مكافحة 'الخبث الإيراني' في خارطة طريق أميركية جديدة

الولايات المتحدة تسعى إلى إرساء المصالح المشتركة القوية مع حلفائها الأوروبيين أساسا لتحقيق تقدم في تعديل الاتفاق النووي مع ايران.
التوسع الايراني تحت أعين العالم
الحوثيون يهاجمون السعودية بصاروخ إيراني
واشنطن تطالب أوروبا بحل 'القضية المحورية'

واشنطن/برلين - قالت الولايات المتحدة إنها تأمل استغلال المصالح المشتركة القوية التي ظهرت في الأشهر القليلة الماضية مع شركائها في الاتحاد الأوروبي من أجل تحقيق تقدم في التصدي للبرنامج النووي الإيراني، عبر "وقف سلوك ايران الخبيث".

وصرح مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية بأن هذه المصالح المشتركة يمكن أن تشكل "أساسا لمواصلة العمل معا لتحقيق تقدم"، وذلك قبل ان تطرح الولايات المتحدة على حلفائها الاثنين "خارطة طريق" للتعامل مع ايران.

وقالت إيران الاحد إنها ستشارك في اجتماع مع دبلوماسيين من بريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين وروسيا في فيينا يوم الجمعة لبحث الخطوات المقبلة بعد القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثامن من مايو/أيار بالانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأضافت أن واشنطن لن تشارك في اجتماع اللجنة المشتركة التي شكلتها الدول الست الكبرى وإيران والاتحاد الأوروبي لمعالجة أي شكاوى بشأن تنفيذ الاتفاق. ونقلت صحيفة فيلت ام زونتاغ الألمانية عن مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي لم تذكر اسمه قوله إنه ستجري أيضا مناقشة احتمال إبرام اتفاق جديد بين إيران والدول الكبرى يكون مماثلا لاتفاق 2015 ولكن مع بعض الإضافات لطمأنة الولايات المتحدة.

السعودية اعترضت عشرات الصواريخ الحوثية من اليمن
السعودية اعترضت عشرات الصواريخ الحوثية من اليمن

وقال المسؤول إن الإضافات قد تتضمن بنودا لمعالجة المخاوف الأميركية المتعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وبدعم طهران للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.

والاثنين، دمرت الدفاعات الجوية السعودية صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون الموالون لايران من اليمن فوق مدينة جازان في جنوب المملكة.

وأطلق الحوثيون عشرات الصواريخ الباليستية المرجح انها مصنوعة بتكنولوجيا ايرانية على المملكة في الشهور الأخيرة.

ونسب تقرير نشرته وكالة الأنباء السعودية إلى المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي قوله إن الدفاعات الجوية السعودية دمرت الصاروخ فوق جازان. واتهم الحوثيين باستهداف المناطق السكنية.

وقال المسؤول الأوروبي للصحيفة "علينا الابتعاد عن اسم 'اتفاق فيينا النووي' وإضافة بعض العناصر. هذا فحسب سيقنع الرئيس ترامب بالموافقة على رفع العقوبات مرة أخرى".

القضية المحورية هنا هي سلوكيات إيران الخبيثة المتعلقة ببرنامجها النووي وتطوير الصواريخ والإرهاب والصراعات الإقليمية وقضايا أخرى

وقالت الصحيفة إن مثل هذا الاتفاق قد يتضمن في المستقبل تقديم مساعدات مالية لإيران بمليارات الدولارات. وقال مسؤول الخارجية الأميركية إن واشنطن تأمل بأن يركز الاتحاد الأوروبي على "القضية المحورية هنا وهي سلوكيات إيران الخبيثة المتعلقة ببرنامجها النووي وتطوير الصواريخ والإرهاب والصراعات الإقليمية وقضايا أخرى".

وفي طهران ذكرت وكالة تسنيم للأنباء أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي رفض التقارير التي تحدثت عن اتفاق جديد مقترح واصفا ذلك بأنها "مطالب في غير موضعها".

وقال قاسمي "الاجتماع المقرر في الأيام القليلة القادمة للجنة المشتركة الأولى بدون الولايات المتحدة، سيشمل فحسب قضايا الاتفاق النووي بين إيران والأعضاء الآخرين".

وكان عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني قد قال في التلفزيون الرسمي في وقت سابق إن "اللجنة المشتركة ستنعقد يوم الجمعة بناء على طلب إيران وبدون الولايات المتحدة لمناقشة تبعات الانسحاب الأميركي وكيفية مواصلة الدول الأخرى لالتزاماتها بموجب الاتفاق".

وسيحدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين "خارطة طريق دبلوماسية" وسيدعو الأوروبيين وحلفاء آخرين إلى تقديم دعم واسع لممارسة ضغوط على إيران لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات بالإضافة إلى دعمهم للتصدي "للتهديدات الإيرانية برمتها".

وكافحت إيران لتحقيق مكاسب مالية من الاتفاق النووي ويرجع ذلك جزئيا إلى أن العقوبات الأميركية الأحادية المرتبطة ببرنامجها الصاروخي منعت المستثمرين الغربيين من التعامل مع طهران.

ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المحادثات بين إيران والدول الأوروبية بأنها بداية جيدة فيما يتعلق بكيفية إنقاذ الاتفاق النووي لكنه قال إن هناك الكثير يتوقف على ما سيتم في الأسابيع القليلة القادمة.