرية للإحراج بسبب تأخرها في هذا المجال رغم ما تمتلكه من ثروات، ثم محاولة كسر عزلتها خاصة بعد التطورات في مالي والنيجر، والتي لم تكن في صالحها، حيث لا تمتلك مقومات كافية لإنجاح المشاريع التي تم الإعلان عنها بمناسبة زيارة الرئيس الموريتاني.

وشكك متابعون بنجاح المعبر في تحقيق الغاية منه بسبب نشاط جماعات مسلحة تتاجر بالسلاح والمخدرات وتقوم بعمليات تهريب، كما لا يُستبعد وجود جماعات أخرى جهادية، وهو ما يضطر الأفراد والمركبات إلى سلك طريق داخل إقليم الصحراء.