'مقهى الريم الثقافي' يستضيف أمسية تجمع بين الشعر والموسيقى

أثثت الأمسية كل من إيمان العمري ونسيبة علاونة ورولا العمري، حيث امتزجت قراءاتهن الشعرية والنثرية بموسيقى الفنان جميل دخان.

استضاف ملتقى جدارا أم قيس الثقافي وملتقى شعلة اليرموك الثقافي ومقهى الريم الثقافي، الأديبات: إيمان العمري، نسيبة علاونة ورولا العمري في أمسية ثقافية في مقهى الريم الثقافي، أدار مفرداتها الكاتب موسى النعواشي الذي أجاد كثيرا في تقديمه لضيوف بلغته التي ضمنها بمقاطع من شعره المحكي وخلال الأمسية امتزج الشعر والنصوص النثرية مع إيقاع عود  الفنان الكبير جميل دخان الذي رافق القراءات، وسط حضور لافت من محبي الأدب والشعر.

القراءة كانت للقاصة رولا العمري التي قدمت نصوصا قصصية استحضرت فيها وجع الإنسان العربي الفلسطيني وقضايا إنسانية فكانت محلقا بلغتها العالية البناء ورؤية أكثر شاعرية وحبكة.

ومما قرأت:

"لا تحاول أن تكون حرا/فالوهم أكبر البطولات/والانتصار رقص فوق الخراب/لا تحاول أن تكون حُبّا /فالرجم لسان يرمي ألف حجر/و المحبوبة نار/وأنت الغريق فوق صفحة ماء/لا تحاول أن تكون نبيا/فأنت الآن غارا فارغا/لن يزوره الوحي/فلا تنتظر معجزة/لا تحاول أن تكون كتابا/ستنتشر فقط في العتمة/وسيطفئونك في المحرقة/لتتحرر آلاف الأوطان/فوق الورقلا تَقتُل الآن/ربما تُقتَلُ.. و تكون بطلا/في حرب ما/انتظر/لعل الناجون يلوحون بأيدي غريبة/قد قُطِعت من جسد ما/لأن أيديهم قد بيعت/لجسد  الأرض/لتكتمل أجزاء الوطن/اِستظل الآن برأس غريب/ربما قادوا جسدك للمحرقة".

من جهتها، قرأت الأديبة نسيبة علاونة استطاعت بمجموعة من نصوصها القصيرة والطويلة تعاين الواقع العربي وما آلت إليه الأوضاع من تشظى وقتل وانهار في البنية، نصوصها مشحونة أيضا بنفس السخرية اللاذع المسكون ايضا بوجع الروح.

من نص لها تقول فيه:

"في الحربِ تخرجُ سيِّدةٌ عن جسدها/ العالقِ تحتَ سقفٍ مردومٍ/تجدلُ شعرَ صغيراتِها  المُبعثراتِ/تكنُسُ شظايا الزُّجاجِ والَّلحمِ/ تنفضُ الترابَ عن غرفةِ الجلوسِ/تفُضّ خلافَ الأولادِ على جهاز التَّحكُّمِ/الآن تُهرَسُ أرجاؤها أكثر فأكثر/بصَرُها يتلاشى/تجمَعُ  ريقَها المخطوفَ ثُمَّ/تبصُقُ في وجهِ العالم/ وتفارقُ الحياة".

ومن نص آخر بعنوان "هناك" تقول فيه: "يستيقظ الصباح كأن شيئا لم يكن، ينكز  أهل القرية المردومين، تخرج  يد قاصدة  الستارة والنافذة فلا تجدهما ،  تخرج قدم لتقف انتظارا للحافلة ولا تأت، تعود الأطراف حيث كانت ، يمتعض النّهار الوحيد... تخجل المقابر الجماعية فتصطف بانتظام وتبدأ بالنشيد .. موطني موطني".

واختتمت القراءات الشاعرة إيمان العمري التي قصائد عمودية بنفس صوفي بلغة متقنة الرؤى والبناء والتي تواكب القصيدة الحديثة بتجلياتها الروحانية راسمة من خلالها بانوراما انسانية في التوحد والوجد وطقوسه الصوفية في تهجودات الروح، تقول في قصيدتها:

"بسمل على عينيّ حين تراني/متلبساً بالشوق والكتمان/عيناي لو تبكي بقية عمرها/لاحتجت بعد العمر عمراً ثاني/شوق يكسر أضلعي ويهزني/ويجمد المعنى على بركاني/للأبجدية حين يفتح بابها/مسرى فتوح الروح في الوجدان/الله يدري عن جواهر روحنا/ما حكمة التعميد في النيران/الله يدري عن جواهر روحنا/ما حكمة التأويل في الميدان/يا رب إني قد تسمر ناظري/وجهلت معنى الركض في الميدان/وجهلت معنى أن أكون كها هنا/وجهلت معنى الشعر في التبيان/وجهلت معنى أن ٱقول قصائدي/نثراً وشعراً من شذى ألحاني/فالروح غارقة تواري نزفها/والعمر خسران إلى خسران".

في نهاية الأمسية تم تكريم المشاركات في الأمسية من قبل القائمين عليها.